لا حماس ولا السلطة مخوّلة بالتفريط بالحقوق الفلسطينية
تمثل خطة ترامب الأخيرة محاولة خبيثة لوضع السم في العسل، عبر تقديم وعود ظاهرها إنساني وباطنها سياسي خطير يستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
أولًا: العسل المغلف بالسم
ثانيًا: السم الزعاف في بنود الخطة
كل البنود الأخرى تمثل محاولة لأخذ ما لم تستطع إسرائيل انتزاعه في الميدان، عبر أدوات سياسية:
ثالثًا: الرد المناسب على خطة ترامب
الشق الأول: متعلق بحماس والجهاد الإسلامي
باعتبارهما يمتلكان ورقة الأسرى الإسرائيليين، فإن لهما الحق في التفاوض وفق الشروط التالية:
بعض هذه الشروط متحقق جزئيًا في الخطة، لكن دون ضمانات حقيقية. فوقف الحرب غير مضمون، والانسحاب الكامل غير متحقق، وتبادل الأسرى لا يشمل الجميع، والإعمار مرتبط بوصاية أجنبية مرفوضة. كما أن الخطة تحمل ملامح "صفقة القرن" بثوب جديد يتجاوز الحقوق الفلسطينية وحقوق المسلمين في القدس.
لا يمكن للمقاومة أن تفرج عن الأسرى الإسرائيليين دون ضمانات واضحة بوقف الحرب والانسحاب الكامل، ويجب أن يتم تبادل الأسرى على مراحل لضمان تنفيذ الالتزامات.
الشق الثاني: متعلق بمستقبل غزة واليوم التالي
القضايا المتعلقة بالحكم في غزة وربطها بالضفة والسلطة، إضافة إلى الوضع الإقليمي والمستقبل السياسي، لا يمكن أن تُحسم من قبل حماس أو الفصائل المقاومة وحدها، ولا حتى من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله.
هذه قضايا مصيرية تتطلب إجماعًا وطنيًا من كل الفلسطينيين في الداخل والخارج.
يجب على المقاومة أن تتحفظ بشدة على أي محاولة لتبرير الاحتلال أو تجاوز الحقوق الفلسطينية في تقرير المصير والسيادة والاستقلال، أو فرض وصاية دولية، أو فصل الضفة وغزة والقدس عن القضية الفلسطينية.
رابعًا: موقف الدول العربية والإسلامية
على الدول العربية والإسلامية، وكل الشعوب الحرة حول العالم، أن تعبّر عن إرادة شعوبها في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية والتفرد الأمريكي المتواطئ على الحقوق الفلسطينية.
المطلوب هو دعم الحق الفلسطيني في الاستقلال وتقرير المصير، وإنهاء الاحتلال ووقف المجازر، لا تغطيتها أو تبريرها.
الخلاصة
هذه الخطة تسعى إلى تحقيق ما فشلت فيه حرب الإبادة عبر أدوات سياسية ملتوية.
لا حماس ولا السلطة ولا أي فصيل فلسطيني مخوّل بالتنازل عن الحقوق الثابتة.
الحل يكمن في الانصياع للإرادة الدولية لإنهاء الحرب والتجويع، وتنفيذ القانون الدولي الذي يقر بحق الفلسطينيين في تقرير المصير والاستقلال.
هذا هو المسار السياسي الحقيقي، وليس الوعود الكاذبة والمسارات الوهمية التي تكرّس الاحتلال وتبرر جرائمه.