بين يدي الموضوع:
صادق مجلس وزراء الكيان المؤقت في 30 09 2025 على تعيين اللواء ديفد زيني رئيساً لجهازالشاباك/ الشين بيت"، لولاية تمتد إلى خمس سنوات، تبدأ من تاريخ المصادقة على التعيين، على أن يتولى مهامه التنفيذية في 05 10 2025، الأمر الذي تم في تاريخه، حيث التقى الرجل برئيس الكيان، ورئيس الوزراء، في مستهل توليه مهام منصبه. تأتي هذه الورقة لتقدير ما يمكن أن تتركه صفات الرجل الشخصية والمهنية، من آثار على طريقة إدارة الجهاز، وتشغيل قدراته، ضمن الصلاحيات والسلطات الممنوحة له في هذا المقام، وفي نطاق منطقة مسؤولية الجهاز وعملياته، والتي هي الأرض المحتلة عام 48، والضفة الغربية، وقطاع غزة.
الخصائص الشخصية:
الصفات المهنية والفنية:
نحن إذن أمام ضابط مشاة، تدرج في المناصب العسكرية بشكل روتيني، كما أسندت له مهام قيادية؛ ركنية وتعبوية، فضلاً عن مشاركته في تأسيس تشكيلات عسكرية ذات طابع ديني متطرف. كما أن هذا الضابط الذي يعتمر الــ(كيباه)، يأتي من خلفية إجتماعية متدينة ومحافظة، فهو سليل عائلة ــ الأب والجد والعم ــ أغلبها حاخامات، الأمر الذي جعله يرى في الحاخام يهوشوع زوكمان، أحد أتباع الحاخام تاو، ومعهده الديني "هار هامور" يرى فيه القدوة والمعلم! وفي ذات السياق؛ فإن أصحاب الرأي في الكيان المؤقت يرون في ازدحامه ــ اللواء زيني ـــفي ساحات الحاخامات أمراً مقلقاً قد ينعكس سلباً على طريقة إدارته، وقيادته لمؤسسة يفترض أن مهمتها تأمين أمن كل سكان الكيان، وليست خاصة بالسهر على تأمين مصالح المستوطنين ومدارسهم الدينية.
أما فيما يخص المناصب والمهام العسكرية التي تدرج فيها هذا اللواء، فكلها مهام نابعة، ومشتقة من مهام سلاح المشاة، وأغلبها ضمن عمل تشكيلات وفرق القوات الخاصة، الأمر الذي يعني أن لديه من المعارف والتجارب والخبرات الميدانية، في مجال تشغيل القدرات البشرية والمادية ذات المهام الخاصة؛ ما سينعكس حكماً على طريقة تشغيل ما تحت سلطته، وضمن صلاحياته من فرق وإدارات عمل تتبع جهاز الشاباك. إلّا أن أهم المهام التي نعتقد أنها ستترك أثراً على طريقة عمله، هي مهمته عندما كان ركناً لعمليات المنطقة الوسطى في جيش الكيان، وهي المنطقة التي تقع مدن الضفة الغربية وقراها ومخيماتها ضمن صلاحية عملها، وحيث أنه كان ركناً لعمليات هذا التشكيل، فهذا يعني أنه يعرف منطقة العمليات والمسؤولية بكامل تفاصيلها؛ شارعاً شارع، وحياً حي، بل أنه يعرف كل وادي وتلة وخَلّة فيها.
تقدير آثر المواصفات على طريقة الإدارة والإجراءات:
بناء على ما تقدم من سرد حول صفات هذا القادم الجديد؛ الشخصية منها والفنية، فإننا نُقدّر أن هذه الصفات ستنعكس على تشغيل ما تحت إمرته من قدرات، على صورة إجراءات وتدابير أمنية وتعبوية من أهمها:
الموقف الذي يتطلب المتابعة، ورصد التغييرات، على الصعيدين التعبوي والأمني، ليبنى على الشيء مقتضاه. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.