أربعة قتلى وثلاثة جرحى في هجوم إسرائيلي على عنصر من حزب الله في كفر رمان جنوب لبنان. وحذّر السفير الأمريكي في أنقرة، الذي يشغل أيضًا منصب المبعوث الخاص إلى سوريا ولبنان، من أنه "لا وقت لإضاعته"، وحثّ القيادة في بيروت على التحرك بسرعة أكبر لنزع سلاح حزب الله: "قد تردّ إسرائيل"، كما أعلن: "لن تكون هناك حرب بين إسرائيل وتركيا".
وبدورها علنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء أمس (السبت)، استشهاد أربعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف سيارة في قرية الرومان جنوب البلاد.
وجاءت الغارة الجوية، التي استهدفت عنصرًا من حزب الله، بعد ساعات من تصريح السفير الأمريكي في تركيا، توماس باراك، الذي يشغل أيضًا منصب المبعوث الخاص إلى لبنان وسوريا، في مؤتمر عُقد في المنامة، البحرين، بأن حزب الله لا يزال يمتلك قوة كبيرة تُقدر بنحو 40 ألف عنصر، بالإضافة إلى ما بين 15 و20 ألف صاروخ وقذيفة.
ووفقًا لباراك، يتقاضى الجندي في الجيش اللبناني 275 دولارًا، بينما يتقاضى "جندي" حزب الله 2200 دولار، أي ما يقارب عشرة أضعاف.
باراك، الذي قال هذه التصريحات للتأكيد على مدى جسامة التحدي المتمثل في نزع سلاح حزب الله، أضاف: أن "لبنان دولة فاشلة. ليس لديه بنك مركزي، والنظام المصرفي مُدمر. الكهرباء مقطوعة، والناس يعتمدون على مولدات خاصة، وهناك حاجة أيضًا إلى موردين من القطاع الخاص لتوفير المياه والتعليم، الدولة هي حزب الله، الذي يوفر المياه والتعليم في الجنوب".
وبحسب باراك، بالمقارنة مع حزب الله، يمتلك الجيش اللبناني حوالي 60 ألف جندي، وسيارات جيب قديمة، وبنادق AK-47.
وتساءل: "ماذا يحدث هنا؟".
وتابع: إسرائيل تواصل مهاجمة لبنان يوميًا لأن أسلحة حزب الله لا تزال موجودة، وحثّ القيادة اللبنانية على التحرك بسرعة أكبر لنزع سلاح حزب الله.
وأردف: لا تزال آلاف الصواريخ في جنوب لبنان تهدد إسرائيل، ومن غير المنطقي غياب الحوار بين البلدين، ليس لدى لبنان وقت ليضيعه، يجب عليه تركيز أسلحته. قد ترد إسرائيل في لبنان وفقًا للتطورات.
السفير، الذي يشغل أيضًا منصب مبعوث الرئيس دونالد ترامب للمحادثات بين إسرائيل وسوريا ومهام أخرى، تناول أيضًا دور أنقرة في وقف إطلاق النار في قطاع غزة. قائلا: "ما كان ليحدث لولاها، إن علاقة تركيا بحماس هي التي جعلته ممكنًا، أعتقد أن الاستقرار سيبقى، وأن تركيا ستشارك".
وأعلنت حماس مساء أمس أن وفدًا منها التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم.
ووفقًا لبيان صادر عن حماس، فقد عُرضت على وزير الخارجية التركي خلال الاجتماع وثائق تتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، وفقًا للحركة، بما في ذلك استشهاد 250 فلسطينيًا وعدم فتح معبر رفح.
كما ذكر بيان حماس أن خليل الحية، القيادي في الحركة في قطاع غزة، ترأس الوفد، وأبلغ فيدان التزام حماس بالاتفاق واستكمال الخطوات المتبقية، بما في ذلك إعادة المدنيين المختطفين وتشكيل لجنة مستقلة لإدارة غزة، إلى جانب الانسحاب الإسرائيلي منها.
وبحسب باراك، ورغم الشكوك والعداء بين نتنياهو وأردوغان، فإن تركيا وإسرائيل "لن تخوضا حربًا، لن يحدث ذلك".
وأضاف: "إذا استمر التقدم في غزة، فسنرى اتفاقية تجارية بين إسرائيل وتركيا".
كما أشار باراك، بحكم منصبه، إلى أنه من المتوقع أن يزور الرئيس السوري أحمد الشرع واشنطن في وقت لاحق من هذا الشهر، ويلتقي بالرئيس دونالد ترامب في حدث تاريخي آخر.
وأعرب باراك عن توقعه انضمام سوريا إلى التحالف الأمريكي ضد داعش، وستكون زيارة الشرع للولايات المتحدة الثانية له منذ توليه منصبه، بعد وصوله إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.