أولاً: الموقف:
تهديد العدو باجتياح مدينة غزة، واحتلال وتهجير ما تبقى فيها من سكان، حيث حشد العدو الفرق: 36 و 98 و 99 و 143 و 162 بالإضافة إلى فرقة غزة، وبهذا يكون قد عبأ ما يقارب الــ 60 ألف جندي لحتلال المدينة، والتي تبلغ مساحتها ما يقارب 56 كلم مربع، متضمنة الأحياء التالية: البلدة القديمة، التفاح، الدرج، الزيتون، الشجاعية، الرمال، الشيخ رضوان، النصر، تل الإسلام( تل الهوى)، الصبرا، مخيم الشاطئ. وبهذا يكون العدو قد عبأ 1160 جندي لكل كم مربع من مساحة مدينة غزة!. وفي السياق ذاته، فقد بدأ العدو باستدعاء قوات احتياط لتكون جاهزة للدفع بها إلى منطقة العمليات، في حال تطلب الموقف التعبوي ذلك.
ثانياً: أهداف العدو:
- القضاء على ما تبقى من أصول عسكرية وإدارية لفصائل المقاومة الفلسطينية؛ خاصة حركة حماس، والتي يعتقد العدو أنها ما زالت نشطة وفاعلة، ويمكن أن تشكل الخطوة الأولى في إعادة ترميم القدرات، وبداية تشكل تهديد، ينمو ويتعاظم مستقبلاً.
- إفراغ المدينة من أكبر عدد ممكن من السكان، ودفعهم جنوباً، كخطوة أولى في مشروع تهجير، وإفراغ القطاع من أهله.
- تشكيل رافعة ضغط ميدانية على المقاومة ، يمكن أن تستثمر في جولات المفاوضات السياسية، وإجبار فريق المقاومة المفاوض على تقديم تنازلات.
- تحرير رهائن؛ أحياءً أو أمواتاً.
ثالثاً: التهديدات:
- تحييد قدرات مُقاومة؛ بشرية ومادية، عاملة في منطقة العمليات و/ أو المسؤولية.
- خسائر بشرية ومادية في الحاضنة الشعبية للمقاومة.
- تدمير ما تبقى من أصول إدارية وخدمية، تساعد في صمود الناس وتشبتثم في الأرض، ورفضهم المغادرة والتهجير.
- تهجير أعداد يعتد بها من مدينة غزة باتجاه الجنوب، كخطوة أولى في مشروع التهجير والإفراغ.
- زيادة الاكتظاظ السكاني في مناطق النزوح؛ شرقاً وجنوباً، وما يرافق هذا الزحام البشري من مشاكل اجتماعية، ومعيشية، وخدمية، وإدارية.
- تضييق هامش مناورة قوات المقاومة العاملة في منطقة المسؤولية و/ أو العمليات.
- ضرب عقبة، ومؤخرة فصائل المقاومة، والتي تستخدم كمقر للقيادة والسيطرة، واستراحة القوات، وإعادة تنظيمها.
- ضرب أصول ومقرات القيادة والسيطرة لفصائل المقاومة العاملة في منطقة المسؤولية و/ أو العمليات.
- إنجاز مرحلة من مراحل التهجير، واستثمار نتائجها لخطوات مستقبلية في نفس السياق.
رابعاً: الفرص:
- زيادة الأهداف المعادية المنتشرة في منطقة المسؤولية و/ أو العمليات؛ كماً ونواعاً،.
- اشتباك المقاومة مع العدو ضمن مسافات أمن أسلحة إسناده الناري، بمختلف صنوفها، مما يزيد من هامش أمن قدرات المقاومة، البشرية والمادية، ويرفع مستوى كفاءة نارها ومناورتها.
- زيادة فاعلية وأثر الجهد الهندسي المُعدّ مسبقاً أو آنياً.
- الالتحام القريب مع قوات العدو، الأمر الذي يشكل فرصة لعمليات الأسر، أو القتل المُحقق.
خامساً: التقدير والتوصيات:
نعتقد أن العدو سوف يقارب مسألة احتلال مدينة غزة، ولأسباب عسكرية وسياسية، كوسيلة ضغط عسكري للاستثمار السياسي في المفاوضات. مع إبقاء قوات مناورته، بمختلف صنوفها، في حالة حركة ونشاط تعبوي الهدف منه:
- تدمير ما يمكن من بنى تحتية عسكرية أو مدنية.
- تحييد ما يمكن من أهداف بشرية ومادية للمقاومة.
- إضفاء مصداقية على التهديد.
- تهجير أكبر عدد ممكن من السكان، ودفعهم باتجاه الشرق أو الجنوب.
مع الأخذ بعين الاعتبار أن القوات المعبأة في منطقة العمليات؛ لن تناور بشكل جماعي، وبكامل طاقتها البشرية، كون منطقة العمليات لا تتسع لمناورة كامل هذه التشكيلات بحرية وكفاءة، مما يعني أن العدو سوف يكون لديه قدرات وأصول عسكرية قادر على أن يناور بها بالتناوب، وعلى جولات، محافظاً على زخم الهجوم، وحجم الضغط الممارس على المقاومة وحاضنتها الشعبية، إلى أطول مدة زمنية ممكنة، أو إلى حين حضور القرار السياسي، بوقف المناورة العسكرية، وتقدم الحل الدبلوماسي، حيث سيحاول العدو استثمار الموقف الميداني الذي توقفت عنده المناورة، تحقيقاً لوقف إطلاق نار؛ مؤقت أو دائم، وفقاً لشروطه. الأمر الذي نوصي معه من أجل زيادة الفرص، وتقليل التهديدات، بالآتي:
- إدامة التماس المعلوماتي، النشط والفاعل على قوات مناورة العدو في منطقة المسؤولية و/ أو العمليات.
- إعادة التنظيم القتالي للمقاومة بأصغر عديد ممكن. مع اعتماد أصل الهدف أو المهمة، كمحدد رئيسي في بناء التنظيم القتالي.
- التحضير والتسليح المسبق للأرض.
- اعتماد الجهد الهندسي، كأسلوب عمل رئيسي في التصدي للعدو.
- اعتماد الدفاع المرن، والقتال التراجعي، في مواجهة مناورة العدو، ما لم يكن هناك ما يوجب دفاع الصد.
- منع العدو من عمل رؤوس جسور، ونقاط ارتكاز عملياتية في مناطق المسؤولية و/ أو العمليات.
- ضرب خطوط إمداد العدو، الداخلية في مناطق المسؤولية والعمليات، والخارجية القادمة من مراكز حشده وتجمع قواته.
- منع العدو من التموضع والاستقرار على النقاط الإستراتيجية الحاكمة ــــ الطبيعية أو الصناعية ـــ المنتشرة في منطقة المسؤولية و/ أو العمليات.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.