إعادة إعمار غزة

هآرتس - مقال التحرير
ترجمة حضارات

إعادة إعمار غزة

بعد 11 يومًا من القتال، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وغزة ليل الخميس والجمعة. ورداً على ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستجدد نظام القبة الحديدية، كما أكد بايدن أن الولايات المتحدة ملتزمة بمواصلة العمل الإنساني بالتعاون مع الأمم المتحدة.

تجديد المعدات الدفاعية الإسرائيلية، بالطبع، ضرورة وجودية، وكذلك الحاجة إلى إعادة تأهيل قطاع غزة. بطبيعة الحال، كان الجمهور الإسرائيلي مشغولاً بجولة التصعيد الأخيرة، تقريباً بالكامل فيما كان يحدث في "إسرائيل": بالصواريخ التي أُطلقت عليها، في روتين الإنذارات والأماكن المحمية. 

خلال الحرب، امتلأت وسائل الإعلام بتقارير عما يحدث في "إسرائيل": الإصابات، الاعتراضات، القتلى، الأضرار الجسيمة التي سببتها.

مشاهد الدمار التي ألحقها الجيش الإسرائيلي بغزة بقيت بعيدة عن أعين الجمهور. وأثناء القتال، لم يكن هناك راحة عاطفية للعدو، ولكن الآن بعد أن عاد الهدوء إلى المدن الإسرائيلية وقطاع غزة، من المهم أن ننظر على خلفية ما حدث في غزة، لا سيما في ضوء حقيقة أن "إسرائيل" حريصة على الادعاء بأنها تقاتل حمــ اس وليس السكان، الذين يُنظر إليهم من جانبها على أنهم "رهائن" للمنظمة.

تسببت الجولة الأخيرة من القتال في خسائر فادحة في الأرواح البشرية في غزة. قُتل أكثر من 200 فلسطيني، نصفهم تقريبًا من النساء والقصر دون سن 18 عامًا والاطفال، نتيجة الضربات الجوية. وأصيب عدد آخر، ووفقًا لمنظمة بتسيلم، أُجبر عشرات الآلاف من سكان غزة على ترك منازلهم. 

بالإضافة إلى ذلك، ألحق الجيش الإسرائيلي أضرارًا جسيمة بمئات المنازل والبنية التحتية للكهرباء والبنية التحتية للمياه والطرق وغير ذلك.

يجب أن تكون إعادة إعمار غزة جزءًا من معادلة "الهدوء مقابل الهدوء" الجديدة بين "إسرائيل" وغزة. إنه ليس مجرد واجب إنساني. وباستثناء إعادة تأهيل غزة، فإن المواجهة التالية تنتظر على الأبواب.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين إلى الشرق الأوسط في الأيام المقبلة للقاء وزير الخارجية غابي أشكنازي وكبار المسؤولين في "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية ودول أخرى، يبدو أن إدارة بايدن تنوي الاستفادة من المساعدات لغزة كطريقة للتعامل مع المشكلة الفلسطينية. كما أعلنت مصر أنها ستقدم نصف مليار دولار لإعادة التأهيل.

يجب على الحكومة الإسرائيلية ألا تتدخل في جهود إعادة التأهيل في غزة، على سبيل المثال من خلال رفع مطالبة بشرط المساعدة الإنسانية على تبادل الأسرى والجثث. ليس فقط لأن "إسرائيل" بفعلها ذلك ستكون في مسار تصادمي مع الولايات المتحدة ومصر، ولكن أيضًا لأن إعادة إعمار غزة هي ضرورة إنسانية لمليوني من سكانها وضرورة أمنية "لإسرائيل".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023