بقلم: معاذ سعد بلال
أعيننا كل الوقت إلى السماء.. ننتظر صواريخ غزة حتى ننتهي من هذه القضية: يتساءل الصهاينة في الحكومة والجيش والإعلام والشارع منذ جريمة الاغتيال ومجزرة النساء والأطفال في غزة.. هل سيكون الرد في حدود الغلاف أم سيصل إلى المركز؟ هل ستنخرط حماس في المعركة أم سيبقى الجهاد وحده في الميدان؟ هل هي مواجهة قصيرة أم أنها حرب ستطول؟.. وكلما تأخر الرد ارتفع التوتر والقلق .. وتوسعت رقعة الشلل في الكيان.. الأسواق والشوارع تخلو من المارة.. المدارس مغلقة .. الملاجئ مفتوحة.. التجارة معطلة... نزوح المستوطنين من الجنوب إلى الشمال يتواصل... الرعب سيد الموقف..
من ناحية أخرى فإن مشاهد جنائز الأطفال والنساء والدمار في غزة تصدم الوعي العالمي وتستنزف سمعة ومكانة الكيان وتعرّي وجهه وتلطخ سمعته طيلة ساعات صمت رصاص المقاومة وتخزن فيه طاقة الشرعية قبل أن ينطلق بقوة .. وسينطلق وعي المقاومة وانضباطها وتجديد تكتيكاتها في كل مرة يجعلها تسبق عدوها وتحقق التفوق عليه في المعركة المفتوحة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولًا..
لقد تجاوزت المقاومة تماماً مراحل الانفعال والارتجال وبلغت حالة من الرشاد والتخطيط والفكر الاستراتيجي ما يؤهلها إلى مناطحة دولة تتباهى بتفوقها النوعي على كافة الأصعدة ومراكز التخطيط والبحث ودوائر صنع القرار فيها وأذرعها الأمنية الضاربة.. هذه الدولة اليوم تجثو على ركبتيها أمام إبداع المقاومة التي تملي على الاحتلال جدول حياته اليومية..
تأتي جولة التصعيد الحالية في ظل ثلاثة مناسبات: ذكرى النكبة، وذكرى سيف القدس، وموعد مسيرة الأعلام الاستفزازية .. من أجل ذلك تتريث المقاومة لتضرب كل العصافير بحجر واحد.. ، تضرب رأس الاحتلال في ذكرى النكبة لتذكره وتذكر العالم أجمع أن ثمة شعب راهنتم على ذوبان هويته وضياع قضيته مازال هنا حيًا ويقاوم.. تصليه بصواريخها وعملياتها وتهز كيانه في ذكرى سيف القدس لترسخ في وعيه جدية المقاومة وأن سيف القدس لم يعد إلى غمده ولن يعود إلا عند باب العامود وفي ساحات الأقصى المحرر.. تفتح نيرانها لتنكس أعلام الكيان في يوم المسيرة لتؤكد سيادة الشعب الفلسطيني على القدس التي لن تكون أبداً إلا كما كانت دائماً عربية إسلامية تلفظ كل احتلال لامس رجسه ترابها الطهور.
وأخيرًا.. تقدم المقاومة نموذجاً وحدوياً وتلاحماً مصيرياً بين مكوناتها.. وتثبت حماس كما الجهاد وكل فصائل المقاومة أن الوحدة والمقاومة قانون الانتصار.