وزير الخارجية الأمريكي السابق في مقابلة :حماس لن تُجرَّد من السلاح، إيران لم تتعلَّم الدرس"

القناة 12 

ترجمة حضارات 


مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي ورئيس وكالة المخابرات المركزية (CIA) السابق، كان متورطًا بعمق في صياغة اتفاقيات إبراهيم. في مقابلة خاصة مع صحيفة غلوبس، يتحدث عن فرص التطبيع بين" إسرائيل" والمملكة العربية السعودية، ويتطرق إلى علاقته بالرئيس ترامب، ويكشف: "الإيرانيون ما زالوا يحاولون اغتيالي."

قليلون هم الأشخاص الذين صاغوا شكل الشرق الأوسط في العقد الماضي مثل مايك بومبيو. كمسؤول بارز في إدارة الرئيس دونالد ترامب، كان بومبيو في قلب القرارات التي غيّرت نهج واشنطن تجاه إيران، وعمّقت الشراكة مع "إسرائيل"، وساعدت في دفع الديناميكية الدبلوماسية التي أدت إلى اتفاقيات إبراهيم. كان تأثيره في الإدارة الأمريكية كبيرًا وملموسًا، وكان أحد المهندسين الرئيسيين للسياسة التي لا تزال تتردد أصداؤها في المنطقة حتى اليوم.

في المقابلة، يشارك بومبيو توقعاته لاستمرار الحرب في غزة، ويتطرق إلى احتمال اندلاع مواجهة أخرى بين "إسرائيل" وإيران، ويوضح مدى قرب المملكة العربية السعودية من اتفاق التطبيع.

قال بومبيو: "الرياض والقدس تقفان في نفس الجانب في هذا الصراع. التهديد على المملكة العربية السعودية يأتي من إيران وليس من "إسرائيل"، والجميع في المنطقة يدرك ذلك. لذلك، علينا جميعًا أن نجد طريقة لتوسيع اتفاقيات إبراهيم. ربما ليس بالنموذج الحالي واحدًا لواحد، بل بنموذج يوفر استجابة لإيران ووكلائها."


التفوق الإسرائيلي في خطر؟ "مسألة فنية"

شغل مايك بومبيو (61 عامًا) منصب وزير خارجية الولايات المتحدة بين عامي 2018 و2021. قبل ذلك، عمل رئيسًا لوكالة المخابرات المركزية (CIA) وممثلًا عن الحزب الجمهوري في مجلس النواب. وهو حاليًا عضو في المجلس الاستشاري لشركة الأمن الأوكرانية "فاير بوينت"، المتخصصة في إنتاج الطائرات المسيّرة طويلة المدى.

خلال فترة ولايته كوزير للخارجية، لعب بومبيو دورًا مركزيًا في صياغة سياسة ترامب الخارجية في الشرق الأوسط، بما في ذلك الترويج لاتفاقيات إبراهيم التي أدت إلى التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. يُعتبر بومبيو أحد أشد المؤيدين لإسرائيل في إدارة ترامب، وما زال يدفع لتحقيق رؤية اتفاق تطبيع تاريخي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية — وهي خطوة توقفت منذ 7 أكتوبر، لكنها قد تعود إلى جدول الأعمال.

وعن بيع طائرات F-35 للسعودية، قال: "لم أكن قلقًا حيال ذلك كثيرًا. أعتقد أن مسألة التفوق العسكري هي مسألة فنية جدًا تعتمد على عناصر عديدة. لقد كنت متورطًا بعمق في ذلك في إطار اتفاقيات إبراهيم، ولا ينبغي لإسرائيل أن تقلق أكثر من اللازم."


"أيديولوجية حماس لن تتغير"

بعد نحو عامين من القتال الدموي، وقعت "إسرائيل "وحماس على وقف إطلاق نار وإطلاق سراح رهائن. وعلى الرغم من الانتهاكات المتكررة، فإن الضغوط الدولية — خاصة من إدارة ترامب — تجبر الجانبين على الالتزام بالاتفاقيات.

وعن فرص تجريد حماس من السلاح، قال بومبيو: "في رأيي، الاحتمال لذلك ضئيل جدًا. في النهاية، هذه منظمة" إرهابية" هدفها الوحيد تدمير" إسرائيل". لا يوجد سبب للاعتقاد بأن أيديولوجيتها ستتغير. إنها متأصلة بعمق في أفرادها."

وأضاف: "حتى اليوم لم يوافق أحد على نزع سلاح حماس. سيكون هذا إلى حد كبير عمل الجيش الإسرائيلي، وأنا متأكد أن القيادة الإسرائيلية تدرك ذلك."

وأكد أن العقلية في "إسرائيل" تغيّرت بعد 7 أكتوبر: "هذه ليست قضية سياسية خلافية، بل قضية سيادة وأمن الدولة."

"قطر، مثل أي دولة، لها مصالحها الخاصة"

تحدث بومبيو عن الدور المعقد لقطر، التي تعمل كوسيط رئيسي بين "إسرائيل" وحماس، وتستضيف قاعدة "العديد" الأمريكية، وفي الوقت نفسه توفر دعمًا ماليًا كبيرًا لحماس.

قال: "لكل دولة مصالحها الخاصة. قطر أيضًا لها مصالحها. لفترة معينة، عملنا جميعًا مع الدوحة في محاولة للتعامل مع حماس. كانت حينها وسيطنا."

وأضاف: "الأحداث في الشرق الأوسط ليست معزولة عما يحدث في العالم. الروس يعملون بتعاون وثيق مع الإيرانيين، وفي الوقت نفسه يدعم الصينيون بوتين. لذلك على الغرب واجب الدفاع عن نفسه والعمل مع الدول ذات المصالح المشتركة."


"الإيرانيون ما زالوا يحاولون اغتيالي"

أوضح بومبيو أن النظام الإيراني لا يزال يحاول استهدافه: "ما زالوا يحاولون قتلي. ما زالوا يطاردون حفنة من كبار المسؤولين الذين كانوا جزءًا من إدارة ترامب."

وأشار إلى أن إيران بدأت بالفعل في إعادة بناء قدراتها النووية: "لقد أعادت الهجمات البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء، لكن هذا لا يعني أنهم تعلموا الدرس. يجب أن نستمر في ممارسة الضغط على إيران — وقد يتعين على إسرائيل والولايات المتحدة مهاجمتها مرة أخرى."


"يجب ألا يحدث هذا داخل أمتنا"

تطرق بومبيو إلى تصاعد معاداة السامية في الغرب منذ اندلاع الحرب، سواء في الجامعات الأمريكية أو المدن الأوروبية، أو في الخطاب اليميني المحافظ داخل الولايات المتحدة.

قال: "يجب ألا يُسمح بمعاداة السامية أو افتراءات الدم أو تطبيعها. لا مكان لذلك، ببساطة لا يوجد."

وأضاف: "سواء جاء هذا العداء من اليسار الراديكالي أو من إعلامي يميني، يجب ألا نقبل ذلك كأمة."

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025