حضارات تصدر كتاب الأسرى يتحدثون عن معاناتهم

حضارات

مؤسسة حضارات


"الأسرى يتحدثون عن معاناتهم"

عقد مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومركز التاريخ الشفوي بالجامعة الإسلامية، ورابطة الكتاب والادباء الفلسطينيين ورعاية مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين- ماليزيا، اليوم الثلاثاء الأول من نوفمبر 2022 إشهاراً لكتاب الأسرى يتحدثون عن معاناتهم وذلك في قاعة طيبة بالجامعة الإسلامية بغزة.

حضر الحفل أ. د زكريا السنوار رئيس مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني، وأ. حازم حسنين ممثلًا عن مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية، وأ. محمد أبوعون ممثلًا عن مركز المبادرة الماليزية، و أ. عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الأبحاث والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، و أ. بلال أبو دقة ممثلاً عن رابطة الكتاب والأدباء،

ولفيف من المختصين والمهتمين والباحثين، وشخصيات من مختلف الفصائل الفلسطينية وطلبة وباحثين من الجامعة.



بزوغ الفكرة

كشف أ.حازم حسنين منسق الأبحاث والدراسات في مركز حضارات، عن سير مراحل اكتمال فكرة الكتاب التي جاءت بعد التوافق على جمع شهادات صوتية لعدد من الأسرى، داخل سجون الاحتلال، من بينهم الأسير عبد الناصر عيسى، مدير مركز حضارات، وتفريغها مكتوبة، وعرضها في يوم دراسي، ليكونوا هم المتحدثين عن آلامهم ومعاناتهم وإن كانوا غير حاضرين بيننا.

مبينًا أن  العمل  عليها بدأ قبل ٦ أشهر، بالاشتراك مع مركز التاريخ الشفوي، بهدف استنطاق الأسرى، وبث معاناتهم وآمالهم وآلامهم وطموحاتهم داخل السجون، بدأ بيوم دراسي عقد في يونيو المنصرم؛ ليكون الأسرى هم المتحدثون عن معاناتهم وآلامهم.


وأضاف حسنين أن ثمرته كانت كتاب "الأسرى يتحدثون عن معاناتهم"،  وصدر باللغة الانجليزية والعربية، ووزع في كثير من بلدان العالم؛ ليكون حجة وشاهدًا على من يدعون التضامن مع الأسرى.

الأول من نوعه

وبدوره أردف أ.عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الأبحاث والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الكتاب إصدار جديد ونوعي وغير مسبوق وهو الأول من نوعه، ويعتبر إضافة للحركة الأسيرة لثلاثة أسباب، وهي تضمنه شهادات 19 أسيراً داخل السجون، وهي مجموعة كبيرة، والسبب الثاني أنهم هم المتحدثون وهم الأقدر على نقل معاناتهم، أما السبب الثالث فيكمن في تنوع القضايا التي تحدث بها الأسرى، ما بين تجربة التحقيق، والعزل الانفرادي، والإهمال الطبي، والاعتقال الإداري، والإضراب عن الطعام، والقمع والتنكيل وغيرها، وشدد فروانة على ضرورة استثمار الكتاب كأداة توثيق هامة وتقديمها لمحكة الجنايات الدولية؛ لمحاسبة الاحتلال وقادته على جرائمه بحق الفلسطينيين بشكل عام، والأسرى بشكل خاص.
وأشار  فروانة بأن الكتاب هو الإصدار الأول الذي صدر باللغة الإنجليزية فيما يخص شهادات الأسرى وتجاربهم، فالمكتبة الوطنية تفتقر لوجود دراسات مترجمة توثق قضية الأسرى ومعاناتهم.  
داعيًا لترجمة الكتب والدراسات التي توثق تجارب الأسرى؛ لفضح جرائم الاحتلال والتأثير على الرأي العام الدولي.

تأسيس مركز تاريخ شفهي داخل السجون

وأكد أ.د. زكريا السنوار، رئيس مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني بالجامعة الإسلامية، على ضرورة الوقوف الدائم لجانب الأسرى لإيصال صوتهم للعالم، حتى نيل حريتهم، وقال:  "الأسود في البراري لا تحتاج إلى إسناد، والأسرى أسود، نحن لا نساندهم بل نحن خدم للأسرى، ونقدم دورًا بسيطًا جدًا لإيصال رسالتهم إلى العالم؛ لصعوبة تواصلهم مع العالم الخارجي."
وفي ذات السياق قال السنوار: " نحن أمام حالة فريدة وقوة جبارة فالطاقة التي يملكونها والإبداع عندهم كبير جدًا."
ودعا المؤسسات المختصة والباحثون الجادون بأن يتعاونوا في إخراج مشروع كبير شامل يوثق تجارب الأسرى داخل السجون؛ لأنهم يستذكرون التجربة وهم يعيشونها فموثوقيتها ودقتها أقوى وأنجح، فهذا العمل انطلاقة لتأسيس مركز تاريخ شفهي داخل سجون الاحتلال؛ حتى لا تضيع التجارب والوثائق التي لم يصل منها إلا القليل.
الحجر قلم الأسير

وأردف المهندس والأسير المحرر بلال أبو دقة، المتحدث باسم رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين، بأن  أول ما استخدمه الأسير قبل حصوله على القلم هو الحجر، للنقش على جدران الزنازين كنوعه من المقاومة، واستمر في النضال حتى استطاع الحصول على حقه في إدخال القلم وأدوات التعلم، وهو ما يدل على قوة الأسير وصبره لانتزاع حقوقه.
مشيرًا بأنه كان في السجون ضابطًا مختصًا ببخاخ بويه يلاحق نقوش الزنازين، فيمنعون الكلمة من مرافقة الأسير؛ لأنها سنده ومتنفسه وهويته.  

وبين أبو دقة  دور رابطة الكتاب برئاسة د. عبدالخالق العف في دعم الأسرى وتلقف نتاجاتهم وإصداراتهم.

تضامن ماليزي

من جانبه قال أ.محمد أبو عون المتحدث باسم مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين_ماليزيا، إن رعاية المركز لهذا المشروع تأتي امتدادا لحالة الدعم والتضامن الماليزي تجاه القضية الفلسطينية، وإيمان منه بأهمية نصرة القضية الفلسطينية وتعزيز الرواية الوطنية من خلال الأدوات العلمية، وخاصة قضية الأسرى، كونها قضية إنسانية بالدرجة الأولى، ودعمها واجب أخلاقي.

وأمل أبو عون أن يتكلل الجهد المبذول في الكتاب بثمار استثنائية من شأنها أن تعزز حشد الدعم لقضية الأسرى، وتحويل هذه الثمار لواقع ملموس يمكن أن يشكل نقلة نوعية لصالح الأسرى وحقوقهم.

مؤكدًا بأن المبادرة الماليزية تدعم دائما الأفكار والرؤى التي تخدم قضية الأسرى خاصة والقضية الفلسطينية عامة. 





في كتاب "الأسرى يتحدثون عن معاناتهم" عُرضت تسعة عشر شهادة لتسعة عشر أسير على لسان الأسرى الذين نقلوا الويلات التي تحدث معهم في تجارب التحقيقات داخل الأسر والقمع الذي يتعرضون له، بالإضافة إلى تجربة العزل والمرض والحرمان من العلاج.

وتَطرقت لقصص من أسرى الضفة وغزة والقدس ومدن الداخل المحتل عام 48 ليشكلوا ملحمة وحدوية للشعب والأرض.


حيث تخلل الحفل عرض مرئي يروي عن محطات هذا الكتاب والأسرى وهم يروون معاناتهم.

يشار أنه تم عقد يوم دراسي بنفس العنوان والموضوع في يونيو المنصرم،  واستمع الحضور لشهادات الأسرى وتفاصيل لم تكون موجودة في الكتب والدراسات حيث وصلت شهادات الأسرى، وتم تفريغها كتابيا، ومعالجتها لغويا وطبع من الكتاب، 100 نسخة باللغتين العربية والانجليزية، وتجاوزت عدد صفحاته الـ 100 والعمل الذي وصل إلى عدد من الدول والمؤسسات الأوربية ووزع في خارج نطاق قطاع غزة.



لتحميل الكتاب pdf
"الأسرى يتحدثون عن معاناتهم"

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023