بقلم/ وليد الهودلي
في قوله تعالى:
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾
تتكشّف جذور الفهم العنصري الذي أورثهم احتقارَ الآخر، وحرّرهم من قيود الأخلاق والإنسانية في التعامل مع غيرهم.
فهم يرون أن لا قانون ولا ضمير ولا قيمةَ إنسانية تُلزِمهم بشيءٍ تجاه “الأميين” – أي غير اليهود – وكأنّ ما عداهم لا يستحقّ عدلاً ولا رحمة.
من هنا تتكوّن نواة ذلك "المفاعل النووي للعنصرية"، الذي يُغذّي كيانهم بطاقةٍ متفجرةٍ من الكراهية والتفرّد الزائف، ويبرّر لهم أبشعَ صور العدوان والوحشية.
وقد أشار الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي إلى هذا السرّ حين قال: إنّ عنصريتهم تنبع من اعتقادهم أنهم “شعب الله المختار”.
غير أنَّ الله تعالى يفضح هذا الزعم في الآية نفسها، فيقول: ﴿وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾، أي إنهم يفترون على الله ما ليس من دينه، ويُلبِسون الكذب ثوب الدين.
أما في ميزان الإسلام، فالقضية على النقيض تمامًا.
فالعدل قيمةٌ مطلقةٌ لا تنكسر أمام الكراهية، ولا تضعف تحت ضغط العداء.
قال الله تعالى:
﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُواۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾
كما دعا سبحانه إلى البرّ والقسط مع من لم يعادِ المسلمين، فقال:
﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾
هكذا يعلو #الإسلام بمنهجه الإنساني فوق كل العصبيات، ويقيم العدل ميزانًا للتعامل مع الجميع، مهما اختلفت الأديان أو الأعراق.
فلا مكانَ للعنصرية في شريعتنا، لأنها نقيض التقوى، وعدوّ الإنسانية.
أما في الفكر الصهيوني، فالعنصرية ليست عارضًا، بل هي جوهرُ وجودهم، مفاعلٌ نوويٌّ يعمل ليلَ نهارَ على توليد كراهيةٍ وعنصرية عابرةٍ للأجيال، لا مثيلَ لها في عالم البشر.
#فلسطين
#القدس
#منتصرون بإذن الله