الهواتف المحمولة تؤخر استماع الكائنات الفضائية
موقع نتسيف نت

قضى عالم الفلك الأمريكي دان فيرتهايمر، أكثر من أربعة عقود في محاولة التنصت على الأصوات والإشارات من الفضاء، بعد تطوير تقنية تسمى SETI.

يتضمن عمل فيرتهايمر مسح الكون باستخدام تلسكوبات راديوية أرضية عملاقة، للبحث عن إشارات غريبة أو غير مفسرة؛ قد تكون نشأت في ثقافات غريبة.

قال فيرتهايمر، كبير علماء الفلك في مركز بيركلي للأبحاث، لشبكة إن بي سي نيوز: "إذا بدا الأمر وكأنه يبحث عن إبرة في كومة قش".

وأضاف: "لكن في السنوات الأخيرة، أصبح البحث عن عناصر خارج كوكب الأرض أكثر تعقيدًا، حيث إن الطلب المتزايد على خدمات الإنترنت الخلوية واللاسلكية أضر بالطيف الراديوي، مما تسبب في اضطرابات يمكن أن تشوه البيانات بشكل كبير، وتضيف ضجيجًا إلى النتائج العلمية".


تلوث الأرض

أوضح فيرتهايمر، أن الأرض أصبحت ملوثة بشكل متزايد، مضيفًا أنه "في بعض ترددات الراديو، يكاد يكون من المستحيل استخدام تقنية SETI، لأنها مليئة جدًا بأجهزة الإرسال التلفزيونية؛ وشبكات Wi-Fi؛ وترددات الهواتف المحمولة."

وبين أنه مع استمرار نمو التقنيات اللاسلكية، ستزداد المشكلة سوءًا، مما قد يعرض للخطر إحدى الطرق الرئيسية، التي يجب على العلماء من خلالها البحث عن حياة ذكية في الكون.

وأشارت الشبكة إلى أن فيرتهايمر هو أحد مؤلفي دراسة غير منشورة لباحثين صينيين، حددوا إشارة راديو أفادت عدة منافذ إخبارية بالخطأ، بأنها تتمتع بخصائص حضارة غريبة، مضيفة أن فيرتهايمر، أوضح أن الإشارة نشأت عن تداخل لاسلكي.

بدأت أبحاث SETI المركزة بجدية في الثمانينيات، وتم إدخالها في ثقافة الخيال العلمي الشعبية، في رواية "Contact" لعام 1985 لكارل ساجان، والتي تم تعديلها لاحقًا إلى فيلم عام 1997، من بطولة جودي فوستر.

إشارات الأقمار الصناعية

في الواقع، تم تصميم بحث SETI للإجابة على السؤال: هل نحن وحدنا في الكون؟، قال فيرتهايمر: إنه "في العقود التي انقضت منذ أن بدأ العلماء لأول مرة، في الاستماع إلى إشارات الفضاء، أدت التحسينات في تكنولوجيا التلسكوب ومعالجة البيانات، إلى تقدم كبير في البحث.

وأضاف: كنا نستمع إلى قناة واحدة، والآن نستمع إلى 10 مليارات قناة، تتطور التكنولوجيا والعلوم باستمرار.

ومع ذلك، فإن هذه القفزات في التكنولوجيا مصحوبة بتحديات، حيث يتم إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية في مدار أقل من أي وقت مضى، نتيجة لانخفاض تكاليف الإطلاق؛ والمواد الرخيصة لبناء المركبات الفضائية.

إن اعتماد الشركة المتزايد على الإنترنت اللاسلكي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، يعني أيضًا المزيد من المنافسة على الترددات اللاسلكية.

ونقلت الشبكة عن بول هورويتز، أستاذ الفيزياء والهندسة الكهربائية بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة، قوله: إن "الطيف لا يقدر بثمن؛ ويريد الناس المزيد والمزيد منه للأنشطة اليومية، كل هذا يعني أن الطيف الراديوي في حالة من الفوضى هذه الأيام".

بالنسبة لعلماء SETI، فإن وجود تخصيص واضح نسبيًا للقنوات، وعدم الانقطاعات في مسح الكون له قيمة كبيرة، مع ملاحظة أن التدخل البشري غير الصحيح، لا يؤدي فقط إلى بذل المزيد من الجهد للباحثين؛ ولكن يمكن أن ينتج عنه إشارات غير صحيحة بشكل متزايد.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023