جيش العدو يعمل في العمق

عبدالله أمين

خبير عسكري وأمني

الموقف وتحليل المهمة

أولاً: الموقف: 

أعلن رئيس هيئة أركان جيش العدو، الجنرال إيال زامير، نية الجيش تطوير عمليات كوماندوز خاصة، باستعداد قوات صغيرة ومتطورة، تعمل في عمق أراضي العدو، بهدف تعزيز تحقيق أهداف الحرب. يأتي هذا التوجه في سياق ما قام به الجنرال بني غانتس عندما كان رئيساً لهيئة الأركان العامة ( 2011 ـــ 2015 ) عندما شكل قيادة أطلق عليها أسم: " فيلق العمق"، بهدف تحقيق: 

  1. بناء قيادة تتابع المجريات المستجدة والطارئة.
  2. تتحمل مسئولية القيام بعمليات عسكرية خاصة يتم تنفيذها بعيداً عن الحدود الإسرائيلية.
  3. توجيه ومتابعة الوحدات العاملة خارج النطاق الجغرافي للكيان.
  4. مراقبة ومتابعة والاستعداد لأي هجوم بصورايخ بالستية يتم اطلاقها على دولة الكيان.
  5. تنفيذ عمليات خاصة في الدول المعادية للكيان مثل إيران. 

وحيث أن جيش العدو، وبعد معركة طوفان الأقصى، وعمله على أكثر من جبهة، وانتهاجهة مبدأ العمل على تحييد الأخطار والتهديدات قبل خرجوها إلى حيز الفعل، وضربها ــ التهديدات ــ في مهدها؛ جاء هذا التوجه الجديد لجيش الكيان المؤقت ضمن هذا السياق العملياتي والتشغيلي للقدرات، الأمر الذي ستحاولة هذه الورقة تحليل معطياته، باستخدام أحد نماذج تحليل المهام في العمل العسكري. 

ثانياً: تحليل المهمة: 

  1. الهدف/ الأهداف: 

تحقيق المفاجأة، وإمتلاك زمام المبادرة، عبر ضرب أصول بشرية ومادية ذات قيمة عملياتية و/ أو استراتيجية، تؤثر على قيادة وسيطرة العدو على الموقف واحتواء تداعيته، وإدخاله ـــ العدو ـــ في حالة من عدم التوازن المطلوب لإدارة الأحداث والسيطرة عليها، بما يوفر للمستوى العسكري موقفاً ميدانياً متفوقاً، يمكن من خلاله ــ التفوفق الميداني ـــ تأمين أوراق ووسائل ضغط، توضع بين يدي المستوى السياسي، تفضي إلى تحقيق أصل الهدف السياسي من العملية العسكرية. 

  1. الواجبات التنفيذية: 
  • ضرب منظومات القيادة والسيطرة (C4I) للعدو. 
  • ضرب مراكز ثقل العدو؛ العسكرية والسياسية والإجتماعية والخدمية. 
  • ضرب عقد مواصلات خطوط الإدامة والإمداد العسكرية والمدنية للعدو، بمختلف أنواعها؛ البرية والبحرية والجوية. 
  • جمع معلومات وبناء صورة استخبارية مناسبة عن منطقة العمليات. 
  • المساعدة في توجيه قدرات؛ بشرية أو نارية، لرفع كفاءتها التشغيلة والعملياتية.
  • المساعدة في عمليات الإخلاء وقطع التماس مع العدو.
  • الإحباط المركز لقدرات بشرية أو مادية في طور التشغيل، أو الاستعداد للفعل.    
  1. التحديات العملياتية: 
  • توفر صورة استخبارة، ومعلومات صلبة عن منطقة العمليات. 
  • القيادة والسيطرة الفاعلية والآمنة للعمليات، من نقطة الإنطلاق حتى العودة. 
  • القدرة على الوصول الآمن إلى منطقة العمليات، ومحيط الأهداف أو الهدف، محل الاستهداف. 
  • القدرة على قطع التماس الآمن، والخروج من منطقة العمليات بعد إنجاز المهام، بأسرع وقت، وأقل الخسائر.
  • القدرة على إدامة العمليات وإمداد القوات. 
  1. الفرضيات التشغيلية:
  • استحالة تحقيق الهدف المطلوب إلّا عبر تشغيل مثل هذه القدرات، في مثل هذا البيئات. 
  • توفر قرار سياسي يغطي العملية، ويتحمل مسؤولية تداعيتها السياسية؛ المحلية والإقليمية والدولية. 
  • الدخول والخروج الآمن، قليل الخسائر في القوات العاملة في منطقة العمليات.
  • توفر فرق إسناد في منطقة العمليات؛ محلية أو عضوية، قادرة على تقديم الدعم، والمؤازة النارية والإدارية عند الحاجة. 
  • توفر مستوى مناسب من تفويض الصلاحيات التشغيلية للقيادة الميدانية. 

ثالثا: التوصيات الوقائية: 

  1. إبقاء هذا التوجه ـــ توجه العدو ـــ محل رصد ومتابعة وتحليل، ليبنى على الشيء مقتضاه. 
  2. رعاية أصل التأمين الشامل ــ مقرات أفراد معلومات ــ وتأمين بيئة عمل الأفراد والأصول الإستراتيجية من أي عمليات نفوذ أو خرق؛ بشري أو الكتروني معادي.   
  3. المراوحة في الإجراءات الدفاعية بين الإجراءات الإيجابية( الدفاع النشط) والسلبية (الدفاع السلبي).
  4. رفع مستوى (الحساسية) على أي إجراءات أو تحركات غير طبيعية في مناطق المسؤولية. 

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. 

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025