دراسة بحثية تسلط الضوء على صور المقـــاومة الفلسطينية في المواقع العسكرية العربية

دراسة بحثية تسلط الضوء على صور المقـــاومة الفلسطينية في المواقع العسكرية العربية

أسهمت التحولات هائلة في مجال الاتصال والإعلام في السنوات الأخيرة إلى تغيرات كبيرة في أساليب إنتاج وتوزيع وتلقي المعلومات، أسهمت في تكوين الوعي الجمعي تجاه القضايا والموضوعات المتنوعة، والتأثير على الرأي العام. 

وكانت صورة المقاومة الفلسطينية  من أبرز القضايا التي تطفو على سطح اهتمام  المواقع العربية والعسكرية على وجه الخصوص وما تحدثه من  تغيير إيجابي أو سلبي فيها، وذلك من خلال انتقاء المعلومات، وتلوينها، والتركيز على جوانب فيها وإهمال أخري.

في هذا الصدد أعدت الباحثة فداء عوني عبيد دراسة بحثية قيمة ومهمة ترصد صورة المقاومة في المواقع العسكرية العربية بعنوان: (صورة المقاومة الفلسطينية في المواقع الالكترونية العسكرية - دراسة تحليلية مقارنة)، وقدمت لاستكمال درجة الماجستير في الصحافة من الجامعة الإسلامية، بإشراف كريم من أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية البروفيسور جواد راغب الدلو، وسط إشادةٍ كبيرةٍ في موضوع الدراسة وضرورته ودقة معالجة الباحثة لنتائجها، والتوصيات التي خلصت إليها. 

وتعد رسالة عبيد الأولى من نوعها في فلسطين إذ تطرقت إلى المواقع الإلكترونية العسكرية العربية وتقوم المواقع الإلكترونية العربية عامة، والعسكرية خصوصًا، ذهبت فيها الباحثة لتقصي صور مقاومة الاحتلال والتصدي للجريمة الصهيونية  في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتأتي هذه الدراسة للوقوف على سمات مضمون الصورة وشكلها؛ التي تناولت أحداث المقاومة الفلسطينية في المواقع العسكرية العربية، من خلال التعرف على الموضوعات التي تناولتها تجاهها، ومصادرها وشخصياتها المحورية وسمات صورتها وأدوارها، ونطاقها الجغرافي، والتعرف أيضاً على درجة اهتمامها والفنون التي استخدمتها، وأهم الخدمات التفاعلية التي صاحبتها والوقوف على جوانب الاتفاق والاختلاف بينها للوصول إلى نتائج وتعميمات تفيد في أدائها .

وهدفت الدراسة حسب عبيد أن التعرف علي طبيعة صورة المقاومة الفلسطينية في المواقع العسكرية العربية، من خلال التعرف إلى قضاياها وموضوعاتها وسماتها وصفاتها، والأدوار المنسوبة إليها، وكشفت نتائج الدراسة أن أبرز قضايا المقاومة الشعبية على نسبة (52.4%)، مقابل (29.7%) للمقاومة المسلحة والشعبية، ونسبة (17.8%) للمقاومة للمسلحة.
أوضحت نتائج الدراسة أن تقدم الصفة الوطنية في فئة صفات المقاومة بنسبة (21.9%)، وحاز دور مقاومة الاحتلال ""الإسرائيلي""، في الأدوار المنسوبة للمقاومة الفلسطينية، على نسبة (18.5%)، وجاءت طبيعة العلاقة بين فصائل المقاومة التي تقوم على التحالف بنسبة (29%).
بينت نتائج الدراسة أن الخبر الصحفي في مقدمة الأشكال الصحفية التي استخدمت في عرض موضوعات المقاومة الفلسطينية، بنسبة (46.2%)، وتصدرت الصور الموضوعية بنسبة (28.1%).
وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أبرزها:

أ‌.          حازت قضايا المقاومة الشعبية، حيث حازت على نسبة (52.4%)، مقابل (29.7%) المقاومة المسلحة والشعبية، ونسبة (17.8%) للمقاومة للمسلحة.

ب‌.       جاءت الصفة الوطنية على المرتبة الأولى في فئة صفات المقاومة بنسبة (21.9%)، وطبيعة صفة المقاومة الصفة القوية جداً بنسبة (32.3%)، وغلب دور مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الأدوار المنسوبة للمقاومة الفلسطينية بنسبة (18.5%)، والدور الايجابي للمقاومة الفلسطينية في أدوار المقاومة الفلسطينية بنسبة (40.5%)، وطبيعة العلاقة بين فصائل المقاومة تقوم على التحالف بنسبة (29%).

ت‌.       تصدرت الصور الموضوعية موضوعات المقاومة الفلسطينية في مواقع الدراسة، إذ حصلت على نسبة (28.1%)، واهتمام مواقع الدراسة في تغطية الموضوعات الخاصة بالمقاومة الفلسطينية بفن الخبر الصحفي بنسبة (46.2%).

وعلى ضوء النتائج السابقة، توصلت الباحثة إلى مجموعة من التوصيات يمكن أن تساعد ذوي الاختصاص في مواقع الدراسة، وفصائل المقاومة الفلسطينية والجهات الفلسطينية الأخرى في تعزيز صورة المقاومة الفلسطينية، وهي: 

1. تدعو الدراسة المواقع الإلكترونية العسكرية العربية إلى زيادة اهتمامها بقضايا المقاومة وصورتها؛ نظراً لما لها من أهمية في إبقاء القضية الفلسطينية حية في ضمير الأمة العربية والإسلامية.

2. عرض الموضوعات المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية بشكل موضوعي ومهني، دون التأثر بسياسة الدولة، بما لا يشوه صورة المقاومة الفلسطينية لدى القارئ العربي، من خلال التوازن في تناول قضايا المقاومة الفلسطينية وموضوعاتها.

3. حسن اختيار موضوعات المقاومة الفلسطينية المترجمة من اللغة العبرية أو اللغة الإنجليزية، ومراعاة عدم نشرها بالمصطلحات المسيئة للمقاومة الفلسطينية، والعمل على ضرورة قيام المؤسسات الإعلامية الفلسطينية على توحيد مصطلحاتها وأفعالها الخاصة بالمقاومة. 4. ضرورة تبني المواقع الإلكترونية العسكرية العربية للاتجاه المؤيد للقضية الفلسطينية، والداعم

للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال "الإسرائيلي" بحيث لا تؤثر أيديولوجيتها السياسية والفكرية

على خطابها الصحفي نحو المقاومة الفلسطينية. 5. الاهتمام أكثر بالأساليب الإقناعية العقلية وخاصة الإحصاءات والأرقام التي تؤكد الفكرة وتقنع القارئ بجدوى المقاومة الفلسطينية ومنجزاتها، وضرورة التركيز على الأساليب الإقناعية العاطفية الإيجابية في تناول وعرض قضايا المقاومة الفلسطينية كالمدح والعطاء والتضحية من أجل الدفاع عن الأرض، ونبذ السلبية منها التي تقلل من شأن وجدوى المقاومة الفلسطينية. 6. تحث الدراسة المواقع الإلكترونية العسكرية العربية على معالجة الخلل المتمثل في عدم ذكر مصدر كثير من موادها الصحفية، لأن هذا يتنافى مع المهنية ويقلل من مصداقيتها.

7. تدعو الدراسة المواقع الإلكترونية العسكرية العربية إلى التنوع في الأساليب الإقناعية التي تستخدمها للتأثير على الرأي العام، من خلال طرح الأفكار والموضوعات التي تعزز من صورة المقاومة الفلسطينية التي تتطلب مثل هذه الأساليب الإقناعية التي تقوي المواقع الإلكترونية العسكرية العربية وتعطي ميزة إعلامية لمواقع دون أخرى.

8. ينبغي على المواقع الإلكترونية العسكرية العربية عدم وصف المقاومة الفلسطينية بصفات سلبية، والتركيز على الجوانب الإيجابية في وصف طبيعة العلاقة بين فصائلها. 9. ينبغي على الإعلام الفلسطيني عامة، وإعلام المقاومة خاصة الرد بشكل منهجي على الأدوار والصفات السلبية التي تلصقها المواقع الإلكترونية العسكرية العربية بالمقاومة من خلال تكثيف خطابها الإعلامي وتوظيف جميع وسائلها الإعلامية في إيضاح صورتها وتجليتها بشكل صحيح.

10. العمل على استخدام وسائل الإبراز بشكل أكبر في موضوعات المقاومة الفلسطينية، لما لها من دور في جذب انتباه المتلقي وإثارة اهتمامه بالموضوع، وهذا يقتضي تنويع عناصر الإبراز التي تستخدم معها.

تقديم التسهيلات اللازمة للصحفيين العرب الراغبين في الحصول على المعلومات التي يريدون، واستثمار وجودهم في الأراضي الفلسطينية لفتح علاقات تعاون بين الصحفيين الفلسطينيين والعرب.

12. ينبغي على المواقع الإلكترونية العسكرية العربية زيادة اهتمامها بالأشكال التفسيرية والتحليلية عند تغطية الأحداث الخاصة بموضوعات المقاومة الفلسطينية، وعدم التركيز على الشكل الخبري، والاكتفاء بنقل الحدث كما هو دون توضيح وتحليل، مع مراعاة التنويع في استخدام الفنون الصحفية وخاصة التحقيق الصحفي والقصة الخبرية، لأن لكل فن جمهوره، كما أن قضية المقاومة تحتاج إلى كل هذه الفنون.

13. تدعو الدراسة مديري ورؤساء تحرير المواقع الإلكترونية العسكرية العربية إلى الاهتمام أكثر بفن الكاريكاتير الصحفي والالتزام بنشره على نحو دوري وثابت لما له من أهمية في توصيل المعلومات وتوضيحها، وكذلك فن الإنفوجرافيك الذي يتناسب مع طبيعة تاريخ المقاومة الفلسطينية والصراع مع الاحتلال "الإسرائيلي" الممتد منذ عقود.

14. إنشاء صفحات باللغات الأجنبية الحية على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة بقضايا المقاومة؛ لإحداث اختراق في الرأي العام الدولي لصالح المقاومة بشكل خاص والقضية الفلسطينية عامة.


للإطلاع على الدراسة PDF:

صورة المقاومة الفلسطينية في المواقع العسكرية العربية

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023