بالفعل هو مارثون الموت، دولة اسرائيل الجميلة ذات الديمقراطية العتيدة تحت رعاية ودعم امبراطورية الحرية ومحاربة الارهاب الولايات المتحدة الامريكية تقيم هذا المارثون العظيم والذي لم يسبق له مثيل، توزّع الميداليات الذهبية بسخاء على كل من يفوز بكيس طحين.
الطريقة الجهنمية لهذا المارثون صمّمت لقياس القدرة على تحمّل الاهانة والاذلال من العيار الثقيل، لا بدّ وأن يسير الجائع مشيا على قدميه وزحفا أحيانا لتفادي زخات الرصاص المنهمر.
ثم إنهم يحشرون الناس بين جدر الاسلاك الشائكة حيث التزاحم وسباق الاقوى عضلا وبأسا ثم الانفلات في ساحة فيها من المساعدات ما لا يكفي عشر من وصلوا فيتدافع كل عشرة ليفوز واحد منهم بكيس دقيق ويعود تسعة بحسرتهم وتعب أقدامهم ولوعة قلوبهم المتصدّعة قهرا وفجعا ومذلة ومهانة. الميداليات فقط لمن يظفر بكيس الطحين.
ولا بدّ أن يتخطّى المتسابق خطرا داهما ياتيه من خلال عرض صورة وجه على عيون كاميرات الذكاء الصناعي لتطاله كلبشات الاحتجاز المرّ المهين إن شابته شائبة حسب تقريرات هذا الذكاء السريعة. والويل لمن أصابته هذه هذه العيون بشكّها عندئذ لا يرد رأسه سجن "سدي تومان" واعتقاله الاسود وما أدراك ما الاعتقال هناك، يخرجوه من الماراثون بطريقة فظّة قاسيةهذا إن لم تعط هذه العيون تعليماتاها بالقتل الفوري وإزهاق روحه وإعفائه من عناء الاعتقال وتوجيه كرت أحمر يمنعه من مواصلة المباراة وقد يكون محظوظا بهذا القرار الذكي السريع.
ويقف الحكم الامريكي في ذات السدّة العالية شريكا للاسرائيلي في كل شيء: متعة متابعة المباراة وماراثونها الجميل، التلذّذ بالقتل، الشماتة بشعب جائع يمرّغ أنف كرامته بالتراب، إصدار التعليمات التعجيزية لتبرير قتل كل من يحيد عنها قيد أنملة. العربدة والزعرنة ورخاوة اليد على زناد القتل، والاعتقاد الكامل والراسخ أن هذا شعب يستحق العذاب المهين والقتل المريع.
كلما تحدثنا عن أسفل السافلين في مستوى الانحطاط الذي وصلت اليه هذه الحثالة سرعان ما نكتشف ما هو أحطّ وأسفل. هذا غيض من فيض جبال من الاهانة والاذلال تجتاح صدور المجوّعين أيّ كلمات تنجح في اصطياد قبس منه يسير.
والادهى وأمرّ هذا العنوان العريض:
ماراثون السعادة والفوز بكيس الدقيق.
برعاية المؤسسة الامريكية للمساعدات الانسانية.