الآثار الإجرائية للخصائص الشخصية والمهنية للواء زيني على قيادة مؤسسة الشاباك الأمنية

عبدالله أمين

خبير عسكري وأمني

بين يدي الموضوع: 

صادق مجلس وزراء الكيان المؤقت في 30 09 2025 على تعيين اللواء ديفد زيني رئيساً لجهازالشاباك/ الشين بيت"، لولاية تمتد إلى خمس سنوات، تبدأ من تاريخ المصادقة على التعيين، على أن يتولى مهامه التنفيذية في 05 10 2025، الأمر الذي تم في تاريخه، حيث التقى الرجل برئيس الكيان، ورئيس الوزراء، في مستهل توليه مهام منصبه. تأتي هذه الورقة لتقدير ما يمكن أن تتركه صفات الرجل الشخصية والمهنية، من آثار على طريقة إدارة الجهاز، وتشغيل قدراته، ضمن الصلاحيات والسلطات الممنوحة له في هذا المقام، وفي نطاق منطقة مسؤولية الجهاز وعملياته، والتي هي الأرض المحتلة عام 48، والضفة الغربية، وقطاع غزة. 

الخصائص الشخصية: 

  • الاسم والرتبة: اللواء ركن مظلي ديفد زيني. 
  • مواليد: 1974 في مدينة القدس، كما نشأ وترعرع في مدينة أسدود. 
  • الأب: الحاخام يوسف، حاخام المنطقة "د" في مدينة أسدود. 
  • عمه هو الحاخام الدكتور إلياهو رحاميم زيني، وجده هو الحاخام مائير زيني.
  • من خرجي المدارس الإعدادية الدينية. 

الصفات المهنية والفنية:

  • عام 1992 انضم إلى الجيش.
  • في 01 06 2023 مُنح رتبة لواء.
  • قاتل في سيرة متكال. 
  • عام 2006 عين قائداً للكتيبة 51 من لواء جولاني. 
  • عام 2008 عين قائداً لوحدة ايغوز. 
  • عام 2011 عين قائداً للواء الثالث مشاة الاكسندروني. 
  • في الفترة من 2014 حتى 2015 تسلم مسؤولية ركن عمليات المنطقة الوسطى في جيش الكيان المؤقت.
  • 2014 تسلم مسؤولية قيادة مركز التدريبات البرية. 
  • عام 2015 أسس لواء الكوماندوز في جيش الكيان المؤقت، الذي يضم الواحدات: 212 مغلان، 217 دوفدفان، 612 إيجوز.   
  • عمل قائداً لقيادة التدريب والتأهيل في فيلق القيادة العامة. 
  • مؤسس لواء الحمشونائيم بمساعد الحاخام "ديفد ليبيل"، وهذا اللواء هو وحدة مشاة تابعة لجيش الكيان المؤقت، تحت قيادة سلاح التعليم والتدريب. أُنشئ هذا اللواء لاستيعاب الجنود اليهود الحريديم، الذين كانوا في السابق معفيين من التجنيد في الكيان. 
  • 30 09 2025 صادقت حكومة الكيان على تعينه قائداً لجهاز الأمن الداخلي " الشاباك/ شين بيت " خلفاً للواء رونين بار. 

نحن إذن أمام ضابط مشاة، تدرج في المناصب العسكرية بشكل روتيني، كما أسندت له مهام قيادية؛ ركنية وتعبوية، فضلاً عن مشاركته في تأسيس تشكيلات عسكرية ذات طابع ديني متطرف. كما أن هذا الضابط الذي يعتمر الــ(كيباه)، يأتي من خلفية إجتماعية متدينة ومحافظة، فهو سليل عائلة ــ الأب والجد والعم ــ أغلبها حاخامات، الأمر الذي جعله يرى في الحاخام يهوشوع زوكمان، أحد أتباع الحاخام تاو، ومعهده الديني "هار هامور" يرى فيه القدوة والمعلم! وفي ذات السياق؛ فإن أصحاب الرأي في الكيان المؤقت يرون في ازدحامه ــ اللواء زيني ـــفي ساحات الحاخامات أمراً مقلقاً قد ينعكس سلباً على طريقة إدارته، وقيادته لمؤسسة يفترض أن مهمتها تأمين أمن كل سكان الكيان، وليست خاصة بالسهر على تأمين مصالح المستوطنين ومدارسهم الدينية. 

أما فيما يخص المناصب والمهام العسكرية التي تدرج فيها هذا اللواء، فكلها مهام نابعة، ومشتقة من مهام سلاح المشاة، وأغلبها ضمن عمل تشكيلات وفرق القوات الخاصة، الأمر الذي يعني أن لديه من المعارف والتجارب والخبرات الميدانية، في مجال تشغيل القدرات البشرية والمادية ذات المهام الخاصة؛ ما سينعكس حكماً على طريقة تشغيل ما تحت سلطته، وضمن صلاحياته من فرق وإدارات عمل تتبع جهاز الشاباك. إلّا أن أهم المهام التي نعتقد أنها ستترك أثراً على طريقة عمله، هي مهمته عندما كان ركناً لعمليات المنطقة الوسطى في جيش الكيان، وهي المنطقة التي تقع مدن الضفة الغربية وقراها ومخيماتها ضمن صلاحية عملها، وحيث أنه كان ركناً لعمليات هذا التشكيل، فهذا يعني أنه يعرف منطقة العمليات والمسؤولية بكامل تفاصيلها؛ شارعاً شارع، وحياً حي، بل أنه يعرف كل وادي وتلة وخَلّة فيها.  

تقدير آثر المواصفات على طريقة الإدارة والإجراءات: 

بناء على ما تقدم من سرد حول صفات هذا القادم الجديد؛ الشخصية منها والفنية، فإننا نُقدّر أن هذه الصفات ستنعكس على تشغيل ما تحت إمرته من قدرات، على صورة إجراءات وتدابير أمنية وتعبوية من أهمها: 

  1. التعامل مع الموقف الأمني والتعبوي في منطقة المسؤولية والعمليات من منطلقات دينية عقدية.
  2. أثر خلفيته الدينية على آرائه، وتوجهاته، ومساهماته في صنع القرار؛ السياسي والأمني، في "كبينت" العدو المصغر. 
  3. رفع كفاءة استثمار المعلومات الأمنية في تشغيل قدرات تعبوية؛ ذاتية عضوية، أو رديفة مساندة. 
  4. رفع مستوى الاستفادة من قدرات المستوطنين، وما يملكونه من قدرات قتالية، أو حرية حركة في مساحات الجغرافيا الفلسطينية.  
  5. تحسين قدرات وخبرات ومعارف مجاميع المستوطنين المنتشرين في عرض منطقة الضفة الغربية وطولها. 
  6. رفع وتحسين مستوى التنسيق بين القدرات الأمنية (الشاباك)، والعسكرية (الجيش)، المنتشرة في منطقة العمليات أو المسؤولية. 
  7. زيادة منسوب جرئة العمليات الأمنية في منطقة العمليات أو المسؤولية. 
  8. (إغلاق) ملفات أمنية مفتوحه مع أسرى محررين، ممن هم في الداخل، أو المنتشرون في الخارج. 

الموقف الذي يتطلب المتابعة، ورصد التغييرات، على الصعيدين التعبوي والأمني، ليبنى على الشيء مقتضاه. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. 

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025