هل أنت نادم على ما فعلت؟

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

شوفوا الحقارة والسادية وين وصلت، لما تضع أسيرًا في حالة من العنف الشديد والتنكيل، بعد ثلاثين سنة، وهو كهلاً مثخنًا بالأمراض والتجويع والمهانة والتعذيب، تمسكه من رقبته وتسأله هذا السؤال السمح البايخ: "هل أنت نادم على ما فعلت؟"

لو كانوا واثقين من بضاعتهم لأقاموا مناظرة بين كفاءتين، منا ومنهم، وناقشوا المسألة.

لسألناهم: وهل أنتم نادمون على احتلال فلسطين وطرد أهلها من ما يزيد عن خمسمائة مدينة وقرية وتطهيرها عرقيًا، وأن سكنتم، ديارهم؟

هل أنتم نادمون على مجازركم الممتدة من نكبة فلسطين إلى يومنا هذا؟

هل أنتم نادمون على حرب الإبادة وتدمير المشافي والمساجد والكنائس والجامعات وكل مقومات الحياة في غزة؟

هل أنت نادم على ما يفعله المستوطنون؟ هل نادم على فعل هذا المستوطن الذي يهوي بهراوته المدببة على رأس مسنّة فلسطينية؟

قال لهم ناصر أبوسرور، بجسده المثخن، وبالفم المليان:

"طبعًا أنا لست نادمًا. جاي تسألني بعد ثلاثين سنة من سؤالكم نفسه لي في المحكمة بداية الحبسة؟ أنا على نفس الجواب. عليكم أن تغرقوا أنتم في ندمكم لو كنتم تعقلون."

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025