أولاً: الموقف:
زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ، الجنرال "إيال زامير" الجمعة 22 08 2025 الضفة الغربية المحتلة، حيث التقى القيادات العسكرية العاملة هناك، مصرحاً خلال تقيمه للموقف مع ضباط رافقوه إلى منطقة "طول كرم" المحتلة بأنه: "لا يوجد اليوم مكان في يهودا والسامرة لا يمكن أن نصل إليه ... ونحن في كل مكان وفي الوقت الصحيح كي نواصل السماح بحرية عمل عسكري وأن الحرب مستمرة، وأننا نعمل في جميع الجبهات بمسؤولية وتأهب دائم، وليس لدينا الحق بالتراجع. كما أضاف أنه "لا توجد منطقة لم تعملوا فيها في السنتين الأخيرتين. وفي ذات السياق قال "زامير" أن: "المهمة واضحة في يهودا والسامرة، وهي: إحباط الإرهاب والدفاع عن المستوطنات، وكما هو الحال في جميع المناطق، نحبط التهديد قبل أن يكبر".
ثانياً: تحليل المهمة:
- توصيف منطقة العمليات:
- طبيعة منطقة العمليات من الناحية الجغرافية والتقسيمات الإدارية والسكانية:
تبلغ مساحة منطقة العمليات (الضفة الغربية) قرابة 5860 كم مربع، وهو ما يساوي تقريباً 21 % من مساحة كل فلسطين التاريخية ( 27 ألف كم مربع ) . كما يبلغ عدد سكانها ما يقارب 3.4 مليون نسمة، موزعين على 13 محافظة:
- محافظات الشمال : جنين ، طوباس ، نابلس ، طول كرم ، قلقيلية ، سلفيت .
- محافظات الوسط : القدس ، رام الله ، البيرة ، القدس ، أريحا .
- محافظات الجنوب : الخليل ، بيت لحم .
كما تجدر الإشارة إلى أنه يوجد في منطقة العمليات 16 مخيم للاجئين الفلسطينيين، موزعة على النحو التالي:
- جنين : مخيم جنين .
- طوباس : مخيم الفارعة.
- طول كرم : مخيم نور شمس .
- نابلس : مخيم العين ، مخيم عسكر ، مخيم بلاطة .
- رام الله : مخيم الجلزون ، مخيم دير عمار .
- أريحا : مخيم عين السلطان ، مخيم عقبة جبر .
- القدس : مخيم شعفاط ، مخيم قلنديا .
- بيت لحم : مخيم بيت جبرين ، مخيم عايدة ، مخيم الدهيشة .
- الخليل : مخيم الفوار .
أما عن الوجود المعادي في منطقة العمليات؛ فيمكن الإشارة إلى وجود: 199 مستوطنة، و 220 بؤرة استيطانية، يقطنها ما يقارب 670 ألف مستوطن. حيث تعد المستوطنات التالية هي أكبر مستوطنات الاحتلال في منطقة عمليات:
- أرئيل / سلفيت / المساحة 5280 دونم / عدد المستوطنين 19940 مستوطن .
- بيتار عيليت / بيت لحم / المساحة 4700 دونم / عدد المستوطنين 45710 مستوطن .
- معاليه أدوميم / القدس / المساحة 6730 دونم / عدد المستوطنين 43408 مستوطن .
- مودعين / رام الله / المساحة 1192 دونم / عدد المستوطنين 60046 مستوطن .
وفي نفس السياق، فإن العدو يسيطر على منطقة العمليات، عبر نشر حواجز ثابته، وأخرى ظرفية، فضلاً عن البوابات الحديدية التي يضعها على مداخل كثير من قرى ومدن الضفة الغربية، حيث وصل عدد هذه البوابات والحواجز إلى ما يزيد عن 850 بوابة وحاجز.
- التقسيم العسكري لمنطقة العمليات:
تقع الضفة الغربية ضمن مسؤولية القيادة الوسطى لجيش العدو، والتي يقع مقر قيادتها بالقرب من مغتصبة " بيت إيل" شمال مدينة رام الله، حيث يتولى الجنرال " أفي بلوت" مسؤولية قيادة هذه المنطقة. كما تتولى فرقة الضفة الغربية، بقيادة العميد " ياكوف دولف" مسؤولية تنفيذ المهام العسكرية في منطقة العمليات، والتي تشمل مسؤليتها ــ مسؤولية فرقة الضفة الغربية ـــ محافظات: نابلس، جنين، طول كرم، قلقيلة، رام الله، بيت لحم، الخليل.
يُقسّم العدو منطقة العمليات إلى مقرات قيادة، تحت مسمى " ألوية"، موزعة ــ تجب الإشارة إلى أهمية مراجعة هذا التركيب والانتشار القتالي بشكل دوري، كونه خاضع للتغيير بناء على تغيير الموقف القتالي، والتدابير القيادية للعدو ــــ على النحو التالي:
- لواء منشيه والذي يضم في تركيبه: قوات استطلاع مظليين للأمن الجاري، وكتائب التعزيز 334 كركال، 402 جفعاتي.
- لواء شومرون، وتقع تحت مسؤوليته: قوات استطلاع جولاني، للأمن الجاري، كتائب التعزيز 94 وغيفن.
- لواء أفرايم، وينشر الكائب التالية: 411، استطلاع ناحال، 931 ، للأمن الجاري، وكتائب التعزيز 405، وقوات من الكتائب 94 و 53.
- لواء بنيامين وينشر الكتائب 932 و 75 للأمن الجاري.
- لواء عتصيون، وينشر كتائب " شكيد" و " رام" للأمن الجاري، و" شاحر" للتعزيز، كما تقع تحت مسؤوليته قوات من كتائب: " تبور" و " كركال" و " إيغوز" .
- لواء يهودا، حيث ينشر الكتائب: 890 و 601 و تبور، ويعزز قدراته بالكتائب 51 و 46 .
- لواء الأغوار وينشر الكتائب: 41 و 47 .
- كما تعمل في منطقة العمليات قوات خاصة من "اليمام" و "دفدفان" و "شمشون".
- الهدف الكلي للعمليات بناء على توصية رئيس هيئة الأركان:
إحباط (الإرهاب)، والدفاع عن المستوطنات، والعمل على القضاء على التهديد قبل تعاظمه وخروجه إلى حيز الفعل، ومنع المقاومة من (النمو) من جديد في الأمكان التي تعمل فيها القوات.
- الواجبات:
بناء على الهدف الكلي للعمليات، فإن أهم الواجبات المتصورة لتحقيق هذا الهدف، يمكن إجمالها بما يأتي:
- تحييد أكبر عدد ممكن من المقاومين في منطقة العمليات، بالقتل أو الأسر، أو منعهم من الحركة والكُمون.
- القضاء على أصول المقاومة المادية، من ورش تصنيع، أو مستودعات أدوات، وغيرها من أصول بناء وتطوير وإدامة الفعل المقاوم.
- تضييق هامش مناورة وحركة المقاومين في منطقة العمليات.
- ضرب سلاسل التوريد البشرية والمادية؛ الداخلية منها والخارجية، اللازمة لبناء ونمو المقاومة، وإدامة عملها.
- التضييق على الحاضنة الشعبية، لتصبح في أحسن الأحوال ــ من وجهة نظر العدو ــ طاردة للمقاومة، أو على الأقل غير مساعدة على تأمين حركة المقاومين، دفاعاً، أو هجوماً.
- المسؤليات:
تقع مسؤولة تنفيذ المهمة الكلية، والواجبات الفرعية، على قدرات العدو المنتشرة في منطقة العمليات، وفقاً لما ذُكر سابقاً، في بند التقسيم العسكري لمنطقة العمليات محل البحث.
- الفرضيات:
حتى يحقق العدو غايته من العمليات العسكرية، ومهامه من الإجراءات التعبوية، في أقصر الأوقات، وأقل الأكلاف، لا بد من توفر مجموعة من فرضيات العمل التي تساعده على ذلك، من أهمها:
- بقاء القوات تحت المسؤولة، منتشرة في منطقة العمليات، وعدم استدعائها لتنفيذ واجبات خارج المنطقة.
- ضمان التعاون الرسمي، وغير الرسمي مع أجهزة أمن سلطة الحكم الذاتي الفلسطينة؛ الأمنية منها والإدارية.
- القدرة على عزل المناطق، وتقطيع أوصال منطقة العمليات بشكل فاعل ومؤثر، عبر الحواجز الدائمة والظرفية، والبوابات على مداخل القرى والمدن الفلسطينية.
- ضمان الإشراف المعلوماتي ــ البشري والالكتروني ــالمسبق على التهديدات والمخاطر في منطقة العمليات.
- ضمان التعاون؛ الجزئي أو الكلي من قبل الشريحة السكانية في منطقة العمليات و / أو المسؤولية.
- السيطرة على معابر التهريب الداخلية أو الخارجية.
- التقييم الجزئي الأولي للمهمة محل التحليل:
حقق العدو جزءاً مهماً من أهدافه التعبوية في منطق العمليات من خلال:
- سيطرته على منطقة العمليات، وضمان حرية الحركة لقواته المناورة.
- خفض مستوى عمليات المقاومة، شكلأً ومضموناً وعدداً، كنتيجة لإدامة زخم العمليات في منطقة المسؤولية.
- تحييد كم معتبر من قدرات المقاومة البشرية والمادية العاملة في منطقة العمليات.
- الضغط على الحاضنة الشعبية، وإبقائها في حالة من اللا استقرار، واللا يقين لما هو قادم مستقبلاً؛
الأمر الذي ينعكس ـــ حكماًـــ بشكل سلبي على إجراءات المقاومة الدفاعية و/ أو الهجومية. - ضمان حرية الحركة لقطعان المستوطنين، وإنشاء نقاط ارتكاز مجتمعية لهذه المجاميع، يمكن أن تتحول في المستقبل إلى (مغتصبات) تسيطر على الأرض والمحيط الجغرافي.
ثالثا: خلاصة واستنتاج:
حقق العدو جملة مهمة من أهدافه في منطقة العمليات، ومناطق المسؤولية، مستفيداً مما عبئه من قدرات قتالية عضوية وغير عضوية (المستوطنين)، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على حاضنة المقاومة الشعبية، وكذا على قدرات المقاومة المنتشرة في منطقة العمليات، الأمر الذي يتطلب، إدامة التماس المعلوماتي مع العدو، وما يقوم به من نشاطات وإجراءات، وإخضاعها للدراسة والتحليل، ليبنى على الشيء مقتضاه: السياسي والإجتماعي والأمني والعسكري.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.