أعلن عضو الكنيست الإسرائيلي عوفر كاسيف انضمامه إلى الدعوى التي أقامتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، متهما حكومة بنيامين نتنياهو بالدعوة إلى "التطهير العرقي" والإبادة الجماعية في ظل الحرب على قطاع غزة.
وحسب ما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الاثنين، فقد وقّع أكثر من 200 إسرائيلي، بمن فيهم عضو الكنيست من حزب "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" عوفر كاسيف، عريضة لدعم دعوى جنوب أفريقيا وسيقدمونها إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وجاء في الدعوى التي من المتوقع أن يتم تسليمها إلى المحكمة الخميس المقبل "إن المواد التي تظهر في الدعوى مروعة وذات مصداقية. وإن إسرائيل تتخذ بالفعل إجراءات منهجية ودقيقة للقضاء على سكان غزة وتجويعهم والتنكيل بهم وتهجيرهم، وتنفذ سياسة محو خيارات العيش، مما يؤدي إلى قتل ممنهج لقطاعات كبيرة من السكان، وكبار الأكاديميين والكتاب والأطباء، والطواقم الطبية والصحفيين والمواطنين العاديين".
وأضافت الدعوى "في ضوء ما سبق، نود أن نضم صوتنا -كوننا مواطنين في إسرائيل- إلى المطالبات الواردة في بيان الدعوى الذي قدمته جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، على أمل أن يساعد صوتنا في التوصل إلى حل يضع نهاية فورية للحرب".
وأمس الأحد، كتب كاسيف منشورا على حسابه بمنصة إكس قال فيه: "إن واجبي الدستوري هو تجاه المجتمع الإسرائيلي وكل سكانه، وليس تجاه حكومة يدعو أعضاؤها وائتلافها إلى التطهير العرقي، بل وحتى الإبادة الجماعية الفعلية".
وأضاف، "إنهم الذين أضروا بالبلاد والشعب، وهم الذين قادوا جنوب أفريقيا إلى اللجوء إلى لاهاي، وليس أنا وأصدقائي. وعندما تعمل الحكومة ضد المجتمع والدولة ومواطنيها، خاصة عندما تضحي بهم وترتكب الجرائم باسمهم على مذبح الحفاظ على وجودها، فمن حقي بل وواجبي أن أحذر من ذلك وأن أفعل كل ما بوسعي في إطار القانون لوقف ذلك".
ويوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قررت لجنة الأخلاقيات عزل كاسيف من الكنيست لمدة 45 يوما وحرمانه من راتبه لمدة أسبوعين بسبب تصريحاته ضد إسرائيل في أثناء الحرب، وقوله إن "إسرائيل تريد هذا العنف. إن جميع محبي السلام يجب أن يوحدوا قواهم ويطلبوا من إسرائيل إنهاء الاحتلال الآن".
ويوم 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، شارك كاسيف في مظاهرة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة وغرد على منصة إكس قائلا: "حتى في الليلة الممطرة، يزداد الالتزام الإنساني والاجتماعي. إن وقف إطلاق النار الفوري واتفاق التبادل هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياة الإنسان، وهو أعلى قيمة على الإطلاق".
كما شارك في مظاهرة أخرى في السادس من يناير/كانون الثاني الجاري رفع خلالها لافتة باللغتين العربية والعبرية كُتب عليها "نقاوم الاحتلال"، وغرد قائلا: "أخلاقنا تصرخ بينما عدد القتلى يرتفع. إن تبادل الأسرى والرهائن وإنهاء الحرب والحل السياسي الذي يحقق السلام العادل الآن!".
يذكر أن جنوب أفريقيا أقامت مطلع يناير/كانون الثاني الجاري دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها تل أبيب بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب شرسة منذ أكثر من 3 أشهر.
وأمس الأحد، أكد متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ما ورد في التقارير الإعلامية بشأن نية إسرائيل إرسال القاضي السابق في المحكمة العليا الإسرائيلية، أهارون باراك، للمشاركة في جلسة الاستماع أمام محكمة العدل الدولية التي ستنظر في القضية.
ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تعيين أهارون باراك (87 عاما) أحد الناجين من الهولوكوست في لجنة القضاة الإسرائيلية.