أولاً : الموقف :
في اليوم 74 لبدء الحرب على غزة ؛ لم يغادر الموقف القتالي في مسرح عمليات غزة روتينه اليومي ؛ حيث ما زال العدو مستمراً في هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق العمليات في مسرح القتال . كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور؛ خاصة في منطقة عمليات مدينة غزة ، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي ، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو . أما في تفصيل موقف في الـ 24 ساعة الماضية :
ففي صفحة العدو القتالية ؛ أدام العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية :
- تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات ، يصحبه قصف مدفعي وجوي لمعظم مدن ومخيمات قطاع غزة ، من الشمال فالوسط حتى الجنوب .
- استهداف مقرات النزوح والمرافق الصحية ومنشآت الخدمات الاجتماعية لأهنا المحاصرين في مختلف مناطق قطاع.
- تدمير برج الشوى الذي مكاتب محطات إعلامية .
- الضغط على قلب مدينة خان يونس / منطقة الجهد الرئيسي ، عبر محاور القتال من الشمال / القرارة ، والشرق / عبسان والغرب ، وقصف الأحياء والمخيمات المحيطة بها . هذا وقد تركز قصف العدو بالأمس على قلب المدينة وشرقها / عبسان وبني سهيلة ، ومنطقة " معن " وغيرها من ضواحي المدينة ومخيماتها . كما لم تسلم مناطقها الساحلية من القصف المعادي .
- قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة : الزيتون ، جباليا ومخيمها ، الشاطئ ، الصبرة ، الدرج ، الرضوان ، التفاح ، الشجاعية ، مشروع بيت لاهيا ، النصيرات ، و مخيمي البريج المغازي .
- زيادة زخم وتركيز ناره على مدينة رفح ومحيطها ، حيث استهدفت بالأمس برشقات مدفعية متفرقة .
- بقاء خروج مظاهرات لعوائل أسرى العدو لدى المقاومة ، للمطالبة بعقد صفقة تبادل مع المقاومة تضمن عودة أبنائهم قبل أن يلحقهم ضرر من جراء قصف العدو لمدن ومخيمات القطاع . وفي سياق متصل ؛ فقد أعلن أهالي الأسرى عن بدء اعتصام مفتوح أمام مقر الحكومة بدء من يوم الأثنين 18 12 2023 للمطالبة بإتمام صفقة لتبادل الأسرى .
- قصف العدو قواعدنار استهدفت قواته في شمال فلسطين المحتلة في : أطراف ميس الجبل ، بليدا ، أطراف الخيام ، كفار كلا ، يارون ، عيترون ، محيبيب ، جبل الباط ، راميا ، عيترن .
وعلى صلة ؛ فقد اعترف العدو بإصابة 10 من جنوده في الـ 24 ساعة الماضية . كما ذكرت بيانات جيش العدو ، توقع إصابة 10 آلاف من جنوده بما يعرف بـ " إضطرابات " ما بعد الصدمة .
وفي صفحة المقاومة القتالية ؛ فما زالت المقاومة مشتبكة مع العدو على مختلف محاور القتال في مسرح عمليات قطاع غزة ، وفي التفصيل :
- اشتباكات عنيفة مع العدو على محاور بيت لاهيا ، وحي الزيتون والرضوان ؛ جباليا ومخيمها ، الشجاعية ، تل الزعتر ، وشمال و شمال شرق خان يونس ، المغراقة وشمال النصيرات ، وغيرها من محاور القتال في مدينة غزة .
- قصف تجمعات العدو في منطقة جحر الديك بقذائف الهاون .
- اشتباكات عنيفة على كامل محاور عمل العدو في محافظة خان يونس .
- إعلان فصائل المقاومة الفلسطينية عن : ضرب آلية هندسة D9 بقذائف الياسين 105 ، ضرب قوة متحصنة في منزل في المغراقة بقذائف الـ TBG و RPG ، تفجير عبوة في قوة راجلة في خان يونس ، كما استهدفت تجمعات للعدو بقذائف الهاون شرق المدينة ، كما ضرب جيب عسكري في منطقة الشيخ رضوان ، كما تم استهداف 7 جنود للعدو في كمين في منطقة الشجاعة ، أما في تل الزعتر ؛ فقد أفادت بيانات المقاومة أنها قتلت 8 جنود للعدو بالأمس في هذه المنطقة . هذا وقد استهدفت قوات العدو في محيط الشيخ زايد بقذائف الهاون ، كما أفيد عن تدمير جرافة D9 وقتل سائقها في نفيس الحي . وعلى صلة ، فقد تم قصف معبر صوفا بالأسلحة المناسبة .
- هذا وقد بثت سرايا القدس شريطاً مصوراً لأسرى من العدو يناشدون حكومتهم الإسراع في إطلاق سراحهم عبر صفقة تبادل أسرى .
- إطلاق المقاومة الفلسطينية رشقة صواريخ على العمق الفلسطيني المحتل في " تل الربيع " .
هذا وقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " في الـ 24 ساعة الماضية مواقع العدو الإسرائيلي في : كريات شمونا ، دبابة في المالكية ، يفتاح .
وفي الضفة الغربية ؛ اقتحمت قوات العدو كل من : اليامون ، عرابة ، حي الجابريات / جنين ، جيوس / قلقيلية ، دير نظام / رام الله ، طوباس ، كفر الديك / سلفيت ، صوريف ، بيت دجن ، بيت أمر ، سعير / الخليل ، عصيرة الشمالية ، بيت فوريك ، اللبّن / نابلس .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة وأهلنا في غزة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
- مظاهرات ومسيرات .
- اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات .
- ندوات وخطب ولقاءات .
وفي الجهود السياسية ؛ لم تفض الجهود السياسية إلى أي نتيجة تنعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة ، حيث ما زال العدوين الأمريكي والصهيوني على موقفيهما الرافض لأي وقف إطلاق نار دائم أو مؤقت ، أو عقد هدنة إنسانية . وفي سياق متصل ؛ فقد أعلن رئيس هيئة أركان العدو عن استعداد كيانه المؤقت لعقد هدنة إنسانية طويلة في مقابل إطراق سراح أسرى لدى المقاومة.
ثانياً: التحليل والتقدير :
ما زال العدو عالقاً في جبهة شمال قطاع غزة ، حيث لم يستطيع حتى كتابة هذه الموقف إنهاء أو وقف تعرض تشكيلات المقاومة على قواته ، أو استهدافها له ؛ فقد بقي إطلاق الصواريخ على غلاف غزة ، والاشتباكات اليومية ، وبمختلف تكتيكات القتال مع قواته العاملة في بقع العمليات ، بقيت مستمرة وبشكل مؤثر ويومي ، الأمر الذي منع العدو من تحرير بعضاً من قواته ، والدفع بها للعمل على محور مدينة خان يونس محور الجهد الرئيسي لقتال العدو ، والتي يناور على محاورها من الشمال والشرق والغرب ، كما بدأ بتركيز النار على قلب المدينة ووسطها .
هذا وقد أبدت، وتبدي المقاومة شراسة ظاهرة في التصدي للعدو على كافة المحاور ، وفي كامل مناطق المسؤولية في مسرح عمليات قطاع غزة . كما أنها بقيت قادرة على تشغيل قدرات نارية ، مستهدفة غلاف غزة وعمق فلسطين المحتلة ، موقعة خسائر فادحة بقوات العدو ومعداته ، الأمر الذي يشي بأن تشكيلاتها ما زالت تمتلك من قدرات القتال ، ووسائط السيطرة ، ما يشكل تهديداً ذا مصداقية على قوات مناورة العدو في مختلف بقع القتال في مسرح العمليات ، كما يمنعه من تقديم صورة نصر حقيقي ، تشكل له مخرجاً من مأزق غزة الذي وجد نفسه فيه .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
- زيادة تركيز نار العدو ومناورته على محافظة خان يونس ، في محاولة لاختراق أحيائها الداخلية بحيث يُضيّق هامش المناورة على تشكلات المقاومة ، وما يعتقد أنه مركز ثقلها السياسي والقيادي .
- بقاء العدو عاملاً في منطقة شمال غزة بهدف إخماد بؤر التهديد أو تقليص خطرها، وتحييد ما يمكن من أصول بشرية ومادية للمقاومة فيها .
- تخصيص قدرات نار ومناورة معادية للتعامل مع تشكيلات المقاومة العاملة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة ، وفي مدينة رفح جنوباً .
- بقاء المقاومة على زخمها ، وحرية مناورتها في مختلف مناطق مسؤولية مسرح عمليات غزة ، بحيث تجبي من العدو أثماناً في الأرواح والمعدات ، وتهدد تجمعات جنوده في غلاف غزة ، وفي العمق الفلسطيني المحتل .
- قد يعمد العدو إلى القيام بعمليات إنزال جوي في المناطق الغربية أو الشرقية لمدينة خان يونس ، الأمر الذي يجب التنبه له ، وتخصيص جهود نارية وهندسية مسبقة ، لمنع العدو من تحقيق هدفه هذا ، حال قرر السير بمثل هذا الخيار .
- بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة ـ حزب الله ـ مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار ، وفي كامل المنطقة الحدودية ، من رأس الناقورة غرباً ، وحتى العرقوب شمالاً .
- استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا ، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة .
- استئناف " أنصار الله " في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني ، والتعرض لقطعه البحرية في البحر الأحمر.
- لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية ، أو هدنة ، أو وقف دائم لإطلاق النار .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
20/ 12/ 2023