رونين بيرغمان
في بيان رسمي قال حماس إن زعيمها في غزة خليل الحية لم يُقتل في الهجوم بالدوحة، ومسؤول قطري رفيع المستوى قال إن فشل العملية، التي لم يُقتل فيها أي من قادة حماس الذين كانوا أهدافًا للهجوم، يعود إلى فجوة استخباراتية. وبحسب مصادر في الخليج، فإن الأهداف – قادة حماس – لم يكونوا في غرفة أخرى كما ظهر في بعض التقارير الأخيرة، وإنما في مبنى آخر تمامًا.
قال المسؤول القطري إن الذين قُتلوا في الهجوم، بمن فيهم نجل خليل الحية الذي يُعتبر اليد اليمنى لزعيم حماس خارج غزة، كانوا جميعًا – باستثناء الحارس القطري الذي وُضع هناك – من طاقم عمل كان يُحضّر المواد للقاء قادة حماس. بعضهم جاء من تركيا لمناقشة المبادرة التي قدّمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبحسب نفس المصدر، كان الفشل يمكن أن يكون أكبر بكثير، لأنه قبل وقت قصير من الهجوم أُجِّل اجتماع بين قيادة حماس والمسؤول القطري المكلّف بالعلاقة مع حماس وإسرائيل، والذي يُلقب مازحًا من قبل زملائه بـ "عبدالله كوهين" بسبب زياراته الكثيرة لإسرائيل، لمدة ساعة أو ساعتين.
بعبارة أخرى: بفضل حظ كبير لم يكن ذلك "عبدالله كوهين" في المكان ساعة الهجوم. الحديث عن شخصية رفيعة المستوى، وبسبب عمله فهو على اتصال دائم مع النخبة القطرية ويُعتبر مقربًا من رئيس وزراء قطر محمد آل ثاني. ولو كان لقي مصرعه هناك، لكان الانفجار السياسي الناتج عن الهجوم أشد بكثير.
يقول مصدر أمني رفيع إن إضافة إلى الضرر بإمكانية التوصل إلى صفقة، والضرر السياسي لإسرائيل والأذى الدبلوماسي والدولي الكبير، كان من الواضح مسبقًا – وهكذا عُرض أيضًا على رئيس الوزراء ووزراء كبار آخرين – أن العملية، حتى لو نجحت، ستؤدي إلى ضرر استخباراتي-عملياتي وكشف قدرات خاصة لإسرائيل، مثل معرفة الموقع المستهدف، وهو جزء من منظومة "البيوت الآمنة" الخاصة بحماس في الدوحة.
من محادثات مع أربعة مصادر أمنية واستخباراتية في إسرائيل تبرز انتقادات حادة للحسابات وصنّاع القرار الذين أمروا بالهجوم، ليس في حال فشله – بل في حال نجاحه. هل كانوا يعتقدون أن حماس ستطلق سراح الأسرى؟ هل ظنوا أن قطر لن ترد بشدة على انتهاك خطير كهذا لسيادتها؟ ولماذا تقررت العملية الآن بالذات، مع أن الأسباب نفسها كانت قائمة منذ عام؟ ما الهدف الذي كان في ذهن رئيس الوزراء عندما أمر بالعملية؟ وكيف رأى أن هذه العملية، حتى لو نجحت، ستقرّب إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة؟
بعد العملية بدأ مسؤولون رسميون يوجّهون الصحفيين بالقول إن قيادة حماس في الدوحة، المعروفة بـ "المكتب السياسي"، هي التي أعاقت توقيع صفقة الأسرى، وأن العملية لاستهدافها كانت تهدف إلى إنقاذ الأسرى من تأثيرها السلبي، وترك القيادة حصريًا بيد عز الدين حداد، قائد الجناح العسكري، الذي يُعتبر أكثر اعتدالًا وأسهل للتوصل إلى صفقة. هذه الأقوال تتناقض بشكل صارخ، وهي معاكسة فعليًا، لما هو معروف عن المكتب السياسي وسلوكه مع القيادة المتعاقبة في غزة خلال العامين الماضيين.