الجيش الإسرائيلي: جيش الجنوب اللبناني (قوات لحد) في خدمة أبو مازن

الجيش الإسرائيلي: جيش الجنوب اللبناني (قوات لحد) في خدمة أبو مازن
هآرتس - يجيل ليفي
ترجمة حضارات 
​​​​​​​
شفت أميرة هيس أن "إسرائيل" تضغط على أعضاء حمــــاس في الضفة الغربية لعدم خوض الانتخابات الفلسطينية المقرر إجراؤها في مايو، مما يحول دون استيلائها على البرلمان الفلسطيني (هآرتس، 4.3).مرة أخرى، نكتشف حقيقة من المهم أن نكون دقيقين في وصفها: الجيش الإسرائيلي، في خدمته التي تجاوزت نظام فتح بقيادة أبو مازن، يعمل كجيش الجنوب اللبناني.

يذكر أن جيش لبنان الجنوبي، كان جيش مرتزقة لبناني عمل على الحفاظ على سيطرة "إسرائيل" على لبنان، وفي هذه الحالة يتم تفعيل الجيش الإجباري الإسرائيلي للحفاظ على نظام أجنبي.إن نشاط الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية يهدف إلى الحفاظ على أمن "إسرائيل" (حسب النظرة العسكرية لمفهوم "أمن إسرائيل" وسبل تحقيقه)، وأمن المستوطنات، وكذلك نظام فتح.

بدون تواجد الجيش في التجمعات السكانية والاعتقالات التي يقوم بها، قد يرفع أنصار نظام حمــاس رؤوسهم ويقودوا انقلاباً، حتى لو كان الهدف الأساسي هو منع "الإرهاب"، فإن النتيجة الثانوية هي تقوية نظام فتح.هذا هو أحد التفسيرات التي يمكن تقديمها للإجراءات التي يتخذها الجيش، والتي لا تكون فوائدها الأمنية المباشرة دائمًا مهمة.

مثال على ذلك هو نشاط يسمى "رسم الخرائط"، إنه نوع من "الإحصاء" العنيف، حيث يدخل الجنود منازل الفلسطينيين، ويجمعون المعلومات حتى بدون تحذير ملموس من وجود "إرهابي" محتمل في المنزل. 

إن الفهم القائل بأن الهدف هو إظهار الوجود وتعطيل نمط الحياة لا ينشأ فقط من شهادات "كسر حاجز الصمت"، ولكن أيضًا من مقابلات مع جنود ومجندات آخرين؛ لذا فإن الآثار الجانبية هي ترويع السكان. 

إن ثمار التهديد ليست فقط ردع عن الانخراط في "الإرهاب"، بل هي أيضًا سلوك مطيع تجاه نظام فتح.إذا كان هذا هو الواقع منذ نهاية الانتفاضة الثانية، فإن هناك تطورًا آخر، حسب هيس، وهو أن جهاز الأمن العام "الشاباك" يهدد أنصار حمــــاس الذين سيتم سجنهم لعدة سنوات إذا قرروا خوض الانتخابات، وهناك أمر متعمد. 

اعتقالات ليس فقط "الإرهابيين" المشتبه بهم ولكن أيضا النشطاء السياسيين، إذا ساعدت السيطرة الإسرائيلية نظام فتح على البقاء حتى بدون انتخابات ديمقراطية، والتي لم تحدث منذ 15 عاما، فإنه يمكن أن يعيد تتويجه تحت الرماح العسكرية.حتى لو تجاهلنا للحظة التداعيات الأخلاقية لهذه الأفعال، والتي لا تزعج سلام الإسرائيليين بأي حال من الأحوال، فلا يزال هناك تداعيات عملية يجب أخذها في الاعتبار. أولاً: تكرس هذه الأعمال سيطرة "إسرائيل" على الضفة الغربية، إن نشاط جيش الجنوب الإسرائيلي يقوض شرعية نظام فتح الفاسد في نظر الجمهور الفلسطيني.

وهذا يزيد من احتمالات قيام حمــــاس بإسقاط فتح بدون دعم الجيش الإسرائيلي، وبالتالي هناك فرصة ضئيلة في أن تتمكن "إسرائيل" من التخلي عن السيطرة على الضفة الغربية في المستقبل.

بعد كل شيء، عزز انسحاب "إسرائيل" من قطاع غزة حمــــــــاس، التي بعد ثلاث سنوات، استولت بالقوة على السلطة من فتح، ليس من قبيل الصدفة أن مصير السيطرة الفلسطينية ليس حاسمًا في الانتخابات؛ إنما في الميدان.ثانياً: نشاط الاعتقال خطير، يُجرح الجنود ويقتلون أحيانًا، هل العقد الاجتماعي الذي ينخرط الشباب الإسرائيلي بموجبه في الجيش ويعرض حياتهم للخطر حتى عندما يتعلق الأمر بالتدخل في انتخابات السلطة الفلسطينية؟ هل وافق الوالدان، الذين من المفترض أن يعهدوا بمصير ابنهم أو ابنتهم إلى القادة، على أن هذه الوديعة ستنطبق أيضًا على الأنشطة على غرار جيش جنوب لبنان؟

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023