هآرتس
عموس هرئيل
إذا قُبلت خطة ترامب للصفقة، فهذا بعيد عن أن يكون انتصارًا لنتنياهو
اليوم (الاثنين)، يلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرة الرابعة منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير – وهذه المرة تبدو الأكثر دراماتيكية. على غير العادة، الجانب الأميركي هو من يرفع سقف التوقعات. فقد غرّد ترامب أمس: "هناك فرصة لشيء كبير في الشرق الأوسط. للمرة الأولى، الجميع منخرطون".
بعد لقاء ترامب مع زعماء الدول العربية والإسلامية الأسبوع الماضي، تسرّبت تفاصيل متزايدة عن خطته ذات الـ21 نقطة لإنهاء الحرب في غزة واستئناف المسار السياسي. هذه المرة، لا يبدو أن الأمر مجرد وعود جوفاء أو آمال كاذبة بصفقة أسرى قريبة. عودة جاريد كوشنر، صهر الرئيس، إلى الانخراط المكثف تعكس أيضًا جدية أكبر من جانب ترامب وإدارته.
يروج نتنياهو عبر مكتبه أن الخطة "إسرائيلية الهوية"، وأنه ووزيره المقرب رون ديرمر شاركا في صياغة كل تفصيل فيها. لكن هذه الرواية قد تثير استياء ترامب، الذي لا يحب تقاسم الفضل ولا يريد أن يظهر كدمية بيد نتنياهو. والواقع أن الخطة، إن تم اعتمادها، بعيدة عن أن تكون انتصارًا كبيرًا لنتنياهو، بل أقرب إلى نسخة محدّثة من خطة بايدن التي وافق عليها ثم تهرّب من تنفيذها.
بحسب التسريبات، لن تكون هناك "هزيمة نهائية" لحماس، إذ إن تفكيكها كقوة عسكرية منظمة تحقق تدريجيًا منذ أشهر. لن يكون هناك نزع سلاح كامل للقطاع، بل انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي. كذلك، أوهام اليمين المتطرف حول ترحيل الفلسطينيين وإعادة المستوطنات إلى غزة لن تتحقق.
في المقابل، سيُسمح للسلطة الفلسطينية بلعب دور محدود في إدارة غزة، وهو ما سيقدمه نتنياهو كإنجاز شخصي بفضل علاقته بترامب. الضغط العربي على حماس سيكون هائلًا للقبول بالصيغة، والتحدي الأساسي أمامها سيكون إطلاق جميع الأسرى مقابل انسحاب كامل وفوري من غزة.
الجزء الأصعب لنتنياهو سيكون استيعاب التنازلات: لا ضم لمستوطنات كتعويض، إطلاق نحو 200 أسير أدينوا بجرائم قتل، وانسحاب من القطاع. خطوات يصعب ابتلاعها داخل ائتلافه. وإذا ضغط ترامب بقوة، سيكون أمام نتنياهو خياران: القبول والتسبب بانهيار ائتلافه، أو المماطلة كعادته.
اعتاد نتنياهو أن يغرق الرؤساء الأميركيين بمشكلاته الداخلية ليحصل على مرونة إضافية. وقد يحاول تكرار الأسلوب مع ترامب، لكن عليه أن يتذكر أن الرئيس يعلم أن نتنياهو قادر قانونيًا على إقرار صفقة أسرى حتى لو سقطت حكومته، خصوصًا مع تعهّد يائير لابيد بتوفير شبكة أمان برلمانية لمثل هذه الصفقة، واحتمال عودة بني غانتس إلى الكواليس الحكومية.
المهم أن الحرب يجب أن تنتهي. فمنذ أن قرر نتنياهو في مارس الماضي خرق وقف إطلاق النار واستئناف القتال، تُدار حرب استنزاف عبثية. أحداث الأيام الأخيرة – بينها قراره الفجائي أن يُسمع خطابه في الأمم المتحدة عبر مكبرات الصوت لسكان غزة – تُظهر الحاجة العاجلة إلى وقف القتل، تحرير الأسرى، وإعادة القتلى لدفنهم.
عشية اللقاء، أعلنت حماس أنها فقدت الاتصال باثنين من الأسرى الإسرائيليين نتيجة عمليات الجيش في غزة، وطالبت بوقف فوري للهجمات الجوية والانسحاب من بعض الأحياء لتحديد مصيرهم. وقد نُشرت أسماء الأسرى (بينهم عمري ميران)، مما يزيد الضغط على الحكومة. في ظل هذا الغموض، سيكون من الصعب على إسرائيل تجاهل مطلب حماس، خاصة مع المعاناة التي تعيشها عائلات الأسرى.