معهد بحوث الأمن القومي
مارتا إليشيفع فورلان
منذ وقف إطلاق النار بين الحوثيين والحكومة اليمنية في أكتوبر الماضي، دخل "وقف إطلاق النار الفعلي" حيز التنفيذ بشكل مفاجئ، عندما توقفوا عن القتال، عاد الحوثيون والسعودية (الداعمة للحكومة) إلى طاولة المفاوضات، من خلال وسطاء عمانيين.
كيف نشأ مثل هذا الوضع بعد ثماني سنوات من الحرب العنيفة والوحشية؟
بالنسبة لجميع الأطراف المعنية، لم تعد الحرب خيارًا جذابًا، أو حتى قابلاً للتطبيق، رغم أن الحوثيين يظلون أقوى جانب في الصراع، إلا أنهم مرهقون عسكرياً من هجومهم غير المثمر على مأرب، حيث تكبدت القوات المدعومة من الإمارات خسائر فادحة على الجانب الآخر.
تفاقمت الصعوبات العسكرية فقط؛ بسبب المشاكل الاقتصادية للجماعة، بينما ارتفعت أسعار الوقود في جميع أنحاء شمال اليمن بشكل كبير، وفي هذا السياق العام، يبدو أن محاولة فرض إرادتهم على طاولة المفاوضات وليس على ساحة المعركة هي الخيار الأكثر استحسانًا.
السعوديون، من جانبهم، كانوا يبحثون في السنوات الأخيرة عن مخرج من اليمن، والتي غالبًا ما يشار إليها في الصحافة باسم "فيتنام المملكة العربية السعودية"، غير قادرين على تحقيق نصر عسكري حاسم ضد الحوثيين، يحاول السعوديون يائسًا إنهاء مغامرتهم المأساوية في اليمن من خلال المفاوضات.
يعتقد السعوديون أن هذا سيسمح لهم بالخروج من اليمن دون إعطاء الحوثيين وداعمهم الإيراني مجموعة كاملة من الفوائد التي سيجلبها لهم النصر العسكري.
ما هي فرص السلام؟
إن حقيقة أن الحوثيين والسعوديين ألقوا السلاح وعادوا إلى المفاوضات الثنائية هي بلا شك إيجابية للغاية بالنسبة لليمن، ومع ذلك، بدأت حرب اليمن كنزاع أهلي بين الحوثيين والحكومة.
لذلك، فإن استبعاد المجلس الرئاسي من المفاوضات يمكن أن يقوض آفاق السلام المستقر والمستدام في المستقبل، فبدون مشاركة المجلس، لا يبدو السلام بعيد المنال فحسب، بل قد يكون وقف إطلاق النار الحالي قصير الأجل أيضًا.