48 أسيرًا، 724 يومًا: "أذنبنا وأخطأنا حين عُرضت علينا صفقات ولم نُعِد الأسرى"

 هآرتس

ترجمة حضارات 

عوفر أدرِت 

قبل يوم الغفران، عرضت الحاخامة الإصلاحية غاليا سَدان والحاخام مئير عزري موقفين مختلفين تجاه قضية الأسرى: الأولى تدعو إلى تخفيف عبء الذنب عن الجمهور، والثاني يدعو إلى الصراخ ضد الفشل. يقول عزري: "المجتمع بحاجة إلى زلزال ليستكمل العملية التي تتحدث عنها غاليا، ولينبت شيئًا جديدًا من الخراب".

في مساء السبت، في "ساحة الأسرى" بتل أبيب، شعرت غاليا سَدان بثقل الذنب الذي يخيم على كثير من الحضور. قالت: "وقف الناس يطلبون الصفح من عائلاتهم، التي ما زال أبناؤها في غزة. تحدثوا عن الذنب الذي يحملونه. لا يمكنك ألا تشعر بالذنب عندما ترى مقاطع روم برسلڤسكي، إيتان هورن، أفِيتار دافيد وألون أوهل. تقول لنفسك: كيف يمكن أن يعاني ابني هكذا وأنا عاجز عن فعل أي شيء لإعادته؟". وأضافت: "إنه حمل لا يُحتمل، كيس ثقيل من الذنب الكبير، قد يدفعك إلى اليأس أمام عجز الحكومة التي لا تتحرك".

ومع ذلك، في أمسية "الاستغفار" التي ستُقام مساء اليوم (الاثنين) في "ساحة الأسرى"، تسعى سَدان إلى إيجاد عزاء: "ربما يمكن أن نسامح أنفسنا ونخفف قليلًا من حمل الذنب"، لتفسح القلوب مكانًا للأمل والعمل. التحدي الأكبر برأيها هو أن تنجح بعد عامين من الحرب في "ملامسة الناس" وإظهار العائلات أنها ليست وحدها: "أعرف والد إيتان هورن شخصيًا، وتعرفت إلى والد عمري ميران ووالدة يَگڤ بُخشتب. يجب أن تعرف كيف تصل إلى قلوب هؤلاء، وترى آلامهم، وتعرف كيف تدعمهم أسبوعًا بعد أسبوع، من مظاهرة إلى مظاهرة، ومن اعتصام إلى اعتصام".

من جانبه، الحاخام الإصلاحي مئير عزري، رئيس مراكز "دانيال" لليهودية التقدمية، يقترح هذا العام ألّا نكتفي بالاستغفار: "أريد أن أرى أن حلقات الاستغفار لا تطلب السكينة، بل الزلزال. وصلنا إلى مرحلة يجب أن تهزّ فيها المجتمع الإسرائيلي الأساس السياسي-الاجتماعي الذي نقف عليه". ويضيف: "أذنبنا وأخطأنا حين وُضعت أمامنا صفقات ولم نُعِد الأسرى ولم ننهِ الحرب". ولشرح كلامه، استشهد بصلاة تُتلى في حلقات الاستغفار: "لا أطلب ’امنح سلامًا للملكوت‘ بل ’امنح زلزالًا في الملكوت‘ كي تصل المنظومة إلى حل. لأن الإحساس الحالي أن ’القصور‘ مطمئنة أكثر من اللازم، ولا يجوز تطبيع حرب مستمرة وأسرى قريبون مكانًا وبعيدون مصيرًا".

كما اقتبس عزري من أحد الأناشيد الدينية القديمة لموسى بن عزرا، الذي يُتلى في صلاة "الختام": "تزكو لسنين كثيرة، الأبناء والآباء، بفرح وابتهاج، في ساعة الختام". ثم علّق: "لا يمكن بعد عامين رهيبين أن نفرح ما لم تنتهِ الحرب ويُعاد الأسرى، وما لم يكن هناك أفق للفرح. على المستوى الشخصي قد يفرح المرء بمناسبة عائلية، لكن كمجتمع لا نستطيع الفرح ونحن في كسر". ويضيف: "سنغني هذا النشيد، لكن سنتذكر أننا فشلنا كمجتمع في إيجاد أفق للفرح، وفي إعادة فرحتنا إلى بيوتنا".

الموقفان اللذان تعرضهما سَدان وعزري يبدوان متناقضين: الأول يدعو إلى مسامحة النفس وتخفيف عبء الذنب، والثاني إلى الصراخ ضد فشل المجتمع والدولة. عزري يرى فيهما تكاملًا: "الزلزال الذي أتحدث عنه هو مسار عرفته اليهودية عبر العصور: الخراب زلزال، الخروج إلى المنفى زلزال. لكنه زلزال يقود في النهاية إلى عملية إيجابية. المجتمع الإسرائيلي يحتاج إلى زلزال ليستكمل العملية التي تتحدث عنها غاليا، وينبت شيئًا جديدًا من الخراب".


أحداث احتجاجية مقررة اليوم:

17:00 | مظاهرة من أجل تحرير الأسرى وإنهاء الحرب في "ميدان سڤِر"، حيفا

18:30 | احتجاج نسائي أمام سفارة الولايات المتحدة، تل أبيب

19:00 | مظاهرة بمشاركة عائلات الأسرى عند "بوابة بيگين" في مقر الكرياه، تل أبيب

20:00 | بث مباشر مع عائلات الأسرى على شبكات التواصل

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025