واللا العبري
ترجمة حضارات
آنا برسكي :
"المفاوضات تتعثر، والبيان أُلغي: خلف كواليس اللقاء الذي تعثر بين نتنياهو وترامب"
تتقدم المفاوضات الجارية في قطر بحذر، ولا تزال الفجوات بين المطالب الإسرائيلية وحماس واضحة.
التنظيم (أي حماس) يطالب بضمانات شخصية من الرئيس الأمريكي.
في المقابل، تظاهرت عائلات الأسرى الإسرائيليين أمام مبنى الكابيتول في واشنطن، تحت المطر الغزير، مطالبة باتفاق يعيد "الجميع إلى الوطن".
اجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في "بلير هاوس" بواشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حيث عُقد أولًا اجتماع موسّع، ثم اجتماع مغلق ثنائي. وقبل ذلك، التقى نتنياهو مع المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوڤ.
احتجاجات عائلات الأسرى:
قبل نحو ثلاث ساعات من لقاء نتنياهو مع ويتكوڤ، اجتمعت عدة عائلات لأسرى إسرائيليين قرب الكابيتول، تحت أمطار غزيرة، لإيصال رسالتهم الرئيسية التي حملوها من إسرائيل إلى أمريكا:
"أغلقوا صفقة تُعيد الجميع إلى الوطن".
حجاي أنغرسط، والد الجندي الأسير متان، قال لموقع "واللا":
"ابني في خطر حقيقي لدى حماس. جئنا إلى هنا لدعم الرئيس ترامب، ومنح غطاء لرئيس الحكومة لإتمام صفقة شاملة: الجميع مقابل الجميع. بعد الإنجازات العسكرية، يجب إعادة الجميع إلى الوطن، لأنه لم يعد لديهم وقت".
العائلات ما زالت تأمل بلقاء نتنياهو وويتكوڤ لعرض مطالبها مباشرة. وقد وُعدوا بلقاءات، لكنها لم تُحدَّد نهائيًا بعد.
يبدو أن كل شيء في هذه الزيارة لم يُحسَم حتى اللحظة الأخيرة – باستثناء عشاء رسمي نظّمه الرئيس ترامب لرئيس الحكومة وزوجته سارة، مساء الاثنين في البيت الأبيض.
كل الأنظار على محادثات الدوحة:
حالة عدم اليقين في الزيارة ليست صدفة، ولا تعود لخلل في التنسيق بين واشنطن ومكتب نتنياهو، بل بسبب الترابط المباشر بين بعض لقاءات رئيس الوزراء في واشنطن وديناميكية المحادثات الجارية في الدوحة.
قبل أن تصل الأنباء من الدوحة إلى آذان عائلات الأسرى أو حتى ويتكوڤ ونتنياهو، يجب أن تصل أولًا إلى متخذي القرار في واشنطن وتل أبيب. الديناميكية في الدوحة تؤثر مباشرة على اللقاءات السياسية في العاصمة الأمريكية.
بدأت المحادثات مساء الأحد – في الوقت ذاته الذي كانت فيه طائرة نتنياهو "كنف تصيون" في طريقها إلى الولايات المتحدة. كانت الجولة الأولى من المفاوضات في الدوحة تقنية إلى حد كبير، ولم تأتِ باختراق. لكن مصدرًا مطلعًا سارع إلى نفي التقارير المتشائمة التي تحدثت عن "طريق مسدود"، قائلًا:
"خلافًا للتقارير غير الدقيقة، فإن فريق المفاوضات يجري محادثات مستمرة مع الوسطاء في محادثات القرب بالدوحة، حتى في هذه اللحظات".
ويبدو أن الجولة الثانية أيضًا لم تنتهِ بأي اختراق كبير.
هل يُصدر نتنياهو وترامب بيانًا: "هناك صفقة"؟
قدّرت مصادر في حماس لوسائل إعلام عربية أنه:"إذا سارت المفاوضات بشكل إيجابي، فقد يُعلن عن بدء تنفيذ اتفاق يوم الخميس المقبل". لكنهم شددوا على أن هذا مرهون بـ:
استجابة (إسرائيل) لمطالب حماس، وخاصة:
إدخال المساعدات الإنسانية بحرية.
انسحاب كامل وتدريجي من غزة.
ضمان إنهاء نهائي للحرب.
هذه النقاط الثلاث هي جوهر الخلاف، وقد طُرحت ليس فقط في الدوحة، بل أيضًا في اجتماعات البيت الأبيض.
طُلب حماس بضمانات أمريكية، بما في ذلك من ترامب شخصيًا، بأن (إسرائيل) ستخوض مفاوضات حول شروط إنهاء الحرب ولن تستأنف القتال خلال هذه الفترة – وهو ما طُرح بالتأكيد خلال العشاء الرسمي في البيت الأبيض. وعندما يتعلق الأمر بترامب، يُفضل دومًا إغلاق الأمور معه مباشرة، وفي أجواء إيجابية وخاصة، بعيدًا عن الإعلام.
التفاؤل الحذر رغم عدم التقدم:
رغم عدم إحراز تقدم فعلي، فإن وفد رئيس الحكومة يشير إلى تفاؤل حذر. وبحسب محادثات مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، فإنهم لا يستبعدون عقد لقاء آخر بين ترامب ونتنياهو لاحقًا هذا الأسبوع، في حال حدث اختراق في المفاوضات.
لكن حتى الآن، لا تزال الفجوات قائمة:
حماس تطالب بضمانات دولية بألا تستأنف إسرائيل القتال بعد 60 يومًا.
ترفض إشراف الصندوق الأمريكي-الإسرائيلي GHF على المساعدات الإنسانية، وتُصر على إشراف الأمم المتحدة أو جهات محايدة.
كما ترفض شروطًا إسرائيلية غير واردة في المسودة الحالية، لكنها مطروحة كشرط أساسي من قبل (إسرائيل)، وتشمل:
نزع سلاح غزة.
إخراج قيادة حماس من القطاع.
إيران تضعف والصفقة تقترب:
أخيرًا، الرئيس ترامب، الذي زاد مؤخرًا ضغوطه لدفع الصفقة، عبّر خلال الساعات الماضية عن ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع. كما أشاد برد حماس الإيجابي على المبادرة الأمريكية، واعتبره خطوة مهمة إلى الأمام.
وبحسب ترامب، فإن التقارب بين (إسرائيل ) وحماس نحو تفاهم يعود إلى:
ضعف إيران – الداعم الرئيسي لحماس.
الضربات الأمريكية الأخيرة ضد منشآت نووية إيرانية.
واصل ترامب دعمه العلني لنتنياهو، لكنه ينوي مطالبته برد واضح حول رؤيته لإنهاء الحرب.
هل سيكون المضيف راضيًا عن إجابات الضيف؟ علينا أن ننتظر البيان القادم من ترامب – أو الإحاطة الصحفية التي سيقدمها نتنياهو، والتي وُعد بها الإعلام المرافق، لكنها لم تُحدد بعد.