واي نت
الاستعداد لجولة لإضعاف حزب الله – حتى بثمن التصعيد؛ الغضب في لبنان: "وصلت الرسالة"
في ثلاثة موجات، هاجمت إسرائيل خمسَة أهداف في جنوب لبنان. ورغم أن الحديث ليس عن العملية الجوية الواسعة التي يجهّزها الجيش الإسرائيلي ضد تنظيم حزب الله، فإن الغضب يتصاعد في لبنان: "إسرائيل لا توفر جهداً". قوة اليونيفيل، التي فشلت في مهمتها، اتهمت إسرائيل بقولها: "انتهاك فاضح". وفي مؤسسات الأمن الإسرائيلية يلاحظون إعادة بناء قدرات حزب الله، وأن الشبان الذين جنّدهم التنظيم قبل عام يكتسبون خبرة وثقة.
أعلن سكان جنوب لبنان ظهر الخميس أن إسرائيل ترفع مستوى الهجمات ضد مواقع حزب الله، وبعد أن لم تصدر أي إنذارات إخلاء منذ 18 سبتمبر، أطلق الجيش الإسرائيلي خمسة إنذارات متتالية. وعلى خلفية التقارير عن احتمال حدوث تصعيد واجتماع الكابينت الذي خُصص للبنان، سادت حالة من الذعر بين السكان.
أكثر من 5,150 لبنانياً قُتلوا خلال حرب "سيوف الحديد"، ولا تزال أضرار الحرب ظاهرة بشكل واضح في جنوب البلاد، حيث ناورت قوات الجيش الإسرائيلي ودمرت بنفسها البنى التحتية التي أعدّها حزب الله لتنفيذ اقتحام للجليل. وقال الجيش حينها إن القرى القريبة من الحدود هي "قرى إرهاب"، وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار تقرّر أن الجيش اللبناني هو الذي سيتولى نزع سلاح حزب الله، وهو أمر تقول إسرائيل إنه لا يتقدم بالوتيرة المطلوبة، ومن هنا يأتي ارتفاع وتيرة الهجمات في الأسابيع الأخيرة.
قال الرئيس اللبناني جوزيف عون مساء اليوم عن تصعيد الجيش الإسرائيلي:
"ما فعلته إسرائيل في الجنوب جريمة حقيقية. في كل مرة تبدي فيها لبنان استعداداً للحوار السلمي لحل القضايا العالقة مع إسرائيل، تقوم إسرائيل بزيادة الهجمات على السيادة اللبنانية. منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لم توفر إسرائيل جهداً لإظهار رفضها لأي تسوية متفق عليها. وصلت رسالتكم."
الهجمات في جنوب لبنان
في ثلاثة موجات، هوجمت اليوم خمسة أهداف:
– في الساعة 12:00 ظهراً استُهدف عناصر من وحدة البناء التابعة لحزب الله.
– في الساعة 15:57 استُهدفت مخازن أسلحة وبنى تحتية تابعة لقوة رضوان.
– وفي الساعة 19:00 استُهدف مقر آخر يحتوي على مخزن أسلحة تابع لرضوان.
ترى إسرائيل أن تنظيم حزب الله يعيد بناء قوته – خصوصاً جنوب نهر الليطاني – وهذا ما تلاحظه أيضاً الولايات المتحدة، فضلاً عن عمليات التهريب من سوريا. ولا يتعلق الأمر بالهجوم الجوي الواسع الذي يجهّزه الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله. كما يلاحظ الجيش أن روح القتال داخل التنظيم وقدرته على القيادة والسيطرة تُستعاد، لأن الضباط الشباب الذين استبدلوا الذين قُتلوا في عملية "أسهم الشمال" قبل عام، اكتسبوا خبرة وثقة منذ ذلك الحين. وفي هذه الأثناء يجب الاستعداد لـ"جولة إضعاف" لحزب الله، حتى لو تطلب الأمر عدة أيام من التصعيد في الشمال.
اليونيفيل تتهم: تجاوز للصلاحيات
انتقدت قوة اليونيفيل، "قوة حفظ السلام" التابعة للأمم المتحدة على الحدود اللبنانية، موجة الهجمات غير المعتادة. وقالت إنها "تشكل انتهاكاً واضحاً للقرار 1701. وهي تأتي في فترة ينفذ فيها الجيش اللبناني عمليات لمصادرة الأسلحة والبنى التحتية في المنطقة جنوب الليطاني." وأضافت القوة:
"أي عمل عسكري، خصوصاً بهذا الحجم، يهدد سلامة المدنيين ويقوّض التقدم نحو حل سياسي ودبلوماسي. قوات اليونيفيل تواصل دعم لبنان وإسرائيل في تنفيذ القرار 1701. ندعو إسرائيل إلى وقف الهجمات فوراً ووقف جميع الانتهاكات للقرار. كما ندعو الأطراف اللبنانية إلى الامتناع عن أي رد قد يؤدي إلى المزيد من التصعيد."
رد الجيش اللبناني
قال الجيش اللبناني، المكلّف بجمع سلاح حزب الله وقدّم اليوم تقريراً للحكومة حول تقدّم عمله، إن الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى "زعزعة استقرار الدولة، توسيع الدمار، إدامة الحرب، الإبقاء على التهديد ضد اللبنانيين، ومنع الانتشار الكامل للجيش."
حادثة إسقاط الطائرة المسيّرة
أعلنت اليونيفيل الأسبوع الماضي أنها أسقطت طائرة مسيّرة إسرائيلية كانت تعمل قرب قرية كفركلا المحاذية للمطلة من الجهة الإسرائيلية. الهجوم نُفذ بواسطة قوة فرنسية في اليونيفيل. ووفقاً لبيان القوة، ألقى الجيش الإسرائيلي بعد ذلك قنبلة باتجاه قوات حفظ السلام، إضافة إلى إطلاق دبابات.
الجيش الإسرائيلي نفى ذلك، وقال المتحدث باسمه بالعربية، المقدم أفيخاي أدرعي، إن المسيّرة أُسقطت "من دون أن تشكل تهديداً، وخلال مهمة اعتيادية لجمع معلومات استخبارية ودورية استطلاع."
ومع ذلك، ترى مصادر أمنية إسرائيلية أن هذا الحادث هو مجرد "رأس جبل الجليد" في اتجاه مقلق، بعد سنوات من التغاضي عن تعاظم حزب الله. وفي محادثات مغلقة، يعرب مسؤولون كبار في الجيش عن تزايد الإحباط مما يسمونه "فلتاناً" و"بلطجة" من بعض قوات الأمم المتحدة، ويحذرون من أن القوة تعمل ضد الجيش الإسرائيلي وتتجاوز صلاحياتها.