خطة ترامب:هدية البيت الأبيض لنتنياهو

هآرتس 

 نتنياهو تلقى هدية في البيت الأبيض، والآن يُؤمَل أن تستفيد منها إسرائيل
الكاتب: روفيت هخت

لا أحد يملك جواباً جدياً أو مؤكداً على السؤال الأكثر إلحاحاً: هل ستقبل حماس مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وإعادة الأسرى أم لا. حتى في التقدير الأكثر شيوعاً، القائل إن الحركة سترد بموافقة مبدئية مشروطة، يبقى المجال مفتوحاً لخيارات واسعة وفوارق دراماتيكية، تنتهي في النهاية إلى جواب ثنائي: نعم أو لا.

إجابة من نوع "نعم، ولكن" قد تهدف إلى تحسين رواية هزيمة حماس أو خدمة مصالح قادتها في المنفى. مختلفة عنها تماماً إجابة "نعم، ولكن" التي تُراد لرفض الصفقة من دون أن تظهر حماس كجهة معرقلة ومرفوضة دولياً بدلاً من إسرائيل.

في أوساط اليمين الإسرائيلي العميق، الممتد من دوائر تالي جواليب في الليكود وصولاً إلى بن غفير وسموترتش، التقدير السائد أن حماس سترفض العرض ولن توافق على تحرير جميع الأسرى. ليس من غير المنطقي الافتراض أن هذه أمنية دفينة، على الأقل عند سموتريت  وبن غفير، لأنها تمنحهم تفويضاً مطلقاً لتدمير ما تبقى من غزة، وصولاً إلى أوهام الترانسفير والاستيطان. وربما يكون هذا تقديراً واقعياً وسط المهرجان الذي أطلقه ترامب بموقف أحادي الجانب. فالمتطرفون يفهمون بعضهم أكثر من غيرهم، ويعرفون كيف يتوقعون أو يخمنون سلوك بعضهم المستقبلي.

في المقابل، غالبية واضحة في الليكود وأوساط الأحزاب الدينية تدعم الصفقة، وتعتبرها ممتازة لمصلحة إسرائيل. مظاهرات لدعم الأسرى في تل أبيب أمس جسدت هذا المزاج العام.

ورغم الشكوك، لا يمكن الاستخفاف بالورقة القوية التي وضعها ترامب على الطاولة مقارنة مع كل المقترحات السابقة. إنشاء ائتلاف إسلامي، وخاصة إشراك الدول الأكثر تأثيراً على حماس – قطر وتركيا – للضغط على الحركة، يُعد خطوة دبلوماسية لافتة. لكن داخل اليمين، هناك من يشكك بصدق هذه الدول، بل ويتهم الدوحة وأنقرة بلعب مزدوج. "نعم، ولكن" التي سُمعت من قطر قد تدعم هذه المخاوف. ومع ذلك، إن كانت هذه الدول فعلاً "كلها في الصف"، فالمعنى قد يكون دراماتيكياً، وصولاً إلى طرد قيادة حماس من الدوحة إذا رفضت الصفقة. وزير من الليكود قال: "ليس صدفة أن نتنياهو أوضح في اعتذاره للقطريين أنه لن يمس بسيادتهم بعد الآن. إذا طردت قطر قادة حماس إلى إيران مثلاً، سيكون من الأسهل كثيراً على إسرائيل تصفيتهم".

ترامب وضع نتنياهو في موقع "رابح على كل حال". إذا قبلت حماس الصفقة، سيحقق لإسرائيل الجريحة إنجازاً كبيراً، ويُدخل مصير غزة تحت مظلة دولية مع إشراك العالم كله في الحل. وإذا رفضت، سيحصل نتنياهو على رصيد دولي لتنفيذ رؤية شركائه في الحكومة، وبذلك يحافظ على ائتلافه حتى نهايته.

الخلاصة: نتنياهو تلقى هدية سياسية كبيرة من ترامب. ويبقى أن نأمل أن تستفيد منها إسرائيل أيضاً.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025