سي ان ان
++++
يواجه القيادي في حركة حماس خليل الحية، الذي نجا الشهر الماضي من غارة جوية إسرائيلية في قطر، تهديدًا وجوديًا أكبر في محادثات وقف إطلاق النار الجارية في مصر يتمثل في احتمال زوال حركته المسلحة نفسها.
فهذا ما تطالب به خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، والمكوّنة من عشرين بندًا، بينما تدخل إسرائيل وحماس في مفاوضات غير مباشرة وسرّية تُعقد على مقربة في مدينة شرم الشيخ، المنتجع الفاخر على ساحل البحر الأحمر المصري.
وكان شعور بالإلحاح والزخم يتصاعد في انحاء المنطقة، فخلال عطلة نهاية الأسبوع، وصف وزراء خارجية عرب ومسلمون، وقّعت دولهم على مقترح ترامب، هذه المحادثات بأنها “فرصة حقيقية للتوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار.”
ولكن بدأت تلوح مؤشرات أولى على تباطؤ الحماس، على الرغم من موجة التفاؤل المتزايدة والضغوط المتصاعدة من ترامب على كلٍّ من إسرائيل وحماس.
والتزم المضيفون المصريون صمتًا استثنائيًا في القاهرة، حتى بمعاييرهم المعروفة بالغموض، وكذلك فعلت حماس، التي دأب مسؤولوها عادةً على إحاطة الصحفيين بالمعلومات عندما يخدم ذلك مصالحهم، كما ظل الوفد الأمريكي رفيع المستوى، الذي يقوده مبعوث ترامب ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر، بعيدًا عن الأنظار لمدة يومين تقريبًا.
وقال كلٌّ من ترامب ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للصحفيين يوم الأحد، من دون تقديم تفاصيل، إن المحادثات لا تزال جارية، غير أن الغموض المحيط بتشكيلة الوفد الإسرائيلي، والاحتمال المتزايد لتباطؤ الجدول الزمني للمحادثات، يوحيان بضخامة التحدي.
أما رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية والمقرّب من نتنياهو، فلن يشارك شخصيًا في المفاوضات في الوقت الحالي، بل يخطط لقيادة الوفد الإسرائيلي عن بُعد، وكان ذلك إشارة خفية إلى أن الفجوات بين الطرفين لن تُسدّ بالسرعة المأمولة.
وقال ترامب يوم الأحد إن المحادثات قد تستغرق "يومين إضافيين" على الرغم من تفاؤله المتكرر بأن “كل شيء يسير على ما يرام".
ومازالت احتمالات التراجع كبيرة رغم أن المفاوضات قد تنجح في النهاية.
ويبرز مثال واضح في خطة ترامب ذات البنود العشرين، التي تدعو إلى “نزع سلاح” حركة حماس من خلال “مراقبين مستقلين”، وهي صياغة تُذكّر بلغة رئيس “مجلس السلام في غزة” التابع لترامب، توني بلير، الذي استغرق اتفاقه لوقف إطلاق النار في أيرلندا الشمالية عام 1998 سبع سنوات إضافية لتنفيذ عملية “نزع سلاح” الجيش الجمهوري الأيرلندي بالكامل.
وتحدّث نتنياهو في خطابات ألقاها الأسبوع الماضي، عن نزع سلاح حماس قائلاً: "إذا فشلوا في القيام بذلك – فسنقوم نحن به"، وبسبب هذا الخلاف وغيره من القضايا، عقدت حماس محادثات تمهيدية مع المسؤولين المصريين والقطريين قبل وصول الوفد الإسرائيلي بساعات، وفقًا لمسؤول كبير في الحركة.
وكما هو الحال في أي مفاوضات سلام، فإن غياب المنتصر المطلق، ورفض الطرف الذي يبدو مهزومًا الاعتراف بالهزيمة، يجعل اللغة المحيطة بالمحادثات أفضل مؤشر على إمكان نجاحها، وحتى الآن، لا تزال مفردة “التسوية” غائبة عن القاموس العلني للطرفين.