نيوز "1"-يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
يعقد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اجتماعًا مع القيادة الفلسطينية غدا لمناقشة مصير الانتخابات الفلسطينية في ظل معارضة "إسرائيل" لإجراء انتخابات في هذا الوقت خوفا من فوز حمــــ اس في الانتخابات البرلمانية، الأمر الذي سيعزز قوتها في الضفة الغربية ويعرض للخطر حكم السلطة الفلسطينية والأمن الإسرائيلي: من المتوقع أن يعلن رئيس السلطة الفلسطينية في خطاب غدا أنه سيؤجل الانتخابات ويتهم "إسرائيل" برفض السماح لسكان القدس الشرقية بالمشاركة في الانتخابات.
أرسل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حليفه حسين الشيخ إلى الدوحة، قطر، للاجتماع مع قيادة حمــــ اس قبل الإعلان المرتقب، بحسب مصادر فتح سيطالب حسين الشيخ قيادة حمــــ اس بتخفيف ردها على "إسرائيل" بعد تأجيل الانتخابات وعدم اطلاق الصواريخ عليها من قطاع غزة، وتزعم مصادر أخرى في فتح أن الشيخ سيقترح على قيادة حمــــ اس تشكيل حكومة وحدة من التكنوقراط مع السلطة الفلسطينية تكون حكومة انتقالية للحفاظ على "الوحدة" حتى الانتخابات وتجنب الاتهامات المتبادلة.
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يريد إجماعًا وطنيًا لجميع الفصائل لدعم قراره بتأجيل الانتخابات، حمـــ اس تعارض بشدة مثل هذا القرار، وتثق بأنها ستفوز إذا أجريت الانتخابات وترفض ترك النصر يفلت من أيديها.
كما تعارض حركة فتح تأجيل الانتخابات، ويعارض محمد دحلان ومروان البرغوثي وناصر القدوة، الذين توقعوا تعزيز موقفهم نتيجة الانتخابات، بشدة احتمال تأجيل الانتخابات، ومن المتوقع أن يقوم خصوم محمود عباس باتهامه بالخوف من الهزيمة ورغبته في البقاء في السلطة، وأن هذا هو سبب تأجيله للانتخابات.
العواقب الفورية لتأجيل الانتخابات..
التحرك المتوقع لتأجيل الانتخابات له بعض التداعيات الفورية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ستعزز هذه الخطوة سياسة التمايز الإسرائيلية، أي الفصل الجغرافي والسياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ستضعف مكانة السلطة الفلسطينية وسيتم تصويرها في الشارع الفلسطيني على أنها نفذ كلام "إسرائيل" وستكون حركة حمـــ اس أقوى كقائدة للنضال الفلسطيني خاصة في هجومها الصاروخي الأخير على "إسرائيل". وأن حركة فتح تخرج من هذه الخطوة الانتخابية فاشلة ضعيفة ومنقسمة، بينما تخرج منها حركة حمــــ اس قوية وموحدة.
مع تزايد الانقسام والصراعات الداخلية داخل حركة فتح، سيستمر مروان البرغوثي ومحمد دحلان في تحدي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتصويره على أنه "جبان هرب من الحملة".
يتزايد بالفعل الانتقاد للأمين العام لفتح جبريل الرجوب، ويتهمه محور ماجد فرج وحسين الشيخ بجر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الحملة الانتخابية مع حمـــ اس من منطلق المصلحة الذاتية لرفع مكانته في معركة الخلافة.
استمرار تآكل مكانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والمؤسسات الفلسطينية (حكومة، برلمان) في ظل غياب عملية انتخابية منذ 2005، ستفقد مكانتها الشرعية في المجتمع الفلسطيني.
قد يدخل الشارع الفلسطيني في حالة من الإحباط واليأس، وتأجيل الانتخابات سيفسر على أنه استسلام للضغط الإسرائيلي، وقد يؤدي ذلك إلى موجة من الاحتجاجات والاضطرابات في القدس الشرقية والضفة الغربية وحدود قطاع غزة والى إطلاق صواريخ باتجاه "إسرائيل".
يتحدث قطاع غزة بالفعل عن استئناف ظاهرة إطلاق البالونات الحارقة باتجاه التجمعات الاستيطانية في غلاف قطاع غزة واستئناف التظاهرات والنشاط الليلي على السياج الحدودي.
هذا هو الثمن الذي قد يدفعه الفلسطينيون مقابل فشل محمود عباس في إجراء الانتخابات، ولم يقم رئيس السلطة الفلسطينية بتقييم التطورات الداخلية على الساحة الفلسطينية بشكل صحيح، ورفض الاستماع إلى نصيحة "إسرائيل" ومصر والأردن بالامتناع عن الانتخابات، وسيدفع الفلسطينيون ثمن أخطائه.