واي نت
ترجمة حضارات
ايتمار ايخنر ،عيناف حلبي
تطالب حركة حماس بالإفراج عن 250 سجينًا محكومًا بالمؤبد، لكن إسرائيل تُصرّ على أن القائمة لن تتغير، وتُقدّر أن الاتفاق لن ينهار. عاد أكثر من نصف مليون فلسطيني إلى شمال غزة، فيما بدأت حماس بنشر عناصرها الأمنية، وتعيين قادتها كمحافظين، وملاحقة "المطلوبين": "سننتقم من المتعاونين".
مرّ أكثر من يوم على توقيع وقف إطلاق النار، وما زال الجدول الزمني لتبادل الأسرى غير واضح. تُقدّر إسرائيل أن إطلاق سراح الرهائن سيبدأ يوم الاثنين، ربما في ساعات الصباح الباكر، لكنها تستعد أيضًا لاحتمال أن تُبادر حماس بذلك يوم الأحد، لإتاحة الوقت لإتمام العملية قبل أو قرب وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البلاد.
في غضون ذلك، صرّح مسؤول كبير في حماس بأن نزع سلاح الحركة – أحد الشروط الأساسية للاتفاق – "أمر غير وارد"، وقد بدأ آلاف العناصر المسلحة بالانتشار في أنحاء غزة.
غضب حماس من قائمة الأسرى
أعربت حماس عن غضبها لأن 195 فقط من أصل 250 سجينًا سيتم الإفراج عنهم هم من المحكومين بالمؤبد. ورغم احتجاجها، تُصرّ إسرائيل على أن القائمة نهائية، ومتفق عليها مع الوسطاء، ولا يمكن تعديلها.
وقال مسؤول فلسطيني كبير لهيئة الإذاعة البريطانية إن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف طلب منه إثارة مطلب إطلاق سراح سبعة سجناء كبار، بينهم أحمد سعدات ومروان البرغوثي، لكن إسرائيل رفضت بشدة.
في هذه المرحلة، لا يبدو أن الخلاف حول هوية الأسرى سيؤدي إلى تعطيل الاتفاق، رغم وجود أصوات متطرفة داخل حماس تدعو إلى "تفجير كل شيء". ومع ذلك، فإن معظم الأسرى أبلغوا عائلاتهم بقرب الإفراج، مما يُقلل من احتمالات التصعيد.
قد تحدث تغييرات طفيفة في القائمة، كما في صفقات سابقة، إذا رفض أحد الأسرى الترحيل، وفي هذه الحالة سيتم استبداله بسجين آخر تمت الموافقة عليه مسبقًا.
نزع السلاح: رفض قاطع
صرّح مسؤول في حماس لوكالة الأنباء الفرنسية، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن "نزع سلاح حماس"، وهو جزء أساسي من خطة ترامب، "غير قابل للتفاوض". وأضاف: "سلاحنا مشروع، وسيبقى ما دام الاحتلال قائمًا".
ورغم هذا التصريح، تُقدّر إسرائيل أن حماس ستبذل جهدًا لإنجاح الاتفاق، تحت ضغط الولايات المتحدة والدول الإسلامية. وتشير مصادر مطلعة إلى أن حماس التزمت حتى الآن، وإن كان ذلك عبر استنزاف متعمد، ونفذت ما وعدت به.
استعدادات إسرائيلية
تلقت عائلات المختطفين في إسرائيل اتصالات من ضباط المخابرات لتقييم الحالة الصحية لأحبائهم. وبما أن بعض المختطفين المتوفين لم يُعثر عليهم بعد، ستبدأ قوة مهام دولية بالتحرك لتحديد مواقعهم، تضم الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر وإسرائيل.
من المتوقع أن يعود المختطفون العشرون الأحياء في حالة صحية معقدة بعد عامين من الأسر، وتستعد إسرائيل لإجلائهم فورًا إلى المستشفيات، مع وجود أطباء لاتخاذ قرارات عاجلة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الشرق" السعودية، سيتم تسليم المختطفين الأحياء دفعة واحدة إلى الصليب الأحمر يوم الاثنين.
المساعدات والوجود الأميركي
تطالب منظمات الإغاثة الإنسانية إسرائيل بفتح معابر إضافية لإدخال المساعدات إلى غزة. وقد وصل 200 جندي أميركي إلى إسرائيل للمساعدة في إنشاء مركز تنسيق يُعنى بالقضايا المتعلقة بغزة، حتى يتم تشكيل حكومة دائمة هناك.
من المتوقع أن يزور الرئيس ترامب مصر يوم الاثنين، للمشاركة في حفل توقيع رمزي للاتفاق، بحضور عدد من القادة الأوروبيين، دون دعوة أي مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى.
إعادة انتشار حماس
أعلن الدفاع المدني التابع لحماس عن عودة أكثر من نصف مليون شخص إلى شمال غزة منذ بدء وقف إطلاق النار. وأفاد محمود باسل، المتحدث باسم الدفاع المدني، أن "أكثر من 500 ألف شخص عادوا بين أمس واليوم".
في الوقت نفسه، أعادت حماس نحو 7000 عنصر أمني إلى المناطق التي أخلاها الجيش الإسرائيلي، وعيّنت خمسة محافظين جدد، جميعهم من خلفيات عسكرية، بعضهم قاد ألوية مسلحة سابقًا.
وأبلغت حماس عناصرها بوجود "تعبئة عامة" لتطهير غزة من "الخارجين عن القانون والمتعاونين مع إسرائيل".
تصعيد داخلي محتمل
قال مسؤول في حماس بالخارج: "لن نترك غزة تحت رحمة اللصوص والميليشيات المدعومة من إسرائيل". وأضاف: "سلاحنا موجود لمقاومة الاحتلال، وسيبقى".
وفقًا لوثائق وزّعت من غزة، بدأت حماس بالفعل بمعاقبة "المتعاونين" بوحشية. وأفادت شبكة القدس التابعة للحركة أن 17 مطلوبًا اعتُقلوا، بينهم نائب قائد ميليشيا شمال غزة.
دعا مسؤولون أمنيون إسرائيليون إلى حماية هذه الميليشيات، التي قاتلت حماس وفقدت حماية الجيش بعد وقف إطلاق النار.
قال ضابط أمن فلسطيني متقاعد إنه يخشى من تفاقم الوضع وتحوله إلى جولة جديدة من سفك الدماء الداخلي. وأضاف: "حماس لم تتغير، ولا تزال تؤمن بالعنف كوسيلة للحفاظ على سلطتها".
اشتباكات عشائرية
في اشتباك وقع قبل يومين بين عناصر حماس وعائلة أبو وردة في ميناء غزة، قُتل ثلاثة من عناصر الحركة واثنان من أفراد العائلة، وجُرح العشرات.
كما أُبلغ عن اشتباكات جنوب القطاع بين وحدة "سهم" التابعة لحماس وعائلة المجايدة في خان يونس، قُتل فيها أكثر من 22 عنصرًا من الحركة.
تسعى حماس إلى منع التنقل واستعادة السيطرة على المناطق، لكن قوة العشائر تكمن في قدراتها الاقتصادية وامتلاكها للسلاح. وتُعتبر المواجهة مع العشائر الكبرى "الحرب الحقيقية"، وهي مزيج من أزمة قيادة وتهديدات داخلية قد تُفضي إلى موجة عنف جديدة في غزة خلال الأشهر المقبلة.
زيارة ويتكوف وإعادة الانتشار
أجرى رئيس الأركان اللواء إيال زامير جولة ميدانية في غزة برفقة ويتكوف، جاريد كوشنر، الأدميرال براد كوبر، واللواء يانيف آسور، واللواء إيال هاريل، وقادة آخرين. ثم زاروا مجمع العائدين في قاعدة رعيم، واطّلعوا على استعدادات الجيش.
عقد قائد القيادة المركزية ورئيس الأركان جلسة مشتركة مع كبار قادة الجيش، ناقشوا فيها الوضع العملياتي واستعدادات الجيش على خطوط الانتشار الأخيرة في غزة، وفقًا لمخطط وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن.
تُجري إسرائيل اتصالات مستمرة مع القيادة المركزية الأميركية لتخطيط وتنفيذ الاتفاق، بما يُمكّن من الحفاظ على أمن الدولة. ويُعد هذا الاجتماع تعزيزًا إضافيًا للعلاقة الاستراتيجية بين الجيشين.
عند مغادرتهم غزة، خاطب قائد لواء غولاني، العقيد س، مقاتليه: "محطات غولاني هنا من الطراز الأول – أنتم جيل النصر، أبطال الجندية والمجد. بفضلكم يعود المختطفون إلى ديارهم، وبفضلكم هزمنا حماس".