الضربة الإسرائيلية في الدوحة: التوقيت أهم من النتائج

المصدر : Ynet 

ترجمة حضارات 

الكاتب: يوسي يهوشوع


يتناول المقال الضربة الإسرائيلية في الدوحة كجزء من سلسلة عمليات متزامنة على عدة جبهات: غزة، الضفة الغربية، اليمن، سوريا ولبنان. النقطة المركزية ليست فقط في نجاح أو فشل العملية، بل في توقيتها.

خلال الأسبوعين الأخيرين شملت العمليات: اغتيالات في اليمن، محاولة تصفية قيادة حماس في قطر، قصف مواقع أسلحة في سوريا، واستهداف منشأة صواريخ تابعة لحزب الله في لبنان. وبالتوازي، غزة تقف على أعتاب توسيع الهجوم البري، فيما تشهد الضفة الغربية تصاعدًا في العمليات الفردية والتفجيرات مثل العملية الأخيرة في طولكرم.

التقديرات الأمنية في إسرائيل تشير إلى أن الضغط المتزايد في غزة يدفع الفصائل في الضفة إلى تنفيذ عمليات "إلهام"، بينما تسعى حماس والجهاد الإسلامي إلى فتح جبهة جديدة. بيانات الشاباك أوضحت أنه تم إحباط نحو ألف عملية منذ بداية العام، لكن التهديد ما يزال قائمًا.

العملية في قطر كانت مطروحة منذ عام. رئيس الشاباك رونين بار دفع باتجاهها، وانضم إليه لاحقًا رئيس الاستخبارات العسكرية. لكن داخل المؤسسة الأمنية وُجدت معارضة للتنفيذ في هذا التوقيت، وسط مفاوضات تبادل الأسرى. ورغم أن الجيش والاستخبارات أيدا الفكرة من حيث المبدأ، فإنهما تحفظا على موعد تنفيذها.

النتيجة حتى الآن غير واضحة: فقد يكون كبار قادة حماس لم يُصابوا، وربما كانوا في مكان آخر. ومنذ العملية، باتت قيادات الحركة أكثر حذرًا في عقد اجتماعاتها. أما قطر فما زالت تحت وقع الصدمة، وتدرس خيارات الرد بما في ذلك تجميد وساطتها. وفي سياق متصل، قررت الإمارات منع شركات السلاح الإسرائيلية من المشاركة في معرضها الجوي المقبل، وهو ما أثار قلقًا في تل أبيب.

بالنسبة للولايات المتحدة، تعددت الروايات: تقارير أفادت بأن ترامب أُبلغ متأخرًا بعد أن بدأت القنابل بالتساقط، بينما رجحت تقديرات أخرى أن البنتاغون كان على علم مسبق. ومن غير المرجح أن تُقدم إسرائيل على خطوة كهذه من دون تنسيق مع القيادة الأمريكية الوسطى (CENTCOM)، خاصة أن قائدها كان في زيارة لإسرائيل وقتها.

أما التداعيات المحتملة، فقد تشمل انسحاب قطر من دور الوسيط أو رفض حماس مواصلة التفاوض. وهناك من يعتقد أن الضغط قد يعيد الأطراف إلى طاولة الحوار، لكن المرجح أنه سيعقّد صفقة تبادل الأسرى. في المقابل، قد يدفع نتنياهو الجيش إلى تسريع العملية في غزة رغم المخاطر على حياة المحتجزين.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025