أظن أن أكبر وأهم ما تفعله (بلالين) غزة هي الحرائق التي تشعلها في روح الكيان ومستوطنيه، لا تلك التي تشعل بها حقوله على أهميتها. فهذا العدو الذي يسوّق وهم تفوّقه على المهزومين ويباهي أنه بات يخترق العواصم، وأنها تتسابق وتتهافت لنيل رضاه، توقظه من وهم حلمه المنتفش بالونة تهز كبرياءه. لقد كان في حلم غروره يرى نفسه بالونا ضخما آخذا في التمدد والتوسع مهابة وقذفا للرعب، وفجأة وقبل ان ينعم بلذة الحلم، تأتي بلالين غزة كدبوس صغير يخرق بالونه المنتفش فيفرغه من هواء الغرور الزائف!!! فيعود إلى حجمه، فإن دفعه الغضب لغضبة غير محسوبة صفعه صاروخ صغير فأيقظه من حلمه الذي لم يستمر طويلا وأخذ يبحث عن وسطاء يطرقون باب المقاومة ألا تفسد عليه حلمه!!!
ولنتخيل روح مستوطن يسمع على شاشة التلفاز أخبار السياسيين وهم يزفون له بكل زهو خبر اختراق العواصم ويرى صحافييه يتيهون غرورا وهم يبثون من أمام برج دبي.. ثم يلتفت ناظرا من النافذة فإذا بالون ( أجل بالون) قادم من الجنوب يحرق روحه وقلبه قبل أن يحرق حقله ومزروعاته!!!
فإلى الذين يحرقون روح المستوطنة، ويفرغون بالون غرورها من هواء الوهم المنتفش، إليهم رغم الحصار والتضييق والألم، إليهم وعليهم سلام الكبرياء والعزة.
من أجل مجدِكِ ترخص الأعمارُ
ولموج بحرِكِ تنظم الأشعارُ
لم يصدموكِ وقد صدمتِ غرورَهم
وعلى حدودكِ حُطِّم الأشرارُ
[ من قصيدة: ملحمة الفرقان، بعيد معركة الفرقان]