يديعوت أحرونوت
ترجمة حضارات
ايتمار ايخنر ،دانيال إدميلسون
تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأوضح في حديثه للصحفيين في البيت الأبيض، عقب لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه لن يسمح بخطوات الضم. وقال:
"لن يحدث هذا، سواء تحدثت مع نتنياهو أم لا – وقد تحدثت معه. كفى، حان وقت التوقف".
في حديثه مساء أمس (الخميس) في المكتب البيضاوي، شدد ترامب على موقفه الرافض لضم الضفة الغربية ، قائلاً:
"لن أسمح (لإسرائيل ) بضم الضفة الغربية، لن أسمح بذلك. لن يحدث هذا. سواء تحدثت مع بيبي أم لا – وقد فعلت – فلن أسمح (لإسرائيل) بضم الضفة الغربية. هذا يكفي. حان الوقت للتوقف الآن".
وأضاف ترامب، قبل دقائق من هذا التصريح، أنه تحدث مع نتنياهو قبيل خطابه المرتقب في الأمم المتحدة الساعة الرابعة مساءً بتوقيت (إسرائيل)، وذلك بعد اجتماعه في نيويورك مع صهره جاريد كوشنر ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف.
وأشار إلى الحرب في قطاع غزة، قائلاً:
"أجريت محادثة جيدة مع نتنياهو، وقد يتم إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن قريبًا".
وذكرت قناة "كان" الإخبارية أن ويتكوف وكوشنر عقدا اجتماعًا آخر مع نتنياهو الليلة، وهو الثاني على التوالي، وبعده أعرب ويتكوف عن أمله في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
من جهتها، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرّح لقناة "فرانس 24" بأن أي ضم للضفة الغربية "سينهي اتفاقيات إبراهيم، التي كانت إحدى قصص النجاح في ولاية ترامب الأولى".
وأضاف:
وأشار ماكرون إلى أن ترامب أوضح له موقفه من هذه القضية خلال اجتماع عُقد بينهما يوم الثلاثاء، وكان الهدف منه "ضمان توافق أمريكا وأوروبا والدول العربية".
كما كشف ماكرون أنه قدم لترامب خطة من ثلاث صفحات لمستقبل الفلسطينيين، تستند إلى "إعلان نيويورك" الذي اعتمدته 142 دولة في الأمم المتحدة، وتتضمن أيضًا "إبعاد حماس عن أي حكم مستقبلي في قطاع غزة والضفة الغربية".
وعند سؤاله عن توسع البناء الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما في ذلك بناء 3400 وحدة سكنية جديدة في المنطقة E1 قرب معاليه أدوميم، قال ماكرون:
"في هذه القضية، يتفق الأوروبيون والأمريكيون بوضوح تام".
ترامب وماكرون: ضم الضفة الغربية؟ خط أحمر للولايات المتحدة
في لقائهما يوم الثلاثاء، شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن ضم الضفة الغربية يُعدّ خطًا أحمر للولايات المتحدة.
وفي اليومين الماضيين، وبينما تتصاعد الضغوط داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإعلان عن إجراءات الضم، ردًا على التحرك الفرنسي للاعتراف بدولة فلسطينية، أفادت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس ترامب وعد الزعماء العرب، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنه لن يسمح (لإسرائيل) الضفة الغربية .
تصريح ترامب كان واضحًا لا لبس فيه: لن يسمح بضم يهودا والسامرة — لا كليًا، ولا جزئيًا، ولا رمزيًا — ولا غور الأردن، ولا الكتل الاستيطانية.
هذا التصريح يُساعد نتنياهو، إلى حدّ ما، في مواجهة القاعدة الشعبية والمتطرفين داخل حكومته، إذ لم يكن متحمسًا لفكرة الضم منذ البداية، بعد أن أدرك أن ثمن هذه الخطوة سيكون باهظًا، وقد يشمل عقوبات تصل إلى حد قطع العلاقات.
لكن هذا التصريح يُعقّد الأمور أيضًا، لأنه يُظهر إسرائيل وكأنها "تابعة" للولايات المتحدة، ويفقدها الرادع الوحيد الذي تملكه في هذا الملف، ما يترك لنتنياهو خيار التركيز على الرد على الاعتراف بالدولة الفلسطينية باتخاذ إجراءات ضد فرنسا والسلطة الفلسطينية.
في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال ترامب:
"الدولة الفلسطينية مكافأة لحماس على الفظائع التي ارتكبتها. أطلقوا سراح الرهائن الآن".
وقد فكّر نتنياهو بالفعل في فكرة الضم الجزئي، لكن في ظلّ الأزمة السياسية الداخلية، فإن هذا الخيار غير ممكن، ما يُبقيه أمام خيارات محدودة.
فالخطوات الدبلوماسية ضد فرنسا ستتضمن إجراءات مضادة وتبادلًا للضربات.
ويُطرح السؤال: هل سيمنح ترامب نتنياهو الضوء الأخضر لاتخاذ خطوات ضد السلطة الفلسطينية، لا سيما وأن الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب تتضمن دمج السلطة مستقبلًا في إدارة غزة؟
من المرجّح أن يحاول نتنياهو تنسيق الرد مع ترامب، الذي، استنادًا إلى لغة جسده وعبارته "حان وقت التوقف"، يبدو غير متأكد من موافقته على ذلك، إذا اعتقد أن هذه الخطوة تُعرّض خطته لإنهاء الحرب وإعادة الرهائن للخطر.
بعد تصريح ترامب، كتب عضو الكنيست تسفي سوكوت (من حزب الصهيونية الدينية) على شبكة "إكس":
"سيادة الشعب اليهودي على الوطن اليهودي لا تعتمد على أي عامل خارجي، مهما كان محبًا وودودًا. في مواجهة اعتراف الدول الأوروبية المجنون بدولة فلسطينية "إرهابية"، يجب تطبيق السيادة فورًا".
وردّ عضو الكنيست دان إيلوز (من حزب الليكود) على كلام ترامب، وكتب:
"نُحب الرئيس ترامب ونُقدّر دعمه (لإسرائيل) على مرّ السنين. لكن دولة (إسرائيل ) دولة ذات سيادة، وتطبيق السيادة على الضفة الغربية — وطننا التاريخي — هو قرار الشعب اليهودي وحده. لا يمكن لأي جهة دولية، حتى لو كانت صديقًا عزيزًا، أن تُملي علينا كيف نتعامل مع بلدنا".
الرسائل المتوقعة في خطاب نتنياهو
في وقت سابق من هذا الأسبوع، صرّح رئيس الوزراء نتنياهو بأن الرد على اعتراف فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا وعدد من الدول الأخرى بدولة فلسطين لن يأتي إلا بعد عودته من الولايات المتحدة، التي وصل إليها الليلة الماضية قبل إلقائه كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد التقى الليلة في نيويورك بالرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس باراغواي سانتياغو بينيا، والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.
ومن المتوقع أن يتحدث نتنياهو على منصة الأمم المتحدة حول عدة أهداف رئيسية.
الهدف الأول هو توجيه رسالة لحزب البعث في (إسرائيل)، حيث يخطط لإلقاء خطاب صهيوني حماسي يهاجم فيه الرئيس الفرنسي والدول التي اعترفت بحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال.
ستكون رسالة نتنياهو:
"أنتم تُكافئون الإرهاب، وتُكافئون حماس التي لا تزال تحتجز رهائننا الـ48".
وقد ظهرت ملامح هذه الرسالة في بيانه قبل مغادرته:
"استسلام بعض القادة المخزي "للإرهاب الفلسطيني" لن يُلزم( إسرائيل) بأي حال من الأحوال. لن تُقام دولة فلسطينية".
رسالة نتنياهو الثانية للرئيس ترامب: اتفاق "اليوم التالي" لإنهاء الحرب
من المتوقع أن يوجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة ثانية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبيل اجتماعهما يوم الاثنين المقبل في البيت الأبيض.
سيُظهر نتنياهو استعداده للتوصل إلى اتفاق حول "اليوم التالي" لإنهاء الحرب، وذلك بعد استيفاء شروط( إسرائيل) الأساسية: إطلاق سراح جميع الرهائن، والقضاء على حركة حماس.
ومن المنتظر أن يتناول نتنياهو في خطابه المرحلة المقبلة من الحرب، موجّهًا رسالة إلى الدول العربية التي اعترفت بدولة فلسطينية، يُظهر فيها الأمل وربما الاستعداد للتدخل الدولي، بشرط إعادة الرهائن وانهيار حماس.
إسرائيل في حالة تأهب لاجتماع الاثنين
تستعد (إسرائيل) لاجتماع يوم الاثنين، حيث سيعرض ترامب مبادرته المكوّنة من 21 نقطة لإنهاء الحرب.
ويُفهم في (إسرائيل) أن الرئيس الأمريكي عازم على الوصول إلى صيغة تُنهي الحرب، وتُعيد الرهائن، وتُشرك المجتمع الدولي في آلية السيطرة على غزة "في اليوم التالي"، والتي ستشمل جيوشًا من عدة دول عربية وإسلامية، منها: الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، قطر، وإندونيسيا، بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية.
ورغم أن القدس لا ترغب في تدخل السلطة الفلسطينية، إلا أن هذه خطوة يبدو أن (إسرائيل ) ستضطر إلى تقبّلها.
لن تكون السلطة القوة المركزية في آلية التحكم، لكنها ستكون جزءًا منها.
ووفقًا للتقييم الإسرائيلي، فإن ترامب عازم على إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب خلال الشهرين المقبلين.
ومن المتوقع أن تكون رسالة الرئيس الأمريكي لنتنياهو:
"لقد منحتك كل الوقت الذي تحتاجه، فافعل ما يلزم، ولكن دعنا نتحدث عن النهاية".
حتى لو لم يكن ذلك غدًا صباحًا، فليكن خلال شهر أو شهرين.
خطة ويتكوف: مفاجآت غير مرغوبة؟
يسود شعور في القدس بأن ترامب لن يفرض خطة دبلوماسية على إسرائيل، ولكن — وهذه "لكن" كبيرة — من المثير للاهتمام ما أعده المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في خطته لإنهاء الحرب.
ووفقًا لمصدر إسرائيلي، فإن السؤال المطروح هو مدى تنسيق هذه الخطة مع (إسرائيل).
فقد أشار المصدر إلى أن إسرائيل لم تكن على علم بالخطة، على الأقل ليس بجميع تفاصيلها، مضيفًا:
"هناك أمور فيها لا تعجبنا".