لـ “المدمّر” نتنياهو لو كان الأمر بيدك لتركتهم في أنفاق غزة.. الكل يمقتك، فارحل

هآرتس 


ترجمة حضارات 

بقلم أسرة التحرير

لا يمكن وصف مدى الفرح بعودة المختطفين العشرين إلى إسرائيل أحياءً بعد عامين من الأسر. يصعب التعبير عن الارتياح والحماسة اللذين أثارتهما عودتهم لدى عائلاتهم، وفي المجتمع الإسرائيلي ككل، ولدى كل من رافقوهم وناضلوا من أجلهم منذ السابع من أكتوبر.

عاد المختطفون إلى ديارهم، إنها فرحة تاريخية، لكنها ممزوجة بحقيقة مُرّة: لقد عادوا رغمًا عن نتنياهو، لا بفضله.

المسؤول عن إعادتهم أحياءً هو دونالد ترامب، وليس رئيس وزراء إسرائيل.
هذه حقيقة صعبة ومؤلمة. من فرض “خطة النقاط العشرين” – الضرورية والحيوية لمنع التلاعب والتخريب – هي الإدارة الأمريكية، التي اعتلى ممثلوها ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر المنصة في ساحة الأخيار يوم الثلاثاء، واستُقبلا هناك بالحب والامتنان، وهو ما لم تستحقه الحكومة ولا زعيمها.

لماذا استُقبل أعضاء الإدارة الأمريكية بصيحات التعاطف، بينما قوبل ذكر اسم رئيس الوزراء نتنياهو بالاستهجان؟
هذا سؤال ينبغي أن يطرحه نتنياهو وشركاؤه على أنفسهم.
إنه سؤال بلاغي، لأنهم يعرفون الجواب جيدًا.

لقد حصد نتنياهو ما زرع. كان الاحتقار هو الرد الأصدق والأكثر استحقاقًا: أنينٌ مفجع لجمهورٍ أُهمِل وخُدِع وهُجِر؛ احتقارٌ من عائلاتٍ أدركت أن مصير أحبائها قُدِّم على مذبحٍ سياسي ساخر. احتقارٌ نابع من القلوب، لا من المواقف.

وُلدت صيحات الاستهجان في ساحة المخطوفين بعد عامين طويلين ومرهقين من النضال من أجل إعادتهم، نضالٍ فعل فيه نتنياهو كل ما في وسعه لإفشاله.
يصعب تصديق ذلك، لكن نضالَ إعادة المختطفين قادته العائلاتُ ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه، الذي لم يزر الساحة ولو مرة واحدة، رغم أنها أصبحت مقرًّا للنضال وموطنًا للألم والتضامن.

تُعدّ صيحات الاستهجان ردًّا طبيعيًّا على من خرّب مبادرات إطلاق سراح المختطفين مرارًا، وعلى من حوّل النضال إلى قضية سياسية وحرّض جمهوره على عائلات المحتجّين.
وبدلًا من احتضان الأمهات والآباء الذين ناضلوا من أجل حياة أبنائهم، صوّرهم نتنياهو كـ“متعاونين مع العدو”.

من المفترض أن يطارد صدى صيحات الاستهجان نتنياهو ليلًا، ويقضّ مضجعه حتى يختفي عن الأنظار ويسمح للمجتمع والبلاد بالتعافي.
هذا الازدراء الشعبي هو كل ما يستحقه.

وبينما نحتفل بعودة المختطفين، لا يبقى الآن، إلى جانب هذا الازدراء، سوى أن نقول لرئيس الوزراء صراحةً:
جئتَ يا مُدمّر، فارحل.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025