معاريف
آفي أشكنازي
ترجمة حضارات
يُشير فرع الاستخبارات والقيادة الشمالية إلى خطوة خطيرة من حزب الله لإعادة بناء قوته بدعم من إيران، ويُعلن جيش الدفاع الإسرائيلي الآن استعداده لجميع الاحتمالات.
من أهم الدروس التي استخلصتها إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أنها لا يجب أن تعيش على حدودها شمالاً أو شرقاً أو جنوباً أو في منطقة محاصرة، كيان معادٍ يُبني قدرات عسكرية قد تُهدد، يوماً ما، دولة إسرائيل ككل أو أجزاء منها. على هذا الأساس، تدخّل جيش الدفاع الإسرائيلي في عملية "سهام الشمال" لهزيمة حزب الله في لبنان وحرمانه من قدراته الهجومية.
مع ذلك، في الأسابيع الأخيرة، وبتشجيع ودعم كبير من إيران، رصد فرع الاستخبارات والقيادة الشمالية تحركاتٍ لحزب الله في لبنان، يتوسع نشاطه في عدد من مناطق البلاد، فهو يبني منظومة دفاعية شمال الليطاني، وأنظمة دفاعية في غور الأردن وجنوب بيروت؛ ويعمل على إعادة بناء قوات رضوان؛ ويحاول استخراج واستخدام أسلحة مدفونة في مخابئ قصفها جيش الدفاع الإسرائيلي.
يجدر بنا أن نقرأ بعناية كلام رئيس المجلس الإقليمي ميتا آشر، موشيه دافيدوفيتش: "يواصل حزب الله انتهاك قرارات الأمم المتحدة والتسلح بشكل خطير، مُضرًّا بالاستقرار الإقليمي وأمن مواطني الشمال، لقد عاد سكان الشمال إلى ديارهم منذ زمن طويل، ولا يمكننا أن نسمح، بعد عامين من الحرب، والتي دخلنا خلالها أخيرًا في فترة نمو وإعادة إعمار، بأن نجد أنفسنا مجددًا في خوف يومي مما يحدث على الحدود".
لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لحزب الله بمحاولة استعادة قوته، لقد ازدادت قوته بشكل ملحوظ مقارنةً بما كانت عليه في نهاية عملية "سهم الشمال" قبل نحو عام، وتشير التقديرات إلى أن حزب الله يمتلك حاليًا آلاف الصواريخ.
من الواضح لإسرائيل أن مبدأها هو عدم السماح بتعزيز أي قوة عسكرية معادية داخل حدودها، أصبح من الواجب الاستعداد لجميع الاحتمالات، يعمل جيش الدفاع الإسرائيلي على تعزيز قوته بعد عامين من الحرب؛ كما أنه مطالب بإغلاق مسرح العمليات في غزة مع الأمريكيين.
إن الجانب الآخر يحاول خلق تحرك مزدوج: فهو من ناحية يتسلح ويتدرب ويبني قوته؛ ومن ناحية أخرى يحاول أن يفعل ذلك بخطوات سرية قدر الإمكان، خوفاً من عمل إسرائيلي عدواني يمكن أن يغير ما تبقى من وضعه العسكري داخل لبنان.