أسرانا وأسراهم

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

ماذا لو خرج أحدُ أسراهم، وقد فعل سَجّانُنا بمثل ما فعل سَجّانُهم؟ كما ترَون، سَمَلوا عينيه (الاسير المحرر محمود ابو فول)، وكانوا من قبلُ قد قطعوا ساقه في الحرب.. اعتقلوه دون ساق، وخرج دون عينيه.

كلُّ ما في قاموسِ التوحّش، من هولاكو إلى يومنا هذا، لا يكفي لإعطائهم الوصفَ المناسب لهم. لقد تجاوزوا التتارَ، والصليبيين، والنازية، والفاشية، وكلَّ المتوحّشين الذين عبروا تاريخَنا وتاريخَ غيرنا.

يومَ أفرجتِ المقـا ومةُ عن أسيرين، أصابهما من الجوع ما أصاب آسِريهم، قامت قيامةُ الدنيا! وفي آخر دفعة، وبشهادةٍ من #ترمب الأحمق، قال عن أسراهم: "لقد خرجوا على أفضلِ ما يكون."

وقد حجبوا عن العالم أن يرى صورَهم، لأنهم بذلك يُظهرون أخلاقَ المقـا ومة، وأصحابَ الحقّ والحضارةِ الإنسانية.

ما بين من يَقلعُ عيني أسيره، وبين من يكون أسراهم على أفضلِ ما يكون، يكمن سرُّ السرديّةِ الصحيحة، وسرديّةُ الساديّةِ والضلالة
.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025