أهم المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين

إسراء عامر جبر

باحثة - الجامعة الإسلامية بغزة

المقدمة

يعد الإشراف التربوي عملية تفاعل إنسانية اجتماعية؛ فهو يمثل سلسلة من التفاعلات والأحداث بين المعلم والمشرف التربوي من جهة، والمنهج والطلبة من جهة أخرى، والمشرف والإدارة المدرسية من جهة ثالثة، وتهدف إلى رفع مستوى المعلم المعني إلى درجة ممكنة من أجل رفع كفايته التعليمية.

إنَّ المفهوم القديم للإشراف التربوي يتأسس على معنى التفتيش، وكان يعطي الشعور بأن القصد منه تصيد أخطاء المعلمين والمدرسين، أمَّا المفهوم الحديث فإنَّه يتأسس على معنى معاونة المعلم على حل المشكلات التي تواجههم والعمل على تطوير قدراتهم ورفع مستوى كفاياتهم المهنية والشخصية وبما يحقق أهدافهم، لذا، يقوم على تحديد جوانب القوة والضعف في الممارسات التربوية، ووضع المخططات لتلافي أوجه القصور، وتطوير الممارسات بالاتجاه المرغوب فيه.

حيث إن الإشراف التربوي يهدف إلى دراسة العوامل المؤثرة في الموقف التعليمي وتقييمه للعمل على تحسين التعلم وتنظيمه، من أجل تحقيق الأفضل لأهداف التعلم والتعليم، قامت الباحثة باستطلاع آراء عددٍ من المشرفين، والمدراء، والمعلمين؛ لمعرفة أهم المشكلات التي تواجههم في عملية الإشراف التربوي، من خلال الإجابة عن سؤال:

  • ماهي أهم المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين؟

وقد صنفت الباحثة، بعد جمع المعلومات عن طريق الدراسة الاستطلاعية أهم المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين على النحو التالي:

أولاً: مشكلات تتعلق بالمعلمين

ثانياً: مشكلات تتعلق بالمشرف

ثالثاً: مشكلات تتعلق بالمدير

رابعاً: مشكلات تتعلق بالبيئة المدرسية

خامساً: مشكلات أخرى

أولاً: مشكلات تتعلق بالمعلمين

  1. ضعف شديد في الكفاءة المهنية لدى بعض المعلمين.
  2. ضعف التحصيل الدراسي والعلمي لدى بعض المعلمين.
  3. عدم مواكبة المعلم للتطور الرقمي والتكنولوجي.
  4. التقليدية في الأداء وعدم متابعة طرق التدريس الحديثة.
  5. ضعف خبرة المعلمين في ربط المنهاج بالحياة العملية بما يتوافق مع النظرة الشاملة لعملية الإشراف.
  6. انخفاض دافعية المعلمين لاستعمال الوسائل التعليمية الحديثة.
  7. ضعف أداء المعلم بسبب انشغاله بأعمال أخرى ناتج عن ضعف الحالة الاقتصادية.
  8. عدم وجود دافعية لدى بعض المعلمين للتدريس نابع عن كراهية المهنة.
  9. عدم إفصاح المعلم عن حاجته إلى التدريب في الموضوع الذي يحتاجه.
  10. اقتصار التدريب للمعلم على الأطر النظرية دون الناحية العملية.
  11. تدريس بعض المعلمين لمواد في غير تخصصهم.
  12. عدم تقبل بعض المعلمين لآراء المشرفين.
  13. ندرة استخدام الأساليب الإشرافية الحديثة في تنفيذ أهداف المنهج.
  14. عدم كتابة المشرف التربوي الإرشادات الخاصة بتطبيق المنهج ومناقشتها مع المعلمين.
  15. إهمال بعض المعلمين في تنفيذ توجيهات المشرف التربوي.
  16. كراهية المعلم لزيارة المشرف التربوي والتهرب منها؛ لاعتقاده أنه يأتي لتصيد أخطاء المعلم.
  17. إحباط بعض المعلمين من الطلاب؛ بسبب إهمالهم وافتقارهم للتربية المنزلية السليمة.
  18. وجود معلمين يتمتعون بكفاء علمية ومهنية وثقافية أعلى من كفاءة المشرف التربوي.
  19. كثرة اشتراك بعض المعلمين في نشاطات خارج المدرسة، ليس لها علاقة بالتدريس بل هي مضيعة للوقت والجهد.
  20. سوء علاقة بعض المشرفين مع بعض المعلمين؛ نتيجة شعور بعض المشرفين بالتعالي عليهم.

ثانياً: مشكلات تتعلق بالمشرف

  1. إهمال بعض المشرفين للتعليم المستمر، وعدم حرصهم على نموهم المهني.
  2. عدم معرفة وإدراك بعض المشرفين لأهداف الإشراف التربوي.
  3. اقتصار بعض المشرفين عملية الإشراف على الزيارات الصفية المفاجئة.
  4. كثرة الأعباء الوظيفية الملقاة على كاهل المشرف.
  5. تصيد بعض المشرفين لأخطاء المعلم، بهدف ضرره وليس نصحه وتوجيهه.
  6. عدم استمرارية المشرف التربوي على المطالعة لإثراء المنهج.
  7. افتقار بعض المشرفين للموضوعية والنزاهة في تقييم المعلم. 
  8. التقليدية والروتين في الإشراف التربوي، وافتقار المشرف للتجديد في الأساليب والطرق الحديثة.
  9. قلة عدد الزيارات والمتابعة الدورية من المشرف للمعلم. 
  10. ضعف التواصل بين المشرفين والمعلمين حتى مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
  11. قلة عدد المشرفين بالمقارنة مع عدد المعلمين الذين يشرفون عليهم.
  12. عدم إشراك المعلمين في وضع خطط المنهاج مع المشرفين.
  13. عدم اهتمام بعض المسئولين بتقرير المشرف التربوي.
  14. إعداد خطط منهجية لا تتناسب مع التوقيت الواقعي والتقييم الفعلي للدروس.
  15. عدم مراعاة كثافة المنهج وتكليف المعلم بأنشطة ثانوية.
  16. زيارة المشرف للمعلم دون تنسيق أو تخطيط مسبق.
  17. اقتصار تقييم المشرف للمعلم على الزيارة الواحدة في الفصل 
  18. عدم تقديم تغذية راجعة للمعلم في نقاط القوة والضعف لتجويد وتحسين الأداء.
  19. عدم وجود تنسيق بين المشرف ومديريته والمدرسة والمعلم.
  20. ضعف المشرف في معرفة واستخدام وسائل التعليم الإلكتروني، وتطويعها لخدمة العملية التعليمية.

ثالثاً: مشكلات تتعلق بالمدير

  1. إهمال بعض المدراء لمتابعة النمو العلمي والمهارات الإدارية لديهم.
  2. إهمال بعض المدراء للمتابعة الفنية لمعلميهم.
  3. عدم تعاون مدير المدرسة مع المشرف التربوي.
  4. تذمر مدراء بعض المدارس من اشتراك معلميهم في دورات متخصصة خلال أيام التدريس.
  5. تكليف المعلمين بتدريس تخصص مختلف عن تخصصاتهم الأساسية.
  6. عدم متابعة الخطط الدراسية وتنفيذها الحقيقي في المدرسة.
  7. التقليدية في الإشراف الإداري على المعلمين، والاهتمام بالسجلات والأوراق أكثر من الأداء الحقيقي.
  8. استخدام الرقابة التسلطية، وليست الرقابة التوجيهية البناءة. 
  9. الاستئثار بالرأي وقلة المرونة في التعامل مع المعلمين.
  10. تكليف المعلم بأنشطة ثانوية تثقل كاهله وتستنزف وقته وطاقته.
  11. تركيز أكثر المهام على معلم محدد دون إشراك باقي المعلمين أو توزيع المهمات بالعدل.
  12. التركيز على الأنشطة اللامنهجية التي تخدم سياسة المؤسسة أكثر من الأنشطة المنهجية.
  13. عدم تشجيع المعلمين على التميز في الأداء وتحسين جودة العمل. 
  14. ضعف الإدارة المدرسية في أوقات الأزمات والطوارئ على سبيل المثال: وقت جائحة كورونا والانتقال إلى التعليم الإلكتروني.

رابعاً: مشكلات تتعلق بالبيئة المدرسية

  1. افتقار عدد من المدارس لشروط البيئة الصحية المناسبة
  2. ارتفاع عدد الطلاب في الفصل الواحد.
  3. عدم توافر الإمكانيات التعليمية والوسائل التوضيحية اللازمة للمنهاج؛ لتسهيل عملية التعليم والتعلم.
  4. افتقار المدرسة للمرافق الأساسية مثل السبورة الذكية، غرفة الصحة المدرسية، غرفة الوسائل التعليمية، أجهزة الحاسوب، المختبرات العلمية.
  5. ندرة الوسائل المساعدة في التعليم وخاصة في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة.



مشكلات أخرى ذات صلة بمديرية التربية والتعليم أو الوزارة 

  1. تعيين بعض المشرفين بناءً على المحسوبية والواسطة والمعارف دون الالتفات إلى الكفاءة.
  2. افتقار بعض المشرفين للدورات الإشرافية المتخصصة التي تعقدها الوزارة أو المديرية.
  3. قلة عدد المشرفين التربويين بالنسبة لعدد المعلمين.
  4. عدم وجود مشرف متخصص مسئول لكل مرحلة تعليمية.
  5. قلة الأجهزة التعليمية والوسائل وأجهزة الحاسوب التي يزود بها المشرف التربوي.
  6. عدم حث المشرفين التربويين على مواكبة التقنية الحديثة والتقصير في تزويدهم بخدمة الانترنت.
  7. قلة المواصلات من أماكن عمل المشرفين إلى المدارس التي يرغبون في زيارتها.
  8. عدم وجود متابعة من قبل مديريات التربية ووزارة التربية والتعليم لعمل بعض المشرفين التربويين، والتحقق من ساعات دوامهم، والتزامهم بتنفيذ الخطط التي تم إعدادها سابقاً.
  9. تكدس المناهج، وعدم كفاية الوقت للخطة الموضوعة.
  10. ضعف الخطط الاستراتيجية الموضوعة من قبل الوزارة من أجل التعامل مع أوقات وحالات الطوارئ.



الخلاصة:

في ضوء ما سبق نستنتج أن الاشراف التربوي يواجه، شأنه شان بقية عناصر النظام التربوي الأخرى، بعض المشاكل والمعوقات، التي تقف حائلاً دون تحقيق المشرف التربوي لأهدافه التي يتطلع إلى إنجازها على أرض الواقع.

وفي الختام توصي الباحثة بمجموعة من التوصيات للعمل على إعادة النظر في العملية الإشرافية التربوية، منها: 

  1. اختيار المشرفين التربويين من الفئات المتميزة القابلة للتطوير والتجديد والتغيير.
  2. إعادة بلورة مفهوم الإشراف التربوي، حسب النظريات الحديثة له؛ من أجل الارتقاء بالمؤسسة التعليمية.
  3. بث روح التعاون المشترك والعلاقات الجيدة بين أعضاء الهيئة التربوية، (من خلال مشاركته في تخطيط البرامج وتنفيذها).
  4. تنمية قدرات المعلمين والمشرفين في استخدام التقنيات المتطورة والحديثة.
  5. الحث على التطوير والتجديد في المهارات واكتساب الخبرات والأساليب الإشرافية الحديثة.
  6. تفعيل دور المشرف التربوي للاستفادة من خبرات المجتمع المحلي (المشاركة في الندوات، المحاضرات، ورش العمل، وغيرها).
  7. تقليل نصاب المشرف التربوي من المعلمين (لا يتجاوز 50 معلم).
  8. زيادة عدد الزيارات الإشرافية للمعلمين للاستفادة من خبرات المشرفين التربويين.
  9. إجراء دراسات مستمرة ومتنوعة للكشف عن المشاكل ومعالجتها أولاً بأول.
  10. التخفيف من الأعباء الملقاة على كاهل المشرف والتفرغ فقط لمهامه الإشرافية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023