حضارات يصدر العدد التاسع من مجلة حريتنا
أصدرت اللجنة السياسية العامة، التابعة للهيئة القيادية العليا للأسرى في السجون الصهيونية، وبالتعاون مع مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية، العدد التاسع من مجلة "حريتنا" لشهر سبتمبر من عام 2023.
ويأتي إصدار العدد التاسع بالتزامن اهتمام الحركة الأسيرة المتزايد بتأليف الكتب والروايات وإصدارها وإشهارها من خلال مؤسسات وطنية برز منها مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية.
حيث أشار رئيس هيئة التحرير د. ناصر ناصر، في افتتاحية "حريتنا" إلى عدة كتب أصدرتها الحركة الأسيرة خلال الأيام الماضية، ومنها: کتاب دراسات في الأسر للكاتب الأسير المؤبد المقدسي أيمن سدر، طباعة وإشهار كتاب الأسير الكاتب محمد سعيد إغبارية "نفق الحرية" والذي تزامن إشهاره مع الذكرى السنوية للهروب من نفق جلبوع.
وبين د. ناصر بأن ذلك يبرز من خلال قدرة الأسرى على كظم جراحهم والتقدم نحو تطوير الذات وتحقيق إنجازات في المجال العلمي والثقافي والأدبي.
وبهذا فقد شكل الأسرى بهذا نموذجًا يحتذى به لكل من يتذرعون بصعوبة المرحلة؛ ليبرروا عجزهم أو تقصيرهم عند أداء مهامهم الوطنية الضرورية.
وقدّم العدد التاسع من مجلة "حريتنا" مقالات متنوعة، بثها الأسرى بأقلامهم، جمعت بين مواجهة الأسرى للسجان وأدواته، وقدرته على مناهضة الحملات الصهيونية الشرسة، إلى جانب اطلاعه الدقيق للأحداث خارج مساحات السجن والزنازين، حيث يحلق نحو الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وصراع الدول.
وتميّز العدد التاسع بحلول القائد أحمد سعادات أيقونة للعدد، الذي عُرف كأنموذج فريد للوحدة الوطنية، فقد ظلّ سعدات هدفًا لقمع مصلحة السجون، وتنكيلها، بإشراف مباشر من الشاباك؛ لأنهم يعُون تمامًا كيف يمثل الرجل رابط وحدة ونور وعي ووقود عزيمة لا يرغب الاحتلال في بقائها بين الأسرى.
وتناول العدد أيضا شقًا جديدًا من معاناة الأسرى وهي الاستغلال الاقتصادي والمالي داخل سجون الاحتلال، بقلم الكاتب الأسير أيمن سدر والتي يقدمها للقارئ في سلسلة حلقات متتالية، برز في هذا العدد سرده لأبرز السياسات الداخلية التي تنتهجها دولة الاحتلال العنصرية في الواقع المالي للحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية، والتي تستهدف أحيانًا حزبًا دون حزب.
وضمن الحلقات السردية، يستمر الأسير "نور الأسير" في سلسلته "السجون الإسرائيلية
مواقع استجمام أم قلاع قهر وحرمان " وكشف في هذه الحلقة عن أشكال التفتيش التي تجريها مصلحة السجون في غرف الأسرى، والتي تظهر حجم ما يعانيه الأسرى من إهانة ومعاناة ومشقة، من خلالها يستطيع المرء أن يتخيل ويرسم صورة تقريبية عن حياة الاستجمام، كما يدعي بن غفير واروان ولبيرمان وأمثالهم من السياسيين الإسرائيليين.
وجاءت مقابلة العدد مع عبد الرحيم الشيخ أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت، والتي تناولت ما يصدر من السجون فكراً وأدباً وما يحرره الأسرى من مساحات حرة ونتاجات أدبية وعلمية وإنسانية رفيعة.
حيث قال إن نتاجات الأسرى تجترح أشكالاً وتقترح أنواعاً كتابية فريدة، آخذة في التكرُّس على المستوى الوطني والعربي والعالمي، أبدعتها الحركة الفلسطينية الأسيرة.
وقد دعا إلى إنتاج جغرافيا سادسة لفلسطين وهي السجون الصهيونية، إضافة للجغرافيات الخمسة التي أنتجتها النكبة وهي: فلسطين 48، والضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس، والشتات، باعتبار السجون جزء من جغرافيات فلسطين لا السياسية وحسب، بل الثقافية، والفكرية، والروحية، جعل خطابِ الأسرى الخطابَ السائد فلسطينياً.
ولم يغفل العدد عن الوقوف على معاناة الأسرى الإداريين، من خلال مقالة " المقصلة الناعمة" للأسير مروان أبو فارة، والذي وصف الاعتقال الإداري بالمقصلة الناعمة التي تغتال الأسرى بهدوء والناس ينظرون إلى حبلها أنه من الحرير، متناسين أن الاعتقال الإداري يدفعك للهامش دون أن يخرجك من النص، ويمحوك ولكن دون أن يغيَّبُك تماماً، حسب وصفه.
ونشر في العدد السابع دراسة محكمة للباحث الأسير عاهد النتشة، بعنوان: "القدس بين سياسة التهويد وثبات أهلها" وقد قدمت الدراسة قراءة عن التهويد، وأبعاده الصهيونية، وأهداف الاحتلال الصهيوني من ورائه، وعرجت على العلاقات الفلسطينية الداخلية، وأثر تلك العلاقة على إضعاف المقاومة، أو تقويتها، كما أبرزت العوامل التي عززت سمات التمرد على الاحتلال الصهيوني لدى سكان مدينة القدس.
وقد تناول الأسير "معاذ الغزاوي" موضوعًا هامًا يستهدفه العدو الصهيوني في مقال "الاستيطان وكيّ الوعي المعكوس"، ورأى بأن "الشعب الفلسطيني بصموده وتضحياته أن يمارس كيَّ الوعي المعكوس ضد هذا الكيان اللص، فغيّر قناعاته، وصار وعيه الجديد يقول: إن الإرهاب والمجازر والقتل ضد شعبنا لن تزيده إلا إصرارًا وتصميمًا."
وفي ختام مقالته وجه رسائل عدّة للجيل الثائر، الذي يخوض معركته البطولية نحو الحرية والتحرير.
وعرض الأسير ثامر سباعنة، في مقاله " الأسير والقلم والورقة" لأهم المحطات التي مرت التجربة الثقافية في السجون، بدءًا من تهريب القلم، وصولًا إلى حيازتهم على برنامج الدكتوراة، في تحدٍ ومقاومة واعية لمنع إفراغ الأسير من رسالته وقضيته.
وتناول الأسير إبراهيم بيادسة في مقاله الوجه الحقيقي لـ(بن غفير)، بيّن فيها بأن اليمين معنيّ بالتصعيد والحرب، ويريد أن يجر الجيش والدولة إلى حرب حاسمة، ولتحدث مجازر وإبادة للأعداء، هم لا يكترثون بنتائجها، وينظرون إلى أنفسهم بأنهم شعب الله المختار، والاستجابة لمطالب بن غفير لن ترضيه؛ بل سيسعى للمزيد من الدموية والعنف.
واستعرض الأسير أحمد التلفيتي، في مقاله "في الخطاب المقاوم.. الكلمة في قيادة السلاح" أبرز سمات الخطاب المقاوم الذي نجح بشكل متباهٍ في تحريك المنظومات المعنية بالشأن الفلسطيني والصهيوني إقليميًا ودوليًا ومحاولة كثيفة للحيلولة دون تفجر الأوضاع.
وقدّم الأسير رائد أبو ظاهر في مقاله " أثر التضليل والخداع الصهيوني على الصراع العربي/ الإسرائيلي" مراحل عملية إقامة وإنشاء إسرائيل لمؤسسات التضليل والخداع والحرب النفسية، بهدف الوصول إلى الشكل الحقيقي، الذي يقف خلف هذه الدولة، والتي كسرت كل المعايير العالمية في سياستها الاستعمارية والديمقراطية والإنسانية.
لقراءة وتحميل العدد التاسع pdf
العدد التاسع من مجلة حريتنا
لقراءة وتحميل سلسلة أعداد مجلة "حريتنا"