الجزء الذي يقلق نتنياهو في مبادرة الـ21 نقطة: التفاصيل الجديدة والتدخل التركي

يديعوت

ترجمة حضارات 

ابتكار أيونات

تتضمن خطة ترامب إطلاق سراح جميع الرهائن "دفعة واحدة"، بالإضافة إلى بند وُصف بأنه "سخيف"، يتعلق بإخراج حركة حماس من غزة ونزع سلاحها، إذ "لا يوجد اتفاق صريح" بهذا الشأن. ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست: "سيتم إطلاق سراح 250 سجينًا محكومًا بالمؤبد، وسيُعرض العفو أو الترحيل على نشطاء حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي". تركيا متورطة أيضًا، وقد تستوعب مسؤولي حماس الذين سيتم طردهم.

كُشف عن تفاصيل جديدة حول مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكوّنة من 21 نقطة، والتي تتوقع (إسرائيل ) تنفيذها على الأرجح. يسعى ترامب إلى الترويج لاتفاق شامل لإطلاق سراح جميع الرهائن "دفعة واحدة" مع بداية وقف إطلاق النار. ومن المتوقع أن يمتدّ إطلاق سراحهم على مدى عدة أيام، ربما حوالي 72 ساعة.

في ساحة الرهائن، ظهرت إحدى الناجيات من الأسر قائلة: "في آخر أيامها. أشعر بالذنب لأنني هنا وهم ليسوا هنا".

في( إسرائيل)، هناك قلق من أن بند خطة ترامب المتعلق بإخراج حماس من قطاع غزة ونزع سلاحها "مُبهم" أكثر من اللازم، ويُقدّر أن حماس لن تُفكك فعليًا منظومات أسلحتها. في ظل هذه الظروف، يواجه نتنياهو خيارين: إما رفض الخطة بحجة عدم ملاءمتها، أو الموافقة عليها والقبول بإطلاق سراح الرهائن، ثم، إذا لم تُنفَّذ المرحلة الثانية وبقيت حماس في القطاع، تبرير استمرار القتال.

مع ذلك، أفادت صحيفة واشنطن بوست الليلة الماضية (من السبت إلى الأحد) أن الخطة تتضمن تدمير جميع أسلحة حماس الهجومية، وذلك وفقًا لنسخة حصلت عليها الصحيفة، والتي قالت إنها حظيت بموافقة مسؤولين من حكومتين أطلعتهم الولايات المتحدة. كما أفادت أن نشطاء حماس الذين "يلتزمون بالتعايش السلمي" سيُمنحون عفوًا، وسيُمنح من يختار المغادرة ممرًا آمنًا إلى دول أخرى.

ووفقًا للصحيفة، يبدأ الاقتراح بوقف كامل لجميع الأنشطة العسكرية، وتجميد القتال على خطوط المواجهة، وإطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء خلال 24 ساعة. وبعد ذلك، ستفرج إسرائيل عن 250 سجينًا محكومًا بالمؤبد، و1700 غزّي آخرين اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول. بالإضافة إلى ذلك، ستسلم إسرائيل جثث 15 غزّيًا مقابل كل أسير تُطلق سراحه.

يشير مسؤولون إسرائيليون كبار إلى أن الخطة تفتقر إلى موافقة صريحة من حماس على الانسحاب من القطاع. في المقابل، تستعد (إسرائيل) لمنح حصانة لقادة حماس، سواءً كانوا يغادرون إلى تركيا أو قطر، أو لكبار الشخصيات المتواجدة خارج غزة. ومن المتوقع أن يقول نتنياهو لترامب: "دعونا نسمع رد حماس أولًا".

هناك نقطة خلاف أخرى تتعلق بصندوق المساعدات الأميركي لغزة. تخشى إسرائيل أن يقرر ترامب إغلاقه وتحويل توزيع المساعدات إلى منظمات الأمم المتحدة، وهي خطوة غير مقبولة في القدس، في ضوء التجربة السابقة التي نهبت فيها حماس قوافل المساعدات. ويعاني الصندوق، في الكواليس، من أزمة مالية حادة، ولا يوجد حاليًا في وزارة الخارجية الأميركية أي مسؤول مستعد للموافقة على ميزانيات المساعدات، ويعود ذلك أساسًا إلى معارضة مؤيدي الحزب الجمهوري لإنفاق الأموال على الصراعات الخارجية.

كما ذُكر سابقًا، قد يُمنح بعض قادة حماس عفوًا، وقد يتوجه بعضهم إلى تركيا، التي تشارك أيضًا في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق. وصرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بأن المحادثة بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان كانت "إيجابية"، ومن جملة ما ذُكر، أنه من أجل استكمال خطة ترامب، ستعمل الولايات المتحدة مع إسرائيل، وستعمل تركيا مع الفلسطينيين.

في هذه الأثناء، وقبيل اجتماعه مع ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين، يتزايد الضغط على نتنياهو من داخل الائتلاف الحاكم. كتب وزير الأمن القومي، إيتامار بن غفير، الليلة الماضية على حسابه في موقع "إكس": "سيدي رئيس الوزراء، ليس لديك تفويض بإنهاء الحرب دون هزيمة حماس هزيمةً كاملة". من جهة أخرى، أبدى وزير الخارجية جدعون ساعر ثقته بنتنياهو قائلاً: "أثق بقدرة رئيس الوزراء على تمثيل المصالح الإسرائيلية بالشكل المطلوب في المحادثات مع الرئيس ترامب. بعد عامين من الحرب، من الواضح أن المصلحة الوطنية (لإسرائيل) هي إنهاء الحرب وتحقيق أهدافها". كما أعرب عضو الكنيست موشيه غافني من حزب "يهدوت هتوراة" عن دعمه قائلاً: "موقفنا هو إنهاء الحرب وإعادة المخطوفين".

كما تناول زعيم المعارضة يائير لابيد مبادرة ترامب، مجددًا وعده بتوفير "شبكة أمان" منه لإبرام صفقة رهائن. وكتب لابيد في "إكس": "أبلغتُ الإدارة الأميركية اليوم أن نتنياهو لديه شبكة أمان مني لإبرام صفقة رهائن وإنهاء الحرب. لديه أغلبية في الكنيست وأغلبية في البلاد، فلا جدوى من الانفعال بسبب تهديدات فارغة من بن غفير وسموتريتش".

كاتس: "الإضرابات تتزايد"، وأهالي المختطفين: "الطريقة لترحيلهم"

في الوقت نفسه، أصدر وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، بيانًا شديد اللهجة مساء أمس: "إذا لم تُفرج حماس عن جميع الرهائن وتُلقي سلاحها، فستُدمر غزة وتُباد حماس. لن نتوقف حتى تتحقق جميع أهداف الحرب". وأوضح أن جيش الدفاع الإسرائيلي يُصعّد من وتيرة هجماته، وينشر ناقلات جند مدرعة ذاتية القيادة أمام القوات، ويسيطر على المزيد من الأحياء والمناطق في قطاع غزة.

منح رتبة جنرال للمقدم ياكي دولف

أثار إعلان كاتس غضبَ أهالي المخطوفين، الذين ردّوا بقسوة: "وزير الدفاع منشغلٌ مجددًا بتضييع فرصةٍ أخرى لاتفاقٍ لإعادة المخطوفين وإنهاء الحرب. هذا هو السبيل للتخلي عن المخطوفين، والتخلي عن المقاتلين، والقضاء على القيم الأساسية للأمن القومي والصمود. وزير الدفاع يتحمل المسؤولية الشخصية المباشرة عن كل مختطفٍ يتعرض للأذى أو القتل أو الاختفاء الأبدي".

في(إسرائيل)، تتزايد الانتقادات الموجهة لقطر في الوقت نفسه، إذ تتهمها مصادر في القدس بالوقوف وراء موجة التهديدات بفرض عقوبات، بما في ذلك الضغط على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لإبعاد الفرق الإسرائيلية عن المسابقات الأوروبية. وتضع (إسرائيل) خطة مضادة، وتُعدّ مفاجآت لقطر حتى لا تُبرّئ نفسها مما تفعله خلف الكواليس.

تواصلت قطر مع إسبانيا، طالبةً زيادة الضغط على( إسرائيل) عقب هجوم الدوحة، مقابل تعزيز الاستثمارات القطرية فيها. وبالفعل، اتُّخذت خطوات إسبانية واضحة ضد( إسرائيل) خلال الأسابيع الأخيرة.

ويتجلى بوضوح أيضًا تغير في لهجة المغرب، إذ اتخذ وزير الخارجية ناصر بوريطة موقفًا أكثر صرامة، ونشر موقع إخباري شبه رسمي مقالين ناقدين لإسرائيل، بعد فترة طويلة من الصمت الإعلامي. ويزعم مصدر مطلع على الوضع أن هذا ليس مجرد موقف مؤيد للفلسطينيين أو ضغوط داخلية، بل هو تحرك سياسي قطري مُدبّر، يعتمد على النفوذ الاقتصادي والنفوذ الإقليمي.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025