ترجمة حضارات
مايا كوهين
"صانعا قواعد اللعبة": الباحث البارز عن الصورة التي أشعلت الأتراك
بينما يحاول العالم فك رموز فرص نجاح خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، كانت صورة واحدة كافية لتفسير الكثير: في الاجتماع الذي عُقد في نيويورك الأسبوع الماضي، جلس الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان معًا على رأس الطاولة، فيما جلس قادة الدول الإسلامية والعربية أمامهما.
د. حي إيتان كوهين ينروجيك، باحث بارز في مركز ديان بجامعة تل أبيب، أوضح:
"ترامب وأردوغان جلسا في رأس الطاولة، كأنهما صانعا قواعد اللعبة". الصورة التي انتشرت بحماس في الإعلام التركي تفسّر لماذا انضمت تركيا الآن للوساطة في الدوحة إلى جانب قطر ومصر.
ويضيف: "بعد كل هذا التسويق الإعلامي، لم يكن ممكنًا أن تبقى تركيا مكتوفة الأيدي. الآن يُنظر إليها كضامنة لحماس في بلورة الصفقة. من منظور أردوغان، التواجد في الدوحة وإقناع حماس يمثل تحديًا ومصلحة أساسية، لأنه إذا نجح فسيحظى بمزيد من التقدير من ترامب".
الدور التركي وتأثير ترامب
هل كانت تركيا ستنضم للوساطة حتى بدون ترامب؟ يجيب د. كوهين:
"بكل حال، مع ترامب أو بدونه، الأتراك يريدون دورًا. هذه منطقة نفوذ تركية فورية. لكن ترامب يمنح أردوغان ما لم يحصل عليه أي زعيم تركي منذ أيام الدولة العثمانية: لقب 'زعيم العالم الإسلامي'".
ويضيف: "ترامب يتصرف مع أردوغان كأنه قائد كل المسلمين. فإذا استطاع أردوغان إقناع حماس، فسيُنظر للإنجاز على أنه بفضله، وسيكسب مجدًا أمام ترامب وأمام الشرق الأوسط".
مكاسب محتملة ومحدوديات
إذا نجحت الوساطة، فقد تجد تركيا نفسها في موقع استراتيجي جديد، مع تعزيز نفوذها على الملف الفلسطيني. الباحث يربط ذلك بسوابق تاريخية مثل عودة ياسر عرفات من المنفى إلى رام الله.
لكن هل يؤدي النجاح أيضًا إلى تحسين العلاقات المجمّدة مع إسرائيل؟ هنا يحذّر د. كوهين:
"من المبكر جدًا القول. العلاقات بين أنقرة وتل أبيب تدهورت بشدة خلال الحرب. هناك انعدام ثقة عميق في الجانبين. وطالما تواصل تركيا فرض العقوبات الاقتصادية والمعارك القانونية ضد إسرائيل، فلا مجال للمناورة في هذه المرحلة".
الرأي العام التركي
التفاعلات في تركيا مختلطة. "وفق ما يُعرض في الإعلام التركي، الشعب يشعر بخيبة أمل من الاتفاق المرتقب"، يوضح الباحث. "لكن القيادة تسوّق العملية كإنجاز يخدم فقط المصلحة الوطنية التركية".
النتيجة:
أردوغان نجح في تغليف المبادرة بشكل يُظهر الربح التركي، حتى وإن كان الاتفاق نفسه بعيدًا عن توقعات الشارع في بلاده.