تايتنك
بقلم / رائد غيث
العالم اليوم أشبه بسفينة تغرق والجميع يبحث عن طوق نجاة.
عقود والغرب (يعلمنا القيم والأخلاق وحقوق الإنسان) وكأننا ولدنا هَمَج وهي الأصل فيهم .
ما أن وقعت إيطاليا من السفينة وبدأت تستغيث حتى رمقوها بنظرة آسفون وقبل لحظات كانت بينهم تتبادل معاني الأخوة والاتحاد، تعاملوا معها بمنطق أناني وتجاهلوا أن في الاتحاد قوة وأن المياه تتسرب بسفينتهم إلى أن ابْتُلّت لحاهم وأصبحت شعاراتهم حطاما تذروها(الأنفاس).
جاء كورونا وسد الأفواه وقال لنرى اليوم الأفعال.
سوق الأدوات الطبية أصبح حَلبة يتصارع عليها شركاء وحلفاء الأمس .
قرصنة أمريكية على شحنات طبية في تايلند وجهتها ألمانيا وأخرى إلى فرنسا والأخيرة تستولي داخل أراضيها على شحنات متجهة إلى إسبانيا وإيطاليا ، هؤلاء لا يخطب المرء منهم على خطبة أخيه بل يزني ....
والأدهى من ذلك تجارب فرنسية على الأفارقة الذين يعانون منذ نعومة أظافرهم ما تعانيه أوروبا اليوم.
بيوت العجزة في إسبانيا وغيرها تُركت لمصيرها وكأن سكانها أشياء انتهت صلاحياتها.
أمريكا أخر دولة آمنت بالإجراءات وهي الآن الأولى بالإصابات لماذا ؟؟ المادة قدمت على الإنسان.
صرفت تريليونات على السلاح للسيطرة والعربدة (ونشر الديمقراطية) والممرضون في مستشفياتها يرتدون أكياس القمامة للحماية ويبحثون عن الكمامة.
جاء كورونا ونزع عنها لباسها الداخلي الهش وهي الآن أشبه برجل مفتول العضلات يقف عارياً .
هذه صورة الغرب اليوم لمن كان منبهراً بها بالأمس.
هذه الأزمة ستنتهي عاجلاً أم آجلاً لأن الانسان مستخلف في الأرض وعليه عمارتها إلى أن يشاء الله.
لكن عالم ما بعد كورونا لن يشبه الذين كان قبلها.
عالم جديد اسأل الله النجاة فيه للمسلمين و المستضعفين في الأرض
(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) .