الجزيرة والنازيون الجدد ؟!

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

لقد أبدعت الجزيرة بالامس وابهرتنا وهي تعرض صور الابادة النازية(الهولوكوست) سنة 1945 ثم أسقطتها على صور الابادة في قطاع غزة 2025..  

ولم يكن عقد هذه المقارنة سهلا في زمن طويل مضى، كان يعتبر بشكل بديهي وحسم سريع كفر وخروج عن لباقة العالم الغربي في ذوبانه مع الحركة الصهيوينة وروايتها كضحية للنازية المتوحشة.

كانت رواية هذه المظلومية لليهود مقدّسة ولا يجوز المساس بها أبدا، ذات جلال ورهبة وقداسة، أن ياتي أحد أو مؤسسة اعلامية فتخفض قليلا مما جرى لهم مع النازية أو أن تقارن بها أي مقتلة أو مذبحة فستهاجم حينها بصواريخ صاعقة ماحقة.

كانوا هم الاعلى في عالم الضحية وما وقع عليهم من اجرام وتوحّش، فلا يجوز التقليل او المقارنة أبدا إنك إذا معاد للسامية وخارج من حدود الانسانية ومتجاوز لكل الحدود المنطقية.  

لقد فعلتها الجزيرة بالامس..  

عقدت المقارنة بالصورة والتقرير الجريء الواضح بلا أية مواربة.....  

جاءت بصور أيام النازية الاولى وبعد العرض فاجأت الناس ليلى الشخلي بأنّ هذه الصور ليست من غزّة وإنما قالت سآتيكم بعد قليل بصور غزة لتروا بأم أعينكم كيف يُراد للمسيح أن يُصلب من جديد، وكيف تفعل الحركة الصهيونية اليوم في قطاع غزّة ما فعلته الحركة النازية بقومها قبل ثمانين عاما. انظروا أيها الناس العلامة المسجلة للنازية كيف يعيد اخراجها أحفاد ضحايا النازية من جديد.

لقد فعلتها الجزيرة وصفعت هذه الدولة المارقة وكشفت زيفها، إنها سلالة النازيّة والنسخة المطوّرة زمن الذكاء الصناعي الرهيب في القتل والحرق وارتكاب المجزرة والتجويع.  

لقد فعلتها الجزيرة وصفعت ألمانيا التي تثبت من جديد أنها لم تخرج بعد من نازيتها، كل ما هنالك حوّلت وجهتها من قتل اليهود الى قتل ضحايا اليهود الذين خرجوا من يهوديتهم ولبسوا لباس الصهيونية النازية المتوحشة.

لقد فعلتها الجزيرة وكشفت نفاق هذا الغرب والولايات المتحدة الامريكية الذين تباكوا عقودا من الزمن على ضحايا النازية وإذا بهم اليوم يقفون قلبا وقالبا بالباع والسلاح والهلاك والدمار.

شكرا لهذا التفوق الاعلامي رغم أنف أعداء الجزيرة ( وبالمناسبة لك أن تنتقد وانا عندي ما أنتقده ولكن ليس لك أن تنكر فضلها وتميزها عن القطيع الاعلامي الذي لم يصل إلى هذا المستوى المتحرّر من سطوة الغرب وعهره الاعلامي والقيمي المقيت)

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025