اللقاء في البيت الأبيض قد يشكل نقطة تحوّل في الشرق الأوسط بأكمله

قناة 14

ترجمة حضارات 

يعقوب بردوغو 

يرى مراقبون أن وراء الكواليس تجري خطوات مهمة غير مكشوفة للجمهور، ترتبط – من بين أمور أخرى – بالتهديد الإيراني. كما أن دور الدول العربية "المعتدلة"، وفي مقدمتها السعودية، بارز في الاتصالات. وعليه، فإن اللقاء في البيت الأبيض لا يتناول فقط إنهاء الحرب في غزة، بل قد يشكّل نقطة تحوّل في إعادة صياغة الشرق الأوسط بأسره.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في اجتماع شهد تغييرات دراماتيكية في اللحظة الأخيرة، ما يوحي بوجود تطورات كبيرة محتملة في الحرب على غزة وفي الساحة الإقليمية.

اللقاء، الذي كان من المقرر أن يكون ثنائيًا خاصًا بين الزعيمين، توسّع بشكل استثنائي ليشمل جلسة موسعة بين الطواقم الإسرائيلية والأميركية، غداءً مشتركًا، وأخيرًا مؤتمرًا صحفيًا لنتنياهو وترامب. هذا التغيير المفاجئ في جدول الأعمال يشير، وفق التقديرات، إلى أن الطرفين توصّلا إلى العديد من التفاهمات، وأن البيت الأبيض يرغب في عرض إنجاز سياسي مهم.

فرص التوصل إلى صفقة: تفاؤل مقابل تشكك

في صلب النقاشات تبرز إمكانية التوصل إلى صفقة تُنهي الحرب في غزة. ثمة تفاؤل حذر بأن اللقاء الموسّع والجهود الدبلوماسية المكثفة التي سبقته، بما في ذلك محادثات ماراثونية في نيويورك، تدل على قرب فعلي لاتفاق. وفق التقديرات المتفائلة، احتمال التوصل إلى صفقة يبلغ نحو 70%.

في المقابل، تُسمع أصوات متشائمة تقدّر أن الاحتمال لا يتجاوز 25–30%. ووفق هذا الرأي، رغم احتمال صدور إعلان متفائل عن تفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة وقطر، يبقى التحدي الأساسي هو حماس، إذ يشكك كثيرون في استعدادها للتخلي عن سلاحها أو توقيع "اتفاق استسلام"، كما يُثار الشك في قدرة قطر على فرض ذلك عليها. وتُطرح خشية من أن يكون الهدف الأساسي من الخطوة هو تحميل حماس مسؤولية فشل المفاوضات، كما حدث قبل أشهر.

المشهد الإقليمي: ما وراء الكواليس

إلى جانب القضية الفلسطينية، تدور النقاشات في واشنطن في ظل عمليات جيوسياسية أوسع. هناك تقديرات بأن خطوات كبيرة غير مكشوفة للجمهور تجري، تتعلق بالتهديد الإيراني. حقيقة أن ترامب جمع جميع الجنرالات الأميركيين المتمركزين حول العالم لاجتماع طارئ، تثير التساؤلات حول تطورات أمنية محتملة.

كذلك، يظهر دور الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية، بشكل واضح في الاتصالات. ورغم عدم وجود تأكيد رسمي على لقاء بين نتنياهو ومسؤول سعودي، من الواضح أن للسعوديين، إلى جانب دول أخرى مثل الإمارات وإندونيسيا، دورًا محوريًا في بلورة خطط "اليوم التالي" في غزة. هذه التطورات قد تؤدي إلى موجة جديدة من اتفاقات أبراهام وتوسيع تحالف السلام الإقليمي.

الخلاصة

اللقاء في البيت الأبيض لا يتعلق فقط بإنهاء الحرب في غزة، بل قد يشكّل نقطة تحوّل في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بأكمله.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025