(منصّات إخبارية إسرائيلية)
لِهي غوردون
وصل اليوم (الأربعاء) عِيدان ألكسندر، الناجي من الأسر، مرتدياً زيّ الجيش الإسرائيلي إلى فعالية أُقيمت في موقع مهرجان نوفا في غلاف غزة. وهو قريب من المكان الذي عاش فيه جحيماً لا يوصف لأكثر من سنة ونصف، وأرسل رسالة إلى المسلّحين في قطاع غزة. قال موضحاً قرارَه بالعودة للخدمة: "كنت هناك سنة و7 أشهر، وقلت لنفسي: لا يمكن أن أمرّ بكل هذا المسار — الوصول إلى إسرائيل، التجنّد، الذهاب إلى وحدة نخبوية لمدة 10 أشهر — ولا أكمل السنتين و8 أشهر، وربما أكثر". وكان قد أعلن قراره بالعودة للخدمة قبل أكثر من شهرين.
قال ألكسندر: "أحتاج إلى إغلاق الدائرة". وأضاف، وقد أُطلق سراحه في مايو الماضي ضمن صفقة منفصلة قادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "جمعت معرفة من هناك. أعرف اللغة، أعرف ثقافتهم، أعرف الكثير عن هؤلاء الشياطين. يجب أن أستغل كل هذا وأعود. وأنا الآن هنا بالزي العسكري".
وأشار إلى أنها المرة الأولى منذ عودته للخدمة التي يكون فيها بالزي العسكري قرب المكان الذي تحوّل بالنسبة له إلى أسوأ كابوس شخصي. وقال: "هذا ما أردته. أردتُ أن يروني، أنني لن أنكسر أبداً. وأنني سأردّ لهم الجميل. أعطيتموني جحيماً؟ سأعيده لكم جحيماً. هذا كل ما لديّ لأقوله".
في مقابلة مع مجلة "لايشا" في سبتمبر، بعد أن أعلن عودته للخدمة، قالت والدته ياعيل إنها تفاجأت. "لم أتوقع ذلك، لكنه راضٍ عن قراره. إذا جاء القرار منه فأنا أؤيده. آمل أن يساعده ذلك على شفاء نفسه. لقد وقّع للعودة إلى الجيش ويعرف أي وحدة سينضم إليها، وهذا غير قابل للنشر حالياً".
عِيدان ألكسندر، صاحب جنسية مزدوجة، نشأ في الولايات المتحدة، وفي سن 18 صعد إلى إسرائيل للتطوع في الخدمة العسكرية ضمن لواء غولاني. عاش في إسرائيل في منزل جدّيه في تل أبيب وفي كيبوتس حتسور الذي استضاف مجموعة الجنود التي جاء معها. خُطف صباح 7 أكتوبر، في السبت الذي لم يكن مطلوباً منه أن يبقى فيه في القاعدة.
في صباح الهجوم، عُرض على ألكسندر ألا يبقى في القاعدة لأن والدته كانت تزور البلاد، وكجندي وحيد كان يستحق إجازة خاصة للبقاء معها. لكنه اختار البقاء حتى لا يقع عبء الحراسة على أصدقائه. عندما بدأت الهجمة، تمكّن من التحدث مع والدته، وقال لها إن شظية أصابت خوذته وإنه بخير. أُطلق سراحه من الأسر قبل نحو نصف عام كـ"بادرة حسن نية" من حماس تجاه الرئيس ترامب، على أمل استئناف المفاوضات وإنهاء الحرب.
خلال فترة أسره، نجا عِيدان من قصف استهدف الموقع الذي كان فوق النفق الذي احتُجز فيه. انهار جزء من فتحة النفق ذلك اليوم، وتعرّض لإصابات في كتفه ويديه أثناء محاولته الخروج من تحت الأنقاض. "اعتقدت أن هذا هو النهاية. نجوت بطريقة ما، بمعجزة، لمدة سنة ونصف، لكن الآن انتهى الأمر، سأختنق هنا داخل النفق"، قال سابقاً.
في إحدى المرات التي نُقل فيها بين مواقع مختلفة — منازل، مساجد، خيام، وأنفاق — اقتاده أحد خاطفيه إلى مدخل النفق الذي احتُجز فيه. لم يكن ألكسندر محلوقاً، وكان يرتدي ملابس غزية عادية، وأُجبر على ارتداء قبعة لإخفاء هويته عن السكان المحليين. ارتدى المسلح زيّ امرأة. عندما خرجا من النفق، كانت بانتظارهما عربة فارغة مربوطة بحمار. صعدا عليها، وأُعطي ألكسندر حبال الحمار حتى لا يبدو أن "المرأة" هي التي تقود العربة.
احتُجز عِيدان في قطاع غزة إلى جانب قادة كبار في حماس، من بينهم يحيى السنوار وأفراد من عائلته. ووفق التقديرات، استُخدم كدرع بشري. كما أراد التنظيم إبعاده عن مواقع يمكن أن تتعرض لهجمات، وتقدّر إسرائيل أن وجوده مع قياديين كان أيضاً بهدف منع إصابته بالخطأ باعتباره مواطناً أميركياً.