صحيفة معاريف
آنا برسكي
في نقاش مغلق للجنة الخارجية والأمن الذي عُقد أمس (الثلاثاء) في الكنيست، كشف وزير الخارجية جدعون ساعر أنّه خلال الأشهر الأخيرة تُجرى محادثات لبحث ترتيب أمني محتمل مع سوريا. شدّد ساعر على أنّ إسرائيل معنية بدراسة تسوية، لكن فقط بشروط تضمن أمنها وقدرتها على العمل على طول الحدود الشمالية.
قال ساعر في الجلسة: "أُجريت محادثات للتوصل إلى ترتيب أمني مع سوريا. نودّ التوصل إلى تسوية معهم – لكن بشروطنا. يجب أن نكون قادرين على منع التهديدات قرب الحدود. لذلك وجودنا في النقاط مهم جداً. لن نتنازل عن السيطرة على المناطق المسيطرة في أيّ اتفاق أمني. قمة جبل الشيخ تُشرف على سوريا وكذلك على لبنان".
تفيد تصريحات ساعر بأنّ أيّ صيغة مستقبلية يجب أن تشمل استمرار السيطرة الإسرائيلية على نقاط الارتفاع الإستراتيجية – وعلى رأسها جبل الشيخ – التي تُعدّ عنصراً أساسياً في قدرة الجيش الإسرائيلي على الإنذار والردّ في الشمال. وأشار مشاركون في النقاش إلى أنّ موقفه يعكس خطاً سياسياً–أمنياً واضحاً، مفاده أنّ إسرائيل لن توافق على تغييرات إقليمية تُقيّد حرية عملها أمام التهديدات في الساحة السورية واللبنانية.
عُقد النقاش السري على خلفية توتّر متصاعد على طول الحدود مع سوريا. فمنذ التغييرات في الحكم بدمشق واستمرار تمركز الميليشيات الموالية لإيران جنوب البلاد، تنفّذ إسرائيل ضربات متكررة ضدّ أهداف عسكرية سورية ولوجستية مرتبطة بتنظيمات معادية. تهدف هذه الضربات إلى منع نقل أسلحة دقيقة وتقليص انتشار قوات تهدّد هضبة الجولان.
بالتوازي، تُجرى خلال الأشهر الأخيرة اتصالات هادئة بدعم أميركي، في محاولة من واشنطن لتثبيت الساحة وتقليل الاحتكاك بين القدس ودمشق. في إطار هذا الجهد الأميركي تُعقد محادثات دبلوماسية مع الطرفين، بهدف بحث خطوات قد تُفضي إلى ترتيب أمني محدود على الحدود – صيغة تتركّز في تقييد القوات السورية الثقيلة قرب خط الحدود وتقليل الضربات الإسرائيلية داخل سوريا.
رغم الاهتمام المتزايد بالساحة الشمالية، يوضح مسؤولون إسرائيليون أنّ الحديث يدور عن محادثات أولية فقط وأنّه لا يوجد أي تقدّم حقيقي نحو اتفاق. وتؤكّد إسرائيل أنّ أي صيغة مستقبلية ستُبحث فقط وفق احتياجات الأمن، وأنّ استعدادها للتسوية مشروط بقدرتها على الحفاظ على تفوّق إستراتيجي في الميدان.