كورونا ويوم الأسير
بقلم / أيمن عبد المجيد
11-04-2020
يرجع تاريخ ومناسبة يوم الأسير الفلسطيني لأول عملية تبادل عام 1969م، والتي تم الإفراج فيها عن الأسير الفلسطيني محمود بكر حجازي، مقابل إطلاق سراح المستوطن الإسرائيلي "شموئيل فايزر".
وفي العام 1974م -بعد خمس سنوات من عملية التبادل- أقر المجلس الوطني الفلسطيني هذا الحدث واعتبره مناسبة وطنية وأطلق عليه يوم الأسير الفلسطيني، اللافت أن يوم الأسير الفلسطيني ارتبط بأول عملية تبادل وليس بأول عملية اعتقال، كأن القدر ومشيئة الله تدخلت لتكون إشارة وبوصلة لتبيان الطريق والوسيلة لصنّاع القرار الفلسطيني في كيفية السبيل لتحرير الأسرى.
وقدّر الله أن يلتقط الإشارة أصحاب الأيدي المتوضئة وشرفهم بها، وما بدلوا تبديلا.
في العادة وعلى مستوى الكل الفلسطيني فإن الذكرى السنوية ليوم الأسير الفلسطيني تكاد أن تكون نسخة طبق الأصل عن سابقاتها، ولا تتعدى الفعاليات والمهرجانات على الرغم من أهميتها، أما على مستوى الأسرى فإنهم يعتبرون يوم الأسير الفلسطيني واقعًا ومحركًا لانتزاع الحقوق، فلا تكاد تمر هذه الذكرى إلا وقد أعدوا العدة لبرنامج نضالي يدفع الظلم الواقع عليهم من إدارة مصلحة السجون.
هذا العام تظل الذكرى في ظل جائحة كورونا فلا فعاليات ولا مهرجانات، ولا خطوات وبرامج نضالية داخل السجون، وكأن فيروس كورونا يقول:
"فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا".
منذ اللقاء التفاعلي من القائد أبو إبراهيم السنوارعلى فضائية الأقصى والذي دعى فيه الاسرائيلين القيام بمبادرة إنسانية وإطلاق سراح المرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال؛ خرجت أصوات من الجانب الاسرائيلي، وصدحت بأنهم جاهزين لمحادثات فيما يتعلق بما في أيدي الفصائل الفلسطينية من جنود وأسرى اسرائيليين.
لا شك أنّ مبادرة السنوار قد حرّكت الماء الراكد مما يعني أنه يتطلب من القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية ابتكار المزيد من الوسائل والآليات الضاغطة على صانع القرار الاسرائيلي، وإرغامه على تحويل تصريحاته من أقوال إلى أفعال، وإبرام صفقة تبادل قريبة بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.