صُبْحُ غَزَّةَ مُخْتَلِفٌ،
لا يُشْبِهُ أَيَّ صُبْحٍ في هٰذا العالَم،
حتّى لِبَلَدٍ ضَرَبَهُ زِلْزالٌ فَدَمَّرَ ما دَمَّرَ، وقَتَلَ ما قَتَلَ،
لا يُذْكَرُ ذلكَ مِمّا يُفْعَلُ في غَزَّةَ... في غزة القتل من اجل القتل والتدمير لا تبرير له سوى أنه من عصابة مريضة ومشوهة في تركيبتها جمعت بين الصهيونية والصليبية والنازية بمركب يصعب توصيفه.
هُنا في غَزَّةَ: دَمارٌ وَقَتْلٌ بِأَيْدٍ مُجْرِمَةٍ، تُجاهِرُ بإجْرامِها،
ولا تَحْسِبُ حِسابًا لِأَحَد.
هُنا في غَزَّةَ: ظُلْمٌ مُرَكَّبٌ؛
عَدَا عَنِ المُجْرِمِ المُباشِر، هُناكَ مَن يَضَعُ يَدَهُ بِيَدِ هٰذا المُجْرِم،
مِن ذَوِي القُرْبَى وَالأَشِقّاءِ العرب.
هُناكَ: الخِذْلانُ مِمَّن كانَ مُتَوَقَّعًا أَنْ يَنْصُرَ غَزَّة.
هُناكَ: إِدارَةُ الظَّهْرِ، وَالتَّطنيشُ، وَاللَّا مُبَالاة.
وَهُناكَ ما هو أَدْهى وَأَمَرُّ:
لَوْمُ الضَّحِيَّةِ، وَتَرْكُ الجَلّادِ،
أَوْ حَتّى قَدْ تَجِدُ مَن يُبَرِّرُ لَه...
عَزاءُ غَزَّةَ في أُولٰئِكَ أَصْحابِ الضَّمائِرِ الحَيَّةِ،
الّذِينَ ما زالُوا يُحاوِلُونَ الوُقوفَ مَعَ غَزَّةَ،
مِثْلَ اليمن العظيم وأُسْطُولِ الصُّمودِ،
وَكُلِّ مَن يَرى شَرَفَ الإِنْسَانِيَّةِ في غَزَّة.