ما الذي طلبناه؟ فقط أن نتمكّن من ممارسة التعذيب بهدوء، دون أن يعلم العالم بذلك أو يجعلنا نشعر بعدم الراحة.

المصدر: هارتس

ترجمة حضارات 

الكاتب: يوآنا غونن

قنوات الدعاية الرسمية المموّلة بسخاء من أصحاب رؤوس أموالٍ كرماء مستعدة دائمًا لقطع البث دراميًا والانتقال مباشرة إلى مؤتمر صحفي لمجموعة من الحراس المتهمين بالتعذيب، وكأن الأمر حدث وطني طارئ، وليس مجرد خمسة سجّانين متهمين بارتكاب اعتداءاتٍ وحشية يقرأون تصريحاتٍ كتَبها لهم خبراء علاقات عامة.

ظهر أحد المتهمين مغطّى الوجه، وقال بغضب: «بدلًا من عناقٍ حصلنا على اتهامات، وبدلًا من شكرٍ حصلنا على صمتٍ». حقًا، يا للعار. إلى أين وصلنا إذا لم يعد بإمكان جنودنا طعنَ فلسطيني في مؤخرته دون أن يشعر العالم بالحرج؟

واصل المتهم خطابه بنبرة البطولة: «حاولتم كسرنا، لكنكم نسيتم شيئًا واحدًا: نحن قوة 100. 

والجميع يعلم: قوة 100 لا تُكَسَر — قوة 100 هي التي تكسر الآخرين، ثم تجرّهم على الأرض، وتدوس عليهم، وتسحق أضلاعهم، وتتأكّد من أن كل ذلك يبقى مخفيًا.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025