العدو ووقف الحرب على غزة

عبدالله أمين

خبير عسكري وأمني

الموقف وتحليل المهمة المُستجدة

أولاً: الموقف:

إعلان الرئيس الأمريكي في 09 10 2025، وبحضور عدد من ملوك ورؤساء دول ووزارات، عن انتهاء الحرب على غزة. على أن تكون كل من: أمريكا، قطر، تركيا، مصر، هي الدول الضامنة لهذه الاتفاقية، والتي ستتم على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى (أنجزت) يتم فيها تسليم الأحياء من أسرى العدو، مقابل انسحابه خلف الخط الأصفر، مبقياً سيطرته على ما يقارب من 53% من مساحة غزة تحت الاحتلال، كما سيتم في هذه المرحلة فتح المعابر لدخول المعونات الإنسانية إلى القطاع. ثم المرحلة الثانية؛ والتي تبدأ بانتشار قوة الاستقرار الدولية (1000 جندي) المنوي تشكيلها في منطقة العمليات، بحيث ينسحب العدو خلف الخط الأحمر، لتستقر هذه القوات مكانه. وفي المرحلة الثالثة، ينسحب العدو خارج قطاع غزة، مبقياً على منطقة عازلة بين القطاع، والأراضي الفلسطينية المحتلة عام الثمانية والأربعين. 

وفي ذات السياق؛ تجدر الإشارة إلى أن العدو قد خرق هذه الاتفاقية منذ توقيعها أكثر من مرة، كان آخرها، ما شنته قواته على القطاع من غارات ــ جوية وبرية ـــ  مساء 18 10 2025، ارتقى على أثرها عشرات الشهداء والجرحى.

تأتي هذه القراءة لتوصيف الموقف، وتحليل المهمة المستجدة للعدو في مسرح عمليات قطاع غزة، في ظل وقف إطلاق النار، أو ما سمي بوقف الحرب.

ثانياً: تحليل المهمة: 

  1. المهمة:

إدامة التماس المعلوماتي والعملياتي، على مسرح عمليات قطاع غزة، ومناطق نفوذ القوات المنتشرة فيه، باستخدام  مختلف القدرات ـــ بشرية ومادية ـــ التعبوية والأمنية تحت الإمرة.   

  1. ثانياً: الأهداف:
  • ضمان استمرارية تشغيل القوات المنتشرة في منطقة العمليات، تحقيقاً لبقائها في حالة جاهزية عالية، للتشغيل العملياتي الواسع عند الحاجة.
  • (ملئ) وترميم بنك أهداف وسائط نار العدو المختلفة: الجوية والبرية والبحرية.
  • إبقاء منطقة العمليات تحت الرصد والمتابعة، منعاً لتشكل أو تطور تهديدات؛ جديدة أو قديمة.
  • إبقاء التهديد ــ مسار ترميم وبناء قدات المقاومة ــــ في مستواه الاستراتيجي والعملياتي، تحت الرصد والمتابعة لرصد اتجاهات إعادة البناء والترميم، ليبنى على الشيء مقتضاه.
  • الإحباط الموضعي المركز لتهديدات ناشئة في مناطق العمليات أو المسؤولية.
  • حماية أصول مادية وبشرية، عضوية أو رديفة (عملاء) منتشرة في مسرح العمليات.
  1. ثالثا: التحديات:
  • إدامة امتلاك زمام المبادرة في منطقة العمليات.
  • سرعة الاستجابة في التعامل مع التهديدات والمخاطر الناتجة عنها، إن على قوات العدو العضوية أو على الأخرى الرديفة.
  1. رابعاً: الفرضيات:
  • توفر قرار سياسي يغطي العمل التعبوي في منطقة العمليات.
  • لا رد فعل ذو مصداقية، من فصائل المقاومة الفلسطينية، يواجه فعل العدو، ويؤثر على قواته في الميدان، أو على عقبتها في المؤخرة.
  • تفهم يُعتد به من قبل الطرف الأمريكي كــ (ضامن) رئيسي لوقف الحرب، تفهم للإجراء المنوي القيام به مستقبلاً، أو المنجز حاضراً.
  • توفر قدرات تشغيل، وقيادة وسيطرة، يعتد بها، يمكن أن ترفع كفاءة تفعيل المجموعات المرتبطة مع العدو في مسرح العمليات.
  1. خامساً: طرق العمل المتوقعة:
  • تشغيل قدرات الاستطلاع (سطع) الجوي والبري والبحري المعادية.
  • الاستهداف الموجه والمركز للتهديدات البشرية والمادية المنتشرة فعلاً، أو الظاهرة ظرفاً، في منطقة العمليات أو المسؤولية.
  • الإغارات السريعة لضرب أهداف وأصول مادية وبشرية للمقاومة؛ رممت أو في طور الترميم.
  • العمل الأمني الصامت، من قبيل: الخطف، الاغتيالات، زرع وسائط رصد وتنصت تساعد في تحسين وتجويد الصورة الاستخبارية في مسرح العمليات.
  • استخدام المعابر الحدودية كوسيلة ضغط لتحصيل مكاسب تعبوية أو سياسية.
  • تشغيل القدرات الرديفة( إقرأ العملاء) في منطقة العمليات، في مهام عمل تعبوية أو أمنية.

ثالثاً: بعض التوصيات للمواجهة والتصدي: 

  1. البقاء على جاهزية وحيطة أمنية عالية المستوى.
  2. إدامة التماس المعلوماتي على قوات العدو المنتشرة حالياً في منطقة العمليات، وكذلك على القوة الدولية المنوي نشرها في المستقبل.
  3. إبقاء الحالات، والعناصر المشبوهة تحت الرصد المتابعة.
  4. التعامل بحذر مع المنظمات الدولية، أو الجمعيات المحلية المتصلة بها، ونشر الثقافة الأمنية المجتمعية بين أهلنا في القطاع.
  5. تنظيف منطقة العمليات أو المسؤولية من ذيول العدو وعملائه.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025