الأرض : العودة للأصول
بقلم / ناصر ناصر
1-4-2020
قد تكون أهم دلالات يوم الأرض الفلسطيني الذي انطلق منذ العام 1976 هي التأكيد على أن فلسطين هي وحدة جغرافية واحدة ، ولكن تعيش فيها مجموعات سكانية مختلفة ، الفلسطينيون وهم سكان البلد الأصليين واليهود الصهيانة المحتلين-المستعمرين الذين يقومون بإدارة البلد لصالح ( العرق اليهودي ) ودون حساب لأي قيم مزعومة أخرى كالديموقراطية والليبرالية وعلى أساس نظام عنصري -أبرتايد تستمر اسرائيل في الفشل في إخفائه رغم استعماريتها الجديدة ، بل على العكس تماما فقد باتت تؤكده وتجاهر به في زمن اليمين واليمين القومي الديني برئاسة نتنياهو .
أثبت الفلسطينيون داخل الخط الأخضر بدمائهم ونضالهم المستمر منذ يوم الأرض على وجه التحديد ، ومرورا بانتفاضة اكتوبر 2000 بأنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني المجزأ بقرار دول استعمارية وامبريالية ، والتي فشلت عملية أوسلو في تشريعه بوضوح وامتياز ، وقد يعتبر نجاح القائمة العربية المشتركة في توحيد فئات واسعة من الفلسطينيين داخل الخط الأخضر للنضال من داخل البرلمان الاسرائيلي دليلا إضافيا-لا نحتاج اليه- على نجاح الفلسطينيين في الحفاظ على هويتهم وثقافتهم الوطنية في مواجهة المحاولات المستمرة للإستعمار الصهيوني في اقتلاعهم من أرضهم .
يشكل يوم الارض بما يعنيه من دلالات نضالية وكفاحية مؤشرا هاماً على فشل مقولة " إن قضية الشعب الفلسطيني قابلة للحل عن طريق إقامة دولة فلسطينية-بالاحرى كيان لا يشبه دولة- على أراضي الضفة الغربية المجزأة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة ، ليس بسبب ان الفلسطينيين لا يؤمنون بالحلول المرحلية ، بل لطبيعة الاحتلال الاسرائيلي أو بشكل أدق طبيعة الصهيونية كحركة استعمارية كولونيالية لا يمكنها توفير الحد الأدنى من الأدنى لعيش الفلسطينيين بنوع من الكرامة ، حتى ولو على جزء بسيط من الأراضي الفلسطينية ، وبسيادة شكلية .
ان تمسك الفلسطينيين بيوم الأرض كذكرى رمزية تجمعهم وتوحدهم على النضال من أجل أرضهم وحريتهم وكرامتهم ضد المحتل الصهيوني يشكل فشلا ذريعا للمشروع الصهيوني الاستيطاني في ترويض الفلسطينيين ، واستخدامهم او الاستحواذ عليهم ، على الرغم مما يملكه هذا المشروع من قدرات تدميرية هائلة عسكريا وسياسيا وثقافيا ، فهم لا يزالون يقاومون ويتصدون بأشكال نضالية مختلفة للنكبة التي بدأت في العام 48 بالإبادة والتطهير العرقي وتستمر بأشكال مختلفة من الظلم والعنصرية .