i24NEWS
"عشرات الآلاف من أبناء الطائفة العلوية يخرجون عن صمتهم احتجاجًا على الممارسات الطائفية وسط استعدادات أمنية لتقييد التحركات الشعبية"
-
شهدت محافظات طرطوس واللاذقية وحمص وحماة اليوم الثلاثاء، خروج عشرات الآلاف من أبناء الطائفة العلوية في مظاهرات واعتصامات احتجاجية سلمية تلبية لنداء الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، مطالبة باللامركزية السياسية، والإفراج عن الموقوفين، ووقف الممارسات الطائفية التي استمرت على مدى عام وأرهقت أبناء الطائفة.
ووفقاً لما وثقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد خرج المحتجون في 42 نقطة تظاهر موزعة بين المدن الرئيسية والمناطق الريفية، شملت طرطوس وريفها، ومدينة بانياس، واللاذقية وريفها، ومدينتي جبلة والقرداحة وريفهما، وريف محافظتي حماة وحمص. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالفيدرالية ووقف الانتهاكات الطائفية والإفراج عن المعتقلين، فيما اعتبر مراقبون أن هذه المظاهرات تمثل تحركاً غير مسبوق داخل بيئة الطائفة العلوية منذ سنوات، ويعيد إلى الأذهان مشاهد احتجاجات عام 2011.
مظاهرات للعلويين في الساحل السوري social networks
وأوضحت مراسلة تلفزيون سوريا أن الأهالي قدموا من أرياف المحافظات ومن داخل المدن، وتجمعوا في أماكن عدة مثل دوار الزراعة في اللاذقية ودوار الأزهري، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار قوات الأمن الداخلي التي طوقت مواقع التظاهر بالكامل، في محاولة لتأمين حماية المتظاهرين والمواطنين.
وتعرض تمثال الشيخ صالح العلي الواقع في ساحة محافظة طرطوس لأعمال تخريب، حيث قام مجهولون برفع شعارات تحمل طابعًا طائفيًا على التمثال، في خطوة أثارت استياء واسعًا بين أهالي المدينة.
مصادر محلية أفادت بأن الجهات المسؤولة عن الساحة تحقّق في الحادث لتحديد الجناة وإزالة الشعارات فورًا، في حين انتشرت صور التمثال المخرب عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما أثار موجة غضب واسعة بين المواطنين الذين اعتبروا الواقعة إهانة لتراث طرطوس التاريخي ولرموز المقاومة الوطنية.
يُذكر أن الشيخ صالح العلي يُعد من أبرز الشخصيات الوطنية في تاريخ سوريا، ويمثل رمزية مهمة في مواجهة الاستعمار والدفاع عن القيم الوطنية، ما يجعل تخريب تمثاله خطوة استفزازية تمس مشاعر السكان المحليين.
وأصدر الشيخ غزال غزال بياناً مصوراً دعا فيه أبناء جميع الطوائف في سوريا إلى الاعتصامات السلمية لوقف آلة القتل ومواجهة الإرهاب، مؤكداً أن الطائفة العلوية لم تُعر يوماً الانتماء الطائفي وزناً، وأن مطالبها تتمثل في الفيدرالية واللامركزية لضمان حقوق جميع المكوّنات بعيداً عن الترهيب. ووجه غزال اتهامات للسلطة السورية المؤقتة باستخدام المكوّن السنّي أداةً في سياساتها، وإطلاق عبارات تحريضية ضد المعارضين للسلطة.
وفي سياق متصل، كشف المرصد السوري عن معلومات خاصة تشير إلى تحركات غير اعتيادية داخل أروقة الدولة السورية، تتعلق بتحشيد قوات أمنية وعسكرية في الساحل، وسط مخاوف من اتساع رقعة الاحتجاجات وخروجها عن السيطرة، في خطوة يُعتقد أنها تهدف إلى قمع الانتفاضة العلوية المتصاعدة.
وتستمر المظاهرات رغم الانتشار الأمني المكثف، فيما أشارت المصادر إلى أن القوى الأمنية انتشرت أيضاً على دوار هارون في اللاذقية وعلى دوائر السادات في طرطوس، لضمان الاستقرار وحماية المواطنين والمرافق العامة، بينما عملت ورشات حكومية على إزالة أي مخلفات للشغب وضمان عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً في المدن والريف.