هدنة هشة وإسرائيل تستعد
ايتمار ايشنر ـ يديعوت

اجتمع رئيس المخابرات المصرية، حسن رشاد، ورئيس المخابرات التركية، إبراهيم قالن، ورئيس الوزراء القطري، محمد آل ثاني، في القاهرة اليوم (الثلاثاء)، وناقشوا الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتكثيف الجهود المشتركة في هذا الشأن، بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وأفادت وكالة رويترز ووسائل إعلام عربية، بالاتفاق على "مواصلة وتعزيز التنسيق مع القيادة المركزية الأمريكية"، ومناقشات تناولت، من بين أمور أخرى، "الرد على الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق".

في الوقت نفسه، أعربت مصادر مطلعة عن تشاؤمها إزاء التقدم في المرحلة التالية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرةً إلى وجود حالة من الجمود والصعوبة الأمريكية في إنشاء قوة الاستقرار الدولية (ISF)، المقرر نشرها في قطاع غزة "في اليوم التالي".

وقدّرت المصادر أن "عدم إنشاء القوة سيؤخر نزع سلاح حماس، وفي النهاية لن يكون هناك مفر من اضطرار إسرائيل إلى تفكيك حماس بنفسها، الأمر معقد للغاية، والحركة لا تُثير أي ضجة بشأن نزع سلاحها".

وبحسب المصادر، "يواجه الأمريكيون صعوبة في تشكيل قوة الاستقرار، وكان من المفترض أن تبدأ عملها بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، لكنها الآن عالقة، ليس فقط لعدم وجود أي دولة تُعرب عن استعدادها للانضمام إلى القوة، بل لانسحاب دول سبق أن وافقت على المشاركة فيها، مثل أذربيجان التي جمدت حتى الآن نيتها في المشاركة في الآلية بسبب الضغط التركي، هناك شعور بأن القوة لا تتشكل".

وأضافت المصادر: أن الدولتين اللتين تحاولان ملء الفراغ الحالي في القطاع هما تركيا وقطر، اللتان اجتمع كبار مسؤوليهما في مصر اليوم، وهما تُنسقان مع الولايات المتحدة، "إسرائيل لا تُحب هذا، لكن تخشى أن يُفرض عليها التدخل التركي والقطري في غياب قوة أخرى تدخل غزة".

في الوقت نفسه، ذكرت المصادر أنه كلما اقترب موعد عودة جميع المدنيين المختطفين، ازداد التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن المرحلة الثانية من خطة ترامب.

وحسب قولهم، فإن الأمريكيين لا يسمحون لإسرائيل بفرض عقوبات على حماس في هذه المرحلة، ولذلك "تشعر حماس بأن لديها الوقت الكافي لعودة المدنيين، وهي تعمل على تمديدها".

تزعم إسرائيل أن حماس تنتهك التزامها بالاتفاق الذي قاده ترامب، لكنها المدعومة من تركيا وقطر، تدّعي عكس ذلك تمامًا.

وقدّرت المصادر أن "الولايات المتحدة تفقد صبرها تدريجيًا، وقد نشهد ضغطًا أمريكيًا على إسرائيل في هذا الصدد".

ووفقًا لتقرير رويترز، وكما ذُكر، ناقش كبار المسؤولين من قطر وتركيا ومصر "التغلب على جميع الانتهاكات في غزة لضمان ترسيخ الاتفاق"، مع التركيز على "الرد على الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل".

أعلن الجيش الإسرائيلي مساء أمس القضاء على خمسة مقاومين آخرين كانوا يختبئون في أنفاق برفح، حيث كانوا "محاصرين" بعد وقف إطلاق النار على الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر.

وأكد الجيش أن "الضغط شرق رفح مستمر"، في حين نقلت حماس والجهاد الإسلامي إلى إسرائيل نعشًا يحمل جثة مختطف، سيتم فحصها في معهد الطب الشرعي.

في غضون ذلك، أفادت مصادر دبلوماسية بأنه من غير الواضح مصير قوات الأمن الإسرائيلية، وحسب هذه المصادر، تُبلغ الولايات المتحدة جميع الدول المشاركة في الاتفاق بالتزامها به والعمل على تنفيذه، وأن هذه الدول ستتمكن من تقديم المساعدة من وراء الكواليس، ليس فقط بإرسال جنود إلى قطاع غزة، بل أيضًا من خلال دعم المقر الرئيسي في كريات غات، سواءً بالدعم اللوجستي أو المالي.

ومع ذلك، أكدت المصادر أن الأمريكيين ما زالوا يبحثون عن دول، توافق على إرسال جنودها إلى قطاع غزة.

التوترات في الشمال

سيصل مايك والز السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة ومستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، إلى إسرائيل مطلع الشهر المقبل في زيارة.

ويُعتبر والز من أبرز الداعمين لإسرائيل في الإدارة الحالية، وهذه أول زيارة له إلى البلاد بصفته سفيرًا لدى الأمم المتحدة، وتُولي إسرائيل أهمية كبيرة لهذه الزيارة، بهدف إطلاع والز على الوضع في القطاع الشمالي، وجمعه مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين.

ويصل والتز إلى إسرائيل برفقة السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس إسحاق هرتسوغ، ووزير الخارجية جدعون ساعر.

وشهدت الساحة الشمالية تصعيدًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، مع تزايد الهجمات الإسرائيلية على لبنان، وبلغت ذروتها أول أمس، عندما اغتالت إسرائيل الرجل الثاني في حزب الله، ورئيس أركانه بالإنابة، علي حياة طبطبائي، ولم يردّ حزب الله على عملية الاغتيال حتى الآن، ويبدو أنه يمرّ بأزمة خانقة نظرًا للضربات القاسية التي تلقّاها في حربه ضد إسرائيل العام الماضي، وفي ضوء قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم أن طباطبائي شغل مناصب عديدة في حزب الله، لكنه أكد على أهميته في جهود المنظمة لعدم نزع سلاحها، مدعيًا أن الأسلحة ضرورية لحزب الله "لحماية سيادة لبنان".

ووفقًا للتقرير، فقد ساعد في تجنيد مقاتلين في قوة الرضوان ليحلوا محل من قضوا في القتال مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه وضع أساليب عمل لصراع مستقبلي.

ومن بين أمور أخرى، أمر عناصر المنظمة بالعمل في وحدات حرب عصابات صغيرة لزيادة فرص نجاتهم في القتال ضد الجيش الإسرائيلي، وعمل على تطبيق أسلوب عمل يقوم بموجبه قادة القوة بتدريب من يحل محلهم في حال قضوا عليهم.

يتناقش التنظيم حول كيفية التصرف الآن، بعد الاغتيال، وصرح مصدر مقرب من حزب الله لوكالة الأنباء الفرنسية أمس أن "هناك رأيين متعارضين داخل التنظيم، هناك من يريد الرد على الاغتيال، وهناك من يفضل تجنبه، في الوقت الحالي، تفضل قيادة التنظيم المسار الدبلوماسي".

على أي حال، يستعد الجيش الإسرائيلي لشن عملية إذا لزم الأمر في لبنان لردع حزب الله وتدمير قدراته.

مرّ عام على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال، ورغم أن جزءًا من الاتفاق كان نزع سلاح حزب الله بما في ذلك من قبل الجيش اللبناني، إلا أن ذلك لم يُنفّذ عمليًا بعد، ويُدرك الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل تقترب من أكبر اختبار لها لسياسة "الاحتواء الصفري"، التي اعتمدتها عقب مجزرة 7 أكتوبر/تشرين الأول.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025